
لم تكن جماهير باير ليفركوزن تحلم بأكثر من البقاء في الدوري الألماني عندما تولى تشابي ألونسو تدريب الفريق في أكتوبر 2022، لكنه في النهاية صنع معجزة، ورحل ملكاً متوجاً ليتولى قيادة فريق ريال مدريد الإسباني خلفاً لكارلو أنشيلوتي.
عندما تعاقد باير ليفركوزن مع تشابي ألونسو كان الفريق في المركز قبل الأخير بعد أول ثماني جولات، لكنه قاده في النهاية إلى المركز السادس والتأهل إلى الدوري الأوروبي.
وخلال موسم 2023-2024، بدأت جماهير ليفركوزن تحلم بتحقيق ألونسو فيما فشل فيه جميع المدربين السابقين، وهو التتويج بلقب الدوري، والأهم من ذلك إنهاء أسطورة "نيفركوزن"، وهو اللقب الذي لازم الفريق بعد سنوات من الفشل.
وفي النهاية، انتزع ليفركوزن الثنائية المحلية للمرة الأولى في تاريخه، وكان على بعد 90 دقيقة من لقب الدوري الأوروبي، لكنه سقط أمام أتالانتا الإيطالي.
ولفت ألونسو أنظار ريال مدريد وبايرن ميونيخ وليفربول، وهي الفرق الثلاثة التي سبق له اللعب في صفوفها، وكان يملك شرطاً يتيح له الرحيل عن ليفركوزن إذا طلبه أحد هذه الأندية.
وجهزت جماهير ليفركوزن نفسها لرؤية المدرب المحبوب صاحب الإنجاز يرحل عن الفريق، لكن في النهاية فاجأ الجميع بقرار البقاء لموسم آخر.
وأدركت جماهير ليفركوزن أن المدرب لن يبقى لأكثر من موسم، ورغم الفشل في الاحتفاظ بلقب الدوري والكأس، والخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا، رحل ألونسو وسط امتنان كبير من جماهير الفريق الألماني.

موقف مشابه
بعد تتويج ريال مدريد بلقبي الدوري ودوري أبطال أوروبا في 2024، لم يكن هناك مفر من بقاء المدرب كارلو أنشيلوتي، لكن الفريق انهار هذا الموسم، رغم الفوز بكأس السوبر الأوروبية، وكأس إنتركونتيننتال للأندية، ليتشابه موقفه مع ليفركوزن في الموسم الأول لألونسو.
وسيحتاج ألونسو إلى دراسة سبب الانهيار في تشكيلة ريال مدريد رغم تدعيم صفوف الفريق بالمهاجم كيليان مبابي.
الأهم بالنسبة لألونسو هو الدفاع الحلقة الأضعف التي تسبب في سقوط ريال مدريد في جميع مبارياته الأربع أمام برشلونة هذا الموسم.
ويحتاج دفاع ريال مدريد إلى تدعيم كبير، غير أن الحل قد يكون في أسلوب لعب ألونسو.
ويفضل المدرب الإسباني اللعب بخطة 3-4-3، وهو الأمر الذي قد يُسعد بعض اللاعبين وعلى رأسهم فيديريكو فالفيردي الذي اضطر للعب في مركز الظهير الأيمن، لتصبح عودته إلى وسط الملعب وشيكة.
ويأتي التعاقد مع ألونسو ليُريح ترينت ألكسندر أرنولد الذي اقترب من الانتقال إلى ريال مدريد، حيث يعاني اللاعب الإنجليزي من ضعف واضح في الناحية الدفاعية، ليكون أسلوب ألونسو بمثابة طوق النجاة له لاستغلال قدراته الهجومية.
برشلونة بايرن
عندما تولى ألونسو تدريب ليفركوزن، كان عليه التعامل مع هيمنة بايرن ميونيخ على لقب الدوري في 11 موسماً متتالياً.
والآن، يجد ألونسو نفسه في موقف مشابه لمواجهة هيمنة برشلونة بقيادة هانزي فليك على جميع الألقاب المحلية.
ويحتاج ألونسو إلى فرض سيطرته على تشكيلة ريال مدريد وإقناع اللاعبين باللعب الجماعي، والأهم من ذلك اكتساب ثقة جماهير ريال مدريد التي تنتظر منه أن يعيد أيام زين الدين زيدان.