كاساس: الاتحاد العراقي يشوّه صورتي وعاملني بشكل قذر جداً

المدرب الإسباني تحدث عن "حرب أهلية" وشكا من "ثقافة آنية" واعتبر أنه ترك "مستقبلاً زاهراً"

time reading iconدقائق القراءة - 2
مدرب العراق خيسوس كاساس قبل مباراة ضد الأردن في كأس آسيا بقطر - 29 يناير 2024 - Reuters
مدرب العراق خيسوس كاساس قبل مباراة ضد الأردن في كأس آسيا بقطر - 29 يناير 2024 - Reuters
دبي-جاد أسود

وجّه الإسباني خيسوس كاساس المدرب السابق للعراق، اتهامات خطرة للاتحاد العراقي لكرة القدم، معتبراً أنه "يشوّه صورته" وتصرّف معه بشكل "قذر جداً".

وتحدث عن "حرب أهلية داخلية" في الاتحاد العراقي، مشدداً على أن تجربته مع "أسود الرافدين" ستبقى "محفورة في ذاكرته للأبد"، إذ ترك خلفه "مستقبلاً زاهراً".

يأتي ذلك بعد أيام على إقالة كاساس من تدريب منتخب العراق.

وبرّر الاتحاد العراقي قراره بفسخ عقد المدرب الإسباني ومساعديه بـ"إخلالهم الجسيم بالالتزامات التعاقدية"، مشيراً إلى "إشعار فيفا رسمياً بذلك، وبما يحفظ الحقوق القانونية للاتحاد أمام الجهات المختصة".

الإقالة تمت بعد هزيمة العراق أمام فلسطين في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، مهدراً فرصة انتزاع المركز الثاني بالمجموعة الثانية.

وبقي العراق في المركز الثالث برصيد 12 نقطة، بفارق نقطة خلف الأردن وأربع نقاط عن كوريا الجنوبية المتصدّرة.

ويخوض العراق أمام هذين المنتخبين، آخر مباراتين بالتصفيات في يونيو المقبل.

"لست بخير"

تصريحات كاساس وردت خلال مقابلة مع راديو "ماركا"، فيما ذكّرت الصحيفة التي تحمل الاسم ذاته، بأنه قاد العراق إلى إحراز كأس الخليج عام 2023، في أول لقب بارز يحققه منذ أكثر من عقد، و"الحلم" بالتأهل لكأس العالم 2026، بعد 6 انتصارات في المرحلة الأولى من التصفيات. كذلك حقق العراق "فوزاً تاريخياً" على اليابان في كأس آسيا الأخيرة.

واعتبرت الصحيفة أن "مغامرة" المدرب الإسباني في العراق "انتهت بشكل مفاجئ ومؤلم، وخصوصاً بشكل غير لائق بالنسبة إلى شخص لم يحقق نتائج فحسب، بل ترك بصمة عميقة على بنية المنتخب الوطني وروحه".

كاساس تحدث إلى راديو "ماركا" من أمستردام، حيث يقضي إجازته مع أسرته، قائلاً: "لست بخير. أنا منزعج، رياضياً وبما يتجاوز الرياضة. ولكن هذه هي كرة القدم، وعلينا أن نمضي قدماً".

وأضاف: "أنا هادئ. ما أنجزناه كان جيداً جداً، وآمل بأن يأتي مشروع آخر في وقت ما. ولكن إن لم يكن الآن، فسيكون لاحقاً".

"سرّبوا عقدي وهدّدوني بملفات ضريبية"

كاساس لم يتفهّم إقالته، بقوله: "كنا لا نزال ننافس في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وتبقى جولتان. من الناحية الرياضية، لم يكن الأمر منطقياً. ولكن هذه الثقافة الآنية في العراق: تخسر مباراة وينهار معها كل شيء".

بعد الهزيمة أمام فلسطين، عرض الاتحاد العراقي على كاساس نيل "أقلّ من 8% من المبلغ المُبرم سابقاً"، بحسب "ماركا"، ونقلت عنه قوله في هذا الصدد: "عندما رفضنا ذلك، بدأ كل شيء. سرّبوا عقدي على مواقع التواصل الاجتماعي وفي كل نشرات الأخبار بالبلاد. هدّدوني بملفات ضريبية. والآن رفعوا عليّ دعوى قضائية بتهمة انتهاك العقد. الأمر برمته قذر جداً. أعتقد بأن ذلك سيتضح عندما أصل إلى (الاتحاد الدولي لكرة القدم) فيفا، ولكن في هذه الأثناء... الوضع ليس مريحاً".

الصحيفة أشارت إلى أن المدرب الإسباني رفض عرضاً من كوريا الجنوبية، كي يواصل مهمته مع العراق. وقال: "كانت علاقتنا بالاتحاد والجمهور حقيقية. لذلك يؤلمنا الأمر أكثر. كنا نأمل بأن يكون التعامل مختلفاً".

وتحدث عن "حرب أهلية داخلية" في الاتحاد العراقي، مضيفاً: "لكلّ فرد مصالحه وعمولاته. ثمة ضغط هائل، ويصعب جداً إنجاز الأمور بشكل صحيح عندما تكون مُحاطاً بذلك. إنهم يؤدون لعبة مجحفة، ويشوّهون صورتي في كل أنحاء منطقة الخليج. ولكنني آمل بأن الوقت سيعيد الأمور إلى نصابها".

"أتلقى رسائل عميقة جداً"

كاساس شكا من ظروف العمل، بقوله: "هناك، يُمكن لمدرب قيادة ثلاثة فرق في موسم واحد. يتبدّلون باستمرار. خسارة مباراة تُقيلك. لا ينظرون إلى السياق، أو ما فعلته سابقاً، أو جدول الترتيب، بل إلى النتيجة المباشرة. عندما حاولوا فرض تلك الشروط المالية عليّ، ورفضت، بدأت الحرب القذرة".

واستدرك: "التواصل مع الجمهور كان رائعاً. لا أزال أتلقى رسائل، بعضها عميق جداً. يقولون لي: بلادنا لا تستحقنا. إنهم يدركون الوضع سابقاً وما تركناه خلفنا. ليس فقط النتائج: المنهجية، الهيكلية واستقطاب المواهب".

"تجربة ستبقى محفورة في ذاكرتي للأبد"

"ماركا" لفتت إلى أن كاساس وفريقه نجحا في استقطاب لاعبين شبان يحملون جنسية مزدوجة، للعب مع العراق، وفي إقناع لاعبين اعتزلوا اللعب لأنهم لم يعودوا يرغبون في البقاء بالبلاد، باللعب مع المنتخب مجدداً.

ونقلت عن المدرب قوله: "كل ذلك يبقى. اللاعبون وكثيرون في كرة القدم العراقية يدركون ذلك. لكن رئيس (الاتحاد) ومساعديه المقربين لم يكترثوا إطلاقاً. وهذا هو الجزء الأكثر حزناً".

وأشار إلى أنه قضى في مهمته "عامين ونصف عام"، مضيفاً: "على الصعيدين الشخصي والرياضي، كانت تجربة رائعة. تعرّفنا إلى ثقافة مختلفة، ونظرة مختلفة للحياة وكرة القدم. ستبقى هذه التجربة محفورة في ذاكرتي للأبد".

وتابع: "الوقت كفيل بوضع كلٍ منا في مكانه الصحيح. بذلنا قصارى جهدنا. لم نلعب كرة القدم فحسب، بل تركنا خلفنا مستقبلاً" زاهراً.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.