
في زمن تسوده السرعة ويُقاس فيه اللاعبون بأرقام الركض والضغط والتمريرات القصيرة، خرج لوكا مودريتش ليثبت أن العمر مجرد رقم، وأن عبقرية العقل لا يشيخها الزمن، بعد أن قرر المدير الفني لنادي ريال مدريد كارلو أنشيلوتي الدفع به كأساسي في مباراة ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال، مساء اليوم الثلاثاء 8 أبريل.
الدينامو الكرواتي، الذي يُشبه قصائد البحر الأدرياتيكي في هدوئه وجماله، دخل تشكيلة ريال مدريد الأساسية أمام أرسنال على ملعب الإمارات شمال لندن، بعمر 39 عاماً و211 يوماً، ليلحق بثنائي الصدارة، الويلزي ريان غيغز والإيطالي أليساندرو كوستاكورتا.
بات لوكا مودريتش ثالث أكبر لاعب في التاريخ يبدأ في هذا الدور المشتعل من البطولة القارية الشهيرة، بعد ريان غيغز أسطورة مانشستر يونايتد الإنجليزي، وكوستاكورتا نجم ميلان الإيطالي.
شارك ريان غيغز مع مانشستر يونايتد ضد بايرن ميونيخ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في الأول من أبريل 2014، بعمر 40 عامًا و123 يوماً، وانتهت المباراة آنذاك بالتعادل الإيجابي 1/1 على ملعب أولد ترافورد قبل أن يفوز البايرن في الإياب ليترشح لنصف النهائي.
وكانت مشاركة ريان غيغز تلك مناسبة تاريخية شهدت تحطيمه للرقم القياسي المسجل باسم الإيطالي أليساندرو كوستاكورتا الذي حقق رقمه الخاص عندما شارك مع ميلان ضد أولمبيك ليون في ربع نهائي نسخة دوري الأبطال 2006، بعمر 39 عاماً و339 يوماً ليتراجع للمركز الثاني.
ووصف لوكا مودريتش من قبل شبكة أوبتا العالمية للاحصاءات بـ “الأبدي” في تعليقها على دخوله مع غيغز وكوستاكورتا هذه القائمة الشرفية لأكبر نجوم ربع نهائي الأبطال.
وتلخص هذه الكلمة ما يعجز القلم عن شرحه، فمودريتش ليس مجرد لاعب بل حالة فنية، وثقافة كرة قدم تمشي على قدمين، ولأن المجد لا يطلب الإذن، استمر الكرواتي في كتابة الفصول الأخيرة من روايته الطويلة بأرقام وإنجازات تاريخية لن تنسى.