
يتغير استخدام ملعب تدريبات برشلونة "جوان غامبر" أحياناً بحسب متطلبات كل مدرب.
موقع "THE ATHLETIC" كشف أن المدرب لويس إنريكي استعان بوحدة "سقالة" عندما تولى القيادة في 2014 ليتمكن من الوقوف ومراقبة اللاعبين من وضع أفضل، وفعل الشيء ذاته مع سيلتا فيغو ومنتخب إسبانيا، وحاليا في باريس سان جيرمان.
وقال لقناة باريس سان جيرمان التلفزيونية في أغسطس 2023: "عندما يتعلق الأمر بالجوانب الخططية، استخدمها (السقالة)، أما إن كان لغرض عام أو خلال مباراة عادية أقف في الملعب، إنها للتدريبات فقط، عندما أحتاج لتصحيح شيء ما خططي، أصيح، أتحدث إلى اللاعبين".
وأضاف: "إنها تغير الرؤية تماماً، إنها أسهل بكثير، عند النزول للملعب يمكن رؤية القليل للغاية".
شاشة حائط
الآن يسلك هانزي فليك منظوراً مختلفاً عبر تنصيب شاشة كبيرة، تقدر بـ25 قدماً، بجوار أحد ملاعب التدريب الخاصة ببرشلونة.
إنه نهج اتبعه مواطنه المدرب الألماني يوليان ناغلزمان، الذي خلفه في بايرن ميونيخ في 2021 وبمنتخب ألمانيا في 2023، فعندما كان لا يزال في بايرن عام 2022 نصّب ناغلزمان شاشة حائط في نهاية ملعب لتطوير حصص التدريب، وفي نهاية كل حصة يوضح للاعبين كيف تصوّر تحركات فريقه.
وجلب فليك الفكرة معه إلى برشلونة عند تعيينه الصيف الماضي بوضع شاشة بملعب تيتو فيلانوفا للتدريبات، والذي يحمل اسم مدرب الفريق الراحل في الفترة بين 2012 و2013.
في السابق كان يحمل اسم "الملعب رقم 1" باعتباره ملعب التدريب الرئيسي للفريق الأول لبرشلونة، ويحتوي على مدرج صغير يسع 1400 شخص، ويُسمح للصحفيين بمتابعة 15 دقيقة من التدريبات أسبوعياً، ووُضعت الشاشة في منتصف المدرج.
لكن رغم وجودها طيلة الموسم، وفقاً للنادي، لاحظ صحفيون مكانها في نهاية يناير، قبل مباراة برشلونة ضد أتالانتا بدوري أبطال أوروبا.
ويستغلها فليك في إجراء حصص تدريبية عبر الفيديو، والتي كانت تقام في السابق بغرفة مخصصة، ويمكن للاعبين مشاهدة مقاطع مصورة للفريق أو لمنافسيه بينما يمكن لطاقم فليك تسجيل حصص التدريب بشكل مباشر ومراجعة أجزاء منها.
وقال الظهير الأيسر أليخاندرو بالدي قبل مباراة أتالانتا: "عندما نتدرب يُظهر (فليك) لنا مقاطع فيديو للمنافس أو للأشياء التي يمكن تحسينها، إذا كنا نٌجري حصة تدريبية يوقفها ويجعلنا نشاهد الفيديو، ويبلغنا بما يجب فعله، إنه أمر جيد لنا".
لكن توجد استخدامات أخرى أيضاً، مثل تدريبات حراس المرمى والإعداد البدني والعلاج الطبيعي.
وبجانب مشاهدة مقاطع فيديو للاعبين منافسين، يستخدم فليك الشاشة في المران لشرح مفاهيم ومساعدة تشكيلته فوراً في مشاهدة تحركاتهم.
لاحظ العديد من أقرب متابعي برشلونة كيف يبدو فهم اللاعبين لما يريده المدرب منهم بشكل مثالي، وهو ما لم يحدث دائماً في المواسم السابقة، وبينما تحظى مهارات التواصل لدى فليك بإشادة من كل لاعبي برشلونة، هذا قد يساعد اللاعبين في معرفة ما فعلوه بشكل جيد أو سيء على الفور خلال التدريب.
إقناع أسهل
بالنسبة للخطط، تقول مصادر من غرفة الملابس، طلبت عدم الكشف عن هوياتها مثل كل من ذُكر بالمقال لحماية العلاقات، إنه أصبح من السهل أن يتشبع اللاعبون بالمعلومات، وأنه من الأسهل إقناعهم بخطة فنية عندما يشاهدونها بأنفسهم، وتحديداً عندما تكون على شاشة بدلاً من لوحة خططية.
فريق فليك ركز بشكل كبير على الكرات الثابتة هذا الموسم، حيث يصبح التمركز أمراً محورياً.
فمن إجمالي 71 هدفاً لبرشلونة بالدوري الإسباني، جاء 16 هدفاً من ضربات ثابتة (7 ركلات ركنية، وركلة حرة مباشرة واحدة، و4 أهداف من ركلات حرة، و4 من علامة الجزاء) وهو أعلى رقم في دوري الدرجة الأولى الإسباني (مناصفة مع ريال مدريد)، وأقل بهدفين فقط عن كل أهدافه بالموسم الماضي بهذه المواقف، والشاشة تساعد فليك في شرح ما يتوقع من كل خطوة بالضبط.
وأثبتت الشاشة فائدة لحراس المرمى الذين يلعبون خلف خط دفاع فليك المتقدم بشكل مبالغ، واستخدام القدم أمر أساسي لأي حارس لبرشلونة، وقالت مصادر من غرفة ملابس الفريق إن الشاشة تساعد فويتشيك تشيزني وإنياكي بينيا في هذا الشأن.
ولا تقتصر مساعدة الشاشة على أمور متعلقة بالملعب فقط، ففي الموسم الحالي عانى برشلونة من عدد قليل جدا من الإصابات، بعيداً عن الغيابات الطويلة لإصابة الحارس مارك-أندري تير شتيغن (قطع كامل بوتر الرضفة) ومارك بيرنال (قطع بالرباط الصليبي الداخلي) وأندرياس كريستنسن (الذي عانى من توابع إصابة عضلية في مارس).
وتعرض الفريق لإصابات أقل بعد تحديث القسم البدني للنادي الصيف الماضي بقيادة مدرب اللياقة البدنية الجديد خوليو توس، واستخدم المدربون البدنيون ومختصو العلاج الطبيعي الشاشة عندما ينفذ لاعبون تدريبات إعادة تأهيل فردية، إذ تُظهر لهم أين ارتكبوا أخطاء لمساعدتهم في التعافي، ووفقاً للمصادر من غرفة الملابس ساعدت الشاشة خصيصاً في مساعدة هؤلاء الذين يعانون من إصابات طويلة المدى.
ذكرت مصادر أخرى من غرفة الملابس أن اللاعبين يفضلون التعلم داخل الملعب بدلاً من إجراء مراجعة خارج الملعب، وواقع أن الشاشة قريبة جداً من الملعب يجعل المهمة الأساسية أسهل عليهم.
يأمل الجمهور في أن تلعب الشاشة دوراً في ثورة فليك، إذ لا يزال برشلونة في السباق نحو التتويج بكل الألقاب الكبرى الثلاثة هذا الموسم.
* هذه المادة مترجمة من طرف SRMG