
"كارلو أنشيلوتي مدرب ميلان لم يكن يرغب في الدخول في أي صدام مع سيلفيو بيرلسكوني، وعندما طلب مالك النادي اللعب باثنين من المهاجمين، أبلغ المدرب كاكا ببدء المباراة كمهاجم ثانٍ، على أن يعود إلى الخلف قليلاً بعد أول 10 دقائق".. هذه الكلمات سبق أن قالها أليساندرو كوستاكورتا.
هذه الكلمات ببساطة تعكس شخصية أنشيلوتي.. إنه رجل لا يحب الصدام مع الكبار.
ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه.
يرفض أنشيلوتي الدخول في صدام مع فلورنتينو بيريز بخصوص سياسة التعاقدات في النادي، لذا لم يضغط من أجل التعاقد مع قلب دفاع أو ظهير أيمن، بل وبدأ الموسم دون رأس حربة صريح، رغم واقع أنه لا يملك أي مهاجم يجيد ضربات الرأس.
كل ما سبق لا يمنع أن أنشيلوتي من أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم، ولم لا وهو يحمل الكثير والكثير من الأرقام القياسية منها مثلا أنه أنجح مدرب في تاريخ دوري أبطال أوروبا، وأنه الوحيد الذي نال ألقاب بطولات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا.
نجاح هائل ومركز بيلينغهام
قد يرى كثيرون أن أنشيلوتي حقق بالفعل نجاحاً مذهلاً قبل أشهر قليلة عندما قاد ريال مدريد، وقبل حتى التعاقد مع كيليان مبابي، لحصد لقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
حسناً.. هذا حدث بالفعل، رغم واقع أن الفريق لم يكن مقنعاً في كثير من المباريات.
لأنشيلوتي مميزات بكل تأكيد، ويدين له ريال بالكثير في التتويج بثنائية الموسم الماضي، وربما تتمثل كلمة السر في الموسم الماضي في نجاح المدرب الإيطالي المخضرم في ابتكار مركز للإنجليزي جود بيلينغهام.
ورغم عدم امتلاك مهاجم من الطراز العالمي، بعد رحيل القائد كريم بنزيمة وانتقاله إلى نادي الاتحاد السعودي، أبقى أنشيلوتي على نفس أسلوب خط الدفاع وخط الوسط، لكنه أعطى حرية للثنائي البرازيلي رودريغو وفينيسيوس جونيور للعب في مراكز المقدمة، على أن يكون خلفهما بيلينغهام.
النتيجة أن بيلينغهام كان من أبرز لاعبي الموسم، وكان النجم الأول في النصف الأول قبل أن يتعرض للإصابة ويتراجع قليلاً، بينما قدم فينيسيوس أفضل مواسمه ونال جائزة الاتحاد الدولي (فيفا) لأفضل لاعب في العالم.
لكن بعد التعاقد مع مبابي، سواء حدث ذلك برضا أنشيلوتي أو لم يحدث، بات المدرب الإيطالي مجبراً على إشراك رودريغو ومبابي وفينيسيوس، بينما عاد بيلينغهام إلى أداء دور دفاعي أكبر، ما أثر على خطورة اللاعب الإنجليزي الشاب أمام المرمى.
تكرار الأخطاء الفادحة
خلال الموسم الجاري كرر أنشيلوتي ارتكاب العديد من الأخطاء، ما كلفه عدم الفوز بأغلب المباريات الكبيرة، حيث خسر في الدوري على أرضه 4-0 أمام برشلونة، وتعادل 1-1 مع أتلتيكو مدريد رغم واقع أنه كان على أعتاب الفوز قبل أن يستقبل هدفاً في اللحظات الأخيرة.
وفي نهائي السوبر الإسباني في جدة مساء الأحد الماضي، لم يتعلم أنشيلوتي من درس الرباعية، وترك المساحات لثلاثي هجوم برشلونة، ما كلفه الخسارة 5-2، وربما كان يتعرض لهزيمة أكبر، لولا أن الحارس المنافس فويتشيك تشيزني تعرض للطرد قبل أكثر من نصف ساعة على النهاية.
وفي النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا، بدا ريال مترنحاً وخسر 3 من 6 مباريات، وجاءت الهزائم أمام ليل الفرنسي وميلان وليفربول، ويحتل المركز 20 في منافسات الدوري.
ورغم واقع أن ريال يبدو في طريقه للتأهل إلى الدور التالي في المسابقة، فإن مستواه الحالي يشير إلى أنه سيكون من الصعب الدفاع عن اللقب القاري. هذا من الناحية النظرية، لكن من الناحية العملية، اعتماد ريال أن يخالف التوقعات في بطولته المفضلة بالتحديد.
من يكون البديل؟
أجمعت تقارير عديدة أن منصب أنشيلوتي في الوقت الحالي ليس في خطر، لكن الأمور ربما تتغير في حال استمرار التراجع والتعثر في الأسابيع المقبلة.
لكن ربما تكون أطول فترة ممكنة لبقاء أنشيلوتي هي نهاية الموسم الجاري.
ويبدو تشابي ألونسو نجم ريال مدريد السابق على رأس المرشحين لقيادة الفريق خلفاً لأنشيلوتي، بعدما حقق نجاحاً هائلاً مع فريق قليل الإمكانات مثل باير ليفركوزن.
ونال ليفركوزن لقب الدوري الألماني لأول مرة الموسم الماضي، ويقدم مستويات مميزة في دوري الأبطال، حيث يحتل المركز الرابع في منافسات الدوري ويبدو قريباً من التأهل.
وكان ألونسو مرشحاً للرحيل عن ليفركوزن الموسم الماضي وسط اهتمام متزايد بخدماته من عمالقة أوروبا، لكنه قرر تمديد التعاقد والبقاء لموسم إضافي على الأقل، لكنه لو قرر الرحيل في نهاية الموسم من أجل تدريب ناديه السابق، فلن يلومه أحد.