حصاد 2024| محمد صلاح ونهاية أسطورية تقربّه من الكرة الذهبية

time reading iconدقائق القراءة - 2
محمد صلاح يحتفل بالتسجيل مع ليفربول ضد توتنهام - 22 ديسمبر 2024 - Reuters
محمد صلاح يحتفل بالتسجيل مع ليفربول ضد توتنهام - 22 ديسمبر 2024 - Reuters
دبي -أسامة خيري

محمد صلاح هو أفضل لاعب في العالم في الوقت الحالي. هذا واقع على الأرجح وليس وجهة نظر. في المباراة الواحدة يحطم الملك المصري أكثر من رقم قياسي، ويبدو في أفضل حالاته الفنية على الإطلاق.

وربما لو حافظ صلاح على هذا المستوى المميز حتى نهاية الموسم، لتوج ليفربول بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، وأصبح أول عربي على الإطلاق ينال الكرة الذهبية لأفضل لاعب بالعالم. 

ويأتي نجاح صلاح في تحطيم الأرقام القياسية، والدخول في مقارنات مع أساطير اللعبة، في الوقت الذي كان يخشى فيه الكثيرون من أن يتأثر اللاعب بشكل سلبي بعدم تجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الجاري.

ووفقا للوائح، يحق لصلاح التفاوض مع أي نادٍ غير إنجليزي بدءاً من أول يناير المقبل، ويمكنه أيضا التوقيع على عقد مبدئي.

وأفصح صلاح في تصريحات سابقة أثارت الجدل أنه يشعر "بالإحباط" من إدارة ليفربول بسبب عدم تقديم عرض جديد مناسب للإبقاء على خدماته، لكن بالنسبة لمشجع ليفربول فإنه يرغب أن يبقى صلاح محبطاً إذا كان سيواصل اللعب بهذا المستوى المميز.

ومع الوصول إلى فترة عيد الميلاد، أصبح صلاح أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يصل إلى رقمين مزدوجين في الأهداف والتمريرات الحاسمة، حيث سجل حتى هذا الموعد 15 هدفاً وقدم 11 تمريرة حاسمة، قبل أن يضيف إلى رصيده هدفاً جديداً أمام ليستر سيتي.

ويتصدر النجم المصري قائمة هدافي المسابقة، بفارق 3 أهداف عن ماكينة الأهداف إيرلينغ هالاند، رغم أن الملك المصري يشغل مركز الجناح الأيمن وليس رأس الحربة الصريح.

مخاوف ما بعد كلوب 

في الوقت الحالي يعيش صلاح أزهى فتراته دون شك، لكن الواقع أن هذا لم يكن متوقعاً خاصة بعد إعلان المدرب يورغن كلوب الرحيل في نهاية الموسم الماضي.

ومع أنباء تعيين الهولندي آرني سلوت لتدريب ليفربول، ثارت الكثير من التكهنات حول قدرة صلاح، وهو في الـ32 من عمره، على التأقلم مع أسلوب لعب جديد.

وإذا كان صلاح قد استشاط غضباً من كلوب بسبب استبداله في أكثر من مباراة، فما بال الكثيرين بما يمكن أن يحدث مع مدرب هولندي جديد يعمل في إنجلترا لأول مرة.

هذه المخاوف في الواقع تبدو طبيعية، لكن ليس مع الملك المصري.

على أرض الواقع، أجبر صلاح مدربه الجديد على وضع اسمه في التشكيلة الأساسية ثم البحث عن استكمال باقي عناصر الفريق، رغم الاعتراف بأهمية لاعبين آخرين وعلى رأسهم القائد فيرجيل فان دايك، ولم يعد استبدال اللاعب المصري من الخيارات المطروحة في أغلب الأحيان.

السبب ببساطة أن صلاح لم يعد فقط اللاعب الذي ينهي هجمة مرتدة ويهز الشباك، بل هو اللاعب الذي يصنع الأهداف، ويبدأ الهجمات، وفي بعض الأحيان ينهيها أيضا، حتى أنه في بعض المباريات، بدا وأنه يعيد للأذهان ما كان يفعله ليونيل ميسي في أفضل فتراته مع برشلونة.

