
تحولت العاصمة الإيطالية إلى مسرح لفصل جديد من فصول العنف الكروي ليلة أمس الأحد، بسبب ديربي روما الذي انتهى على نتيجة التعادل بهدف لمثله في قمة الجولة 32 من الدوري الإيطالي.
بحسب وكالات عالمية، شهد محيط ملعب الأولمبيكو معركة حقيقية بين جماهير لاتسيو وروما، أسفرت عن إصابة 13 عنصراً من الشرطة المحية، وسط أجواء وُصفت في الصحف المحلية بـ ”حرب عصابات حضرية”.
السلطات الإيطالية، وفي تصريحات مقتضبة، ألمّحت إلى أن لقاء الديربي سيعود إلى مواعيد الظهيرة بدءاً من الموسم المقبل 2026/2025 بسبب ما حدث في مباراة الإياب هذا الموسم.
وترى الجهات الأمنية أن تجربة اللعب في المساء للعام الثاني على التوالي قد فشلت بعد إصرار بعض العناصر على افتعال أزمات ينتج عنها أعمال شغب تضر بالسياحة في المدينة.
وقالت الشرطة في بيانها الرسمي نقلاً عن صحيفة لاغازيتا ديلو سبورت “من السهل التكهّن أن ديربي روما سيُقام في وضح النهار العام المقبل".
ما سبب أعمال الشغب في ديربي روما؟
الشرارة انطلقت قبل ساعات من صافرة بداية المباراة حين تجمّع قرابة 500 مشجع من ذئاب روما، كثيرٌ منهم أخفى وجهه، عند جسري بونتي ميلفيو وبونتي دوكا داوستا القريبين من ستاد الأولمبيكو الأولمبي، في محاولة لاقتحام تجمعات ألتراس لاتسيو.
وكانت الشرطة حاضرة، ومنعت الاشتباك المباشر بين الفصيلين لكنها لم تُسلَم، فقد انهال على رجال الأمن وابل من الزجاجات والحجارة، لتبدأ المعركة الكبرى حين تحرك مئات من جماهير لاتسيو صوب القوات، ما أجبر الشرطة على استخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع في محيط حي فلامينيو المجاور، وسط تكسير إشارات مرور وتحطيم سيارات كانت مصطفة جوار الأرصفة.

ورغم انتشار 2000 عنصر أمني في العملية الاستباقية، وضبط عشرات الهراوات والأنابيب الحديدية في ساعات الصباح الأولى قبل موعد المباراة، إلا أن ذلك لم يكن ذلك كافياً للسيطرة الكاملة على حالة الفوضى العارمة التي اجتاحت محيط الملعب.
ويُعد هذا الديربي الثاني على التوالي الذي يشهد عنفاً منذ عودة لقاءات الديربي إلى الفترة المسائية، بعد خمس سنوات متتالية من إقامته في النهار بهدف تفادي الصدامات.

المباراة التي انطلقت في تمام الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة مساءً بالتوقيت المحلي لروما، يبدو أنها ستكون الأخيرة ليلًا لفترة طويلة قادمة، ما يطرح عدة أسئلة، أهمها هل يمكن تهذيب الجمهور وتخفيف حدة هذا الشغب، أم أن ديربي روما محكوم عليه أن يبقى في خانة أخطر ديربيات العالم مهما تغير الزمان والمكان؟