
في سهرة كروية عنوانها “الجدل”، استضاف مقدم برنامج El Larguero، خوانما كاستانيو، أسطورة الكرة الإيطالية ونادي ميلان “باولو مالديني”، وحثه على المشاركة في لعبة لا يقبلها إلا من يملك ذاكرة قوية وشجاعة رأي، حيث سأله عن هوية المدرب الأعظم في تاريخ ريال مدريد، وهو سؤال بات يفرض نفسه في الوقت الذي تُرسم فيه سيناريوهات رحيل كارلو أنشيلوتي مع نهاية الموسم الحالي.
المعركة الجدلية بدأت بخطوة كلاسيكية، عن طريق الاختيار بين المدرب الألماني “يوب هاينكس” والإيطالي ”فابيو كابيلو”، قبل أن تصل في نهاية المطاف إلى المقارنة بين زيدان وأنشيلوتي.
مالديني اختار يوب هاينكس في بداية السباق، بحجة أنه صاحب اللقب السابع لريال مدريد في دوري الأبطال، وهو اللقب الذي طال انتظاره لعقود وكان بمثابة “الأول في العصر الحديث" أو كما وصفته الصحف الكتالونية آنذاك بأول بطولة دوري أبطال أوروبا للريال بـ "الألوان”.
وواجه هاينكس خصمًا جديدًا، هو مولوني، لكن مالديني ظل وفيًا للألماني بقوله: “صحيح أن مولوني حصد لقبًا أوروبياً، لكن دوري الأبطال يبقى له وزنه”.

المعركة امتدت لاسم آخر، كان الهولندي ليو بينهاكر الذي توفى عن عمر ناهز الـ 85 عاماً يوم 10 أبريل 2025.
ولم يتردد مالديني عندما سمع اسم بينهاكر باختيار هاينكس أيضًا كأفضل مدرب في تاريخ ريال مدريد.
لكن حين ظهر اسم جوزيه مورينيو على الطاولة، حدث التغيير، فقد رد مالديني قائلاً “صحيح أن مورينيو لم ينجح في قيادة مدريد لنهائي دوري الأبطال… لكنني أختاره بدلاً من هاينكس هنا”، هكذا قالها في إشارة إلى تأثير مورينيو النفسي والبدني على منظومة الميرينغي في حقبة كادت تُنسى.
من مورينيو إلى ديل بوسكي، والقرار هذه المرة كان واضحاً بتغيير رأيه إلى ديل بوسكي، مضيفاً “فيسنتي يتفوق بلقبين في الأبطال واثنين في الليغا، لا جدال هو أفضل من مورينيو”.

ثم جاءت المواجهة الكبرى بين ديل بوسكي وزين الدين زيدان، فقالها مالديني بلا تردد: “زيدان يتفوق بالبطولات… لا مجال للمقارنة. زيدان يتفوق على الجميع… حتى دي ستيفانو".
وانتصر زيدان في كل المواجهات التالية أمام “كارنيغليا” ثم “ميغيل مونيوز” ثم “فيلالونغا”، وحتى عندما طُرح اسم ألفريدو دي ستيفانو كمدرب، لم يتوقف مالديني بقوله: “دي ستيفانو كمدرب لم يفز بشيء يُذكر… زيدان بلا نقاش هو الأفضل”.
لكن النهاية لم تكن للفرنسي بل للإيطالي، ففي آخر سؤال بحسب ما نقلته صحيفة موندو ديبورتيفو، جاءت اللحظة الحاسمة: زيدان أم أنشيلوتي؟ وهنا توقّف مالديني قليلاً… ثم حسم الأمر قائلاً: “كلاهما فاز بثلاثة ألقاب في دوري الأبطال مع ريال مدريد، لكنني أختار أنشيلوتي. هو الأكثر تتويجًا، والأهم في تاريخ النادي. ولا أفهم لماذا لا يستمر مع النادي".

وفاز باولو مالديني بلقبين لدوري أبطال أوروبا رفقة آي سي ميلان عامي 2003 و2007 عندما كان كارلو أنشيلوتي مدرباً للفريق.