
في مشهد صار "متوقعاً" في كرة القدم المصرية مؤخراً وسط التخبط الإداري وعشوائية التخطيط، تغيب النادي الأهلي عن مواجهة غريمه التقليدي الزمالك في لقاء القمة الذي كان مقررًا له مساء اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025 على ستاد القاهرة الدولي بحضور جمهور، في الجولة الأولى من مرحلة التتويج بلقب الدوري المصري موسم 2025/2024، وذلك احتجاجاً منه على عدم إلتزام رابطة الأندية المحترفة بتعيين حكام أجانب لإدارة اللقاء.
وأثار موقف الأهلي استياء البعض وسط العديد من التساؤلات حول العقوبات المتوقعة ضده، خاصةً بعد أن أعلن الزمالك عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي تحقيقه للفوز بنتيجة 3-0 بعد صافرة نهاية المباراة التي انطلقت بعد 20 دقيقة من الموعد الرسمي للقاء.
لكن إعلان الزمالك للنتيجة النهائية ليس رسمياً، نظراً لإلتزام الاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية المحترفة للصمت، دون أي إشارة للنتيجة النهائية للقاء.
وينتظر جمهور الناديين قرارات الاتحاد والرابطة بشأن العقوبات المتوقع توقيعها على الأهلي سواء إدارية أو مالية، علماً بأن اللائحة المنظمة للمسابقة توقع عقوبات صارمة لمثل هذه الحالات، حيث قد تتراوح العقوبة بين احتساب الفريق المنسحب خاسرًا وخصم نقاط من رصيده، وفرض غرامات مالية ضخمة، وربما قرارات أكثر قسوة إذا تم اعتبار الغياب بمثابة انسحاب رسمي من البطولة.
ما هي العقوبات المتوقعة على الأهلي؟
حسب لائحة الدوري المصري المعلنة، فإن غياب أحد الفرق عن مباراة رسمية دون عذر مقبول أو قوة قاهرة يُعد انسحابًا، ما يعني تعرض الفريق لعقوبات متعددة، أبرزها:
1. اعتبار الأهلي خاسرًا بنتيجة 3-0
تنص المادة الخاصة بالانسحاب، على احتساب نتيجة المباراة لصالح الفريق الحاضر (الزمالك) بثلاثة أهداف نظيفة، كما أعلن الزمالك نفسه، وهو ما سيؤثر مباشرة على ترتيب الأهلي في جدول مرحلة التتويج.

2. خصم نقاط إضافية من رصيد الأهلي
قد يُقرر اتحاد الكرة اللجوء إلى عقوبة خصم نقاط من الأهلي كإجراء عقابي إضافي بعد إصراره على الغياب رغم تأكيد وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع الاتحاد السعودي لكرة القدم نجاحها في توفير طاقم حكام أجنبي سيتم استقدامه على متن طائرة خاصة بعد انتهاءه من مهمة إدارة إحدى مباريات الدوري السعودي للمحترفين هذا الأسبوع.
3. فرض غرامة مالية كبيرة
الانسحاب من المباريات الكبرى، خاصة لقاءات القمة التي تحظى بمتابعة جماهيرية واهتمام شبكات البث، يترتب عليه عقوبات مالية ضخمة قد تصل إلى 20 مليون جنيه مصري، ما يعادل 395 ألف دولار أميركي، لتعويض الخسائر التسويقية والتنظيمية.
4. تحمل تكاليف المباراة والتنظيم
تنص اللائحة المحلية للمسابقات المصرية على تحمل الفريق المنسحب كافة التكاليف المالية المتعلقة بالمباراة التي انسحب منها دون قوة قاهرة، بما يشمل حقوق البث وأجور الحكام وتأمين المباراة، إضافة إلى تعويض الجماهير التي اشترت التذاكر.
وأعلن النادي الأهلي عبر حسابه الرسمي إعادة تذاكر المباراة إلى الجمهور الذي حضر بكثافة في مدرجات الدرجة الثالثة شمال.
ماذا حدث في ستاد القاهرة؟
عند موعد انطلاق المباراة في تمام الساعة 19:30 بتوقيت غرينيتش، 21:30 بتوقيت مصر، تواجد فريق الزمالك وحكم اللقاء محمود بسيوني ومساعديه على أرض الملعب، إلا أن بعثة الأهلي لم تصل إلى الملعب.
وانتظر الحكم لمدة 20 دقيقة فقط حتى أطلق صافرة نهاية المباراة، علماً بأن اللوائح تمنحه فرصة تمديد وقت الانتظار لحين وصول الفريق الآخر، لمدة 30 دقيقة أخرى، لكنه لم يلجأ لهذا الخيار وقرر إعلان انتهاء المباراة وفوز الفريق الحاضر.
وحتى هذه اللحظة، لم يصدر أي بيان رسمي من جانب إدارة الأهلي يوضح أسباب الغياب باستثناء بيان عن إعادة قيمة تذاكر المباراة للجمهور.
لكن المؤكد أن هذه الأزمة ستشعل الجدل في الشارع الرياضي المصري خلال الأيام المقبلة، حيث ينتظر الجميع موقف اتحاد الكرة والإجراءات التي ستُتخذ بشأن العقوبات التي ستوقع على الأهلي.
على أي حال، الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير الأهلي في الدوري، فلو تم اعتباره خاسراً أمام الزمالك سوف يعزز بيراميدز من فرصه لتحقيق أول لقب في التاريخ بعد 10 أعوام فقط على تأسيسه باسم الاسيوطي سبورت.
ويبقى السؤال، هل سيكتفي اتحاد الكرة بتوقيع عقوبات مخففة ضد الأهلي، أم يتخذ قرارات غير مسبوقة في تاريخ الكرة المصرية؟