الانتقال إلى الدوري الأميركي في عُرف نجوم كرة القدم يعني الاعتزال مع وقف التنفيذ، لكن في حالة ليونيل ميسي يبدو الأمر مُختلفاً نوعا ما.
مع تبقي عامين فقط على انطلاق كأس العالم 2026 في أميركا الشمالية، أعطى وصول ميسي للدوري الأميركي دفعة قوية لكرة القدم في بلاد العم سام. هُناك في البلد الذي كان سكانه لا يهتمون بمتابعة الساحرة المستديرة، قبل أن يتغيّر كل شيء بوصول بطل العالم ميسي إلى ميامي.
هناك بعض الأشياء لا تتغير أبداً. بانتقاله إلى الدوري الأميركي