ماذا حدث في بداية 2024؟

في يناير الماضي، أصيب صلاح قبل نهاية الشوط الأول من مباراة مصر ضد غانا في كأس الأمم الإفريقية، وبعد البقاء عدة أيام في كوت ديفوار، غادر البلاد وعاد إلى إنجلترا للخضوع للعلاج، وسط التمسك بأمل رفيع في العودة إلى الأدوار النهائية لو وصلت مصر.

الواقع أن مصر خرجت من البطولة، لكن هذا ليس كل شيء، بل هذه البداية فقط.

ما حدث أن صلاح تعرض لانتقادات لاذعة من وسائل الإعلام والمشجعين، والكثير من المدربين والمحللين وتساءل كثيرون: كيف يترك قائد منتخب مصر البعثة حتى لو كان مصابا، وقال البعض إنه كان يجب أن يبقى لدعم زملائه.

ويشاء القدر أن حسام حسن، الهداف التاريخي لمنتخب مصر، أطلق تصريحات عنيفة ضد صلاح خلال التحليل التلفزيوني لمنافسات كأس الأمم، وبعد فترة قصيرة بات مدرباً لمنتخب مصر، بعد إقالة البرتغالي روي فيتوريا، ما تسبب في علاقة متوترة مع صلاح، قبل أن يتدخل العقلاء لنبذ الخلاف.

وبعد عودة صلاح إلى إنجلترا، اتضح أن الإصابة أخطر من المتوقع، وغاب عن ثلاث مباريات أمام تشيلسي وأرسنال وبيرنلسي، وعاد لفترة قصيرة أمام برينتفورد وسجل هدفاً وصنع هدفاً، لكن يبدو أن الإصابة تجددت ما تسبب في غيابه عن مباراتين متتاليتين ثم اللعب نصف ساعة ضد مانشستر سيتي.

ولم يكن بوسع صلاح العودة للعب في التشكيلة الأساسية بانتظام سوى في نهاية مارس، لكن منذ العودة من الإصابة بدا اللاعب المصري بعيداً عن مستواه المعهود، ولم يسجل سوى 3 أهداف حتى نهاية الدوري الإنجليزي، وسط تساؤلات حول مدى قدرته على استعادة مستواه السابق.

ما حدث بعد ذلك، وتحطيم صلاح للعديد من الأرقام القياسية، جعل الموسم الماضي في طي النسيات.

خلال 17 جولة من الدوري الإنجليزي، ترك صلاح بصمة تهديفية في 15 مباراة، وفشل فقط أمام نوتنغهام فورست، وحينها مني ليفربول بخسارته الوحيدة، وأمام كريستال بالاس وفاز ناديه حينها بشق الأنفس.

ما تفاصيل أزمة العقد؟ 

لا ترتبط الأزمة بمدى رغبة ليفربول في الإبقاء على صلاح، أو حتى رغبة النجم المصري في الاستمرار مع ناديه، لكنها تتعلق بشروط العقد.

ووفقا لمصادر عديدة، فإن صلاح يريد التجديد لموسمين وبنفس المقابل المادي الحالي، بينما يحاول ليفربول تخفيض المطالب المالية والتجديد لموسم واحد، في ظل اعتماد النادي في أغلب الأوقات على سياسة التمديد لعام واحد لأي لاعب اجتاز عامه الـ30.

ورغم ذلك لا يبدو ليفربول مستعداً للتفريط في نجمه الأول، ولا يضمن صلاح نفسه أن يعيش كملك متوج مثلما هو الحال في ليفربول، حتى أنه حظي بدعم هائل من المشجعين فور إهدار ركلة جزاء في مباراة مهمة أمام ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا.

كل الشواهد تقول إن أزمة العقد ستنتهي بالتوصل لاتفاق بين ليفربول وصلاح على تمديد التعاقد، رغم أنه لا يوجد شيء مضمون في عالم كرة القدم.

ما علينا الآن سوى انتظار الأسابيع، أو ربما الأشهر القليلة المقبلة، لمعرفة إذا كان هذا "الفيلم" سينتهي بنهاية سعيدة وتتويج الملك المصري بجوائز فردية وجماعية في نهاية الموسم، أم ستحدث مفاجآت ونجده يدافع الموسم المقبل عن ألوان فريق آخر مثل الهلال السعودي أو باريس سان جيرمان.

تصنيفات

قصص قد تهمك