دبي-محمود ماهر
في ليلة ما قبل معركة كروية مرتقبة أمام الطواحين الهولندية، خرج لويس دي لا فوينتي، المدير الفني لمنتخب إسبانيا، بحديث واقعي في مؤتمر صحفي تقديمي للمباراة، حمل أكثر من رسالة فنية وجماهيرية، واضعاً النقاط فوق الحروف قبل اختبار صعب في إياب ربع نهائي بطولة دوري الأمم الأوروبية.
واستهل دي لا فوينتي حديثه بتوجيه رسالة شكر وامتنان إلى جماهير فالنسيا على حفاوة استقبالها لعناصر منتخب إسبانيا، حيث ستقام مباراة الإياب على ملعب مستايا يوم غد الأحد 23 مارس في تمام الساعة 19:45 بتوقيت غرينيتش (الذهاب انتهت بالتعادل 2-2).
وأكد المدرب أن الدعم القوي من جمهور فالنسيا سيكون الوقود الذي يدفع لاعبي المنتخب الإسباني من أجل تقديم مباراة تُكتب في التاريخ.
وطمأن بطل يورو 2024 الجمهور قائلاً “لي نورمان وموراتا جاهزان بدنيًا وفنيًا لخوض اللقاء، وكل اللاعبين في أفضل حالاتهم”.
لا وجود لـ “الرقم 9 الوهمي”
عن الجدل المثار حول مركز المهاجم الصريح، كان للمدرب الإسباني رأي واضح حين قال: “لا أحب مصطلح المهاجم الوهمي. نحن نلعب دائمًا بمهاجم حقيقي (مركزي). سواء كان أويارزابال أو داني أولمو أو حتى ميرينو حين يوظف في مركز متقدم… جميعهم يقدمون حلولًا هجومية متنوعة، ولدينا قائمة غنية من اللاعبين أصحاب المهارات المختلفة مثل فيران توريس وسامو وأويارزابال”.
وغلبت الثقة على حديث المدرب في اللاعبين الذين استدعاهم للتواجد معه في فترة التوقف الدولي بشهر مارس، حيث أكد دي لا فوينتي أن لاعبيه لا ينتظرون تعليمات إضافية لبذل الجهد بسبب الخبرات الكبيرة التي يتمتعون بها.
تابع بقوله “هؤلاء اللاعبون بطبيعتهم يبذلون أقصى ما لديهم، هم مجموعة سخية ومتفانية، لكن أمامهم مهمة صعبة أمام منتخب كبير مثل هولندا، لتكرار الأداء المميز الذي قدموه في لقاء الذهاب".
واصل "استحوذنا أكثر، سددنا أكثر، لكن الإحساس كان وكأننا تحت رحمة المنافس في بعض الفترات. علينا أن نحسن من تنظيمنا الدفاعي، خصوصًا عندما تظهر بعض المسافات بين خطوطنا، لأنني لا أحب أن أفقد السيطرة مهما كانت جودة الخصم”.
أضاف بابتسامة تحمل الثقة: “لو نظرتم للأرقام، قد تعتقدون أن هذا اللقاء كان يصلح لنهائي اليورو، أما من يقلل من أهمية دوري الأمم، فلينظر جيدًا إلى هذه القمة”.
نيكو ويليامز لا يقصد عدم الاحترام.. وهذا سبب استبعاد أسينسيو
أما عن التصريحات الجريئة من نيكو ويليامز، التي أثارت بعض الجدل، فكان رد المدرب حاسمًا: “كلنا نعرف شخصية نيكو. حديثه كان عفويًا لا يخرج عن إطار الاحترام. دعونا لا نضخم الأمور”.
وبشأن استبعاد المدافع الشاب راؤول آسينسيو، لم يُخفِ دي لا فوينتي تقديره للاعب ريال مدريد، مؤكدًا أن طبيعة المنافسة تفرض استبعاد ثلاثة أسماء في كل مباراة: “أسينسيو تقبل القرار بروح رياضية عالية، وهذا ما يميز هذه المجموعة. روح الزمالة والتفاهم أهم لديّ من الأسماء”.
كرة القدم دون معاناة ليست كرة قدم
بعيدًا عن الأسماء والأفراد، شدد المدير الفني على فلسفته الواضحة: “لا أحد هنا لا غنى عنه. الفريق هو الأهم، والالتزام والتضحية هما القاعدة الأساسية. أقول دائمًا إنني نادرًا ما أخطئ؛ لأن هؤلاء اللاعبون لا يتركون لك مجالًا للخطأ. جودة الإنسان قبل جودة اللاعب، وهذه المجموعة تمتلك النوعين”.
أما بخصوص مشاركة الشاب ديان هويسين ذو الأصل الهولندي (ولد في أمستردام)، فقد نفى دي لا فوينتي اعتباره مفاجأة، مؤكدًا أن العمل الذي يتم داخل الفئات السنية في إسبانيا يثمر باستمرار.
أوضح “ديان هويسين كان معنا في فترات سابقة بالمنتخب الأولمبي. من يظن أنه اكتشاف جديد، ربما لم يتابع جيدًا كيف نعتني بالمواهب. إسبانيا دائمًا كانت مصدرًا لا ينضب من اللاعبين الموهوبين”.
وفي ختام حديثه، أرسل رسالة واضحة قائلاً: “المشكلة بعد الفوز أنك تعتاد عليه، فتخشى فقدان شغفك. لكن في هذا المنتخب، الطموح لا يتوقف. نعرف أن التحديات تزداد صعوبة، الخصوم يدرسوننا جيدًا، لكننا نحب هذه الصعوبة، ونعلم أن النجاح يتطلب معاناة. كرة القدم دون معاناة ليست كرة قدم”.
تصنيفات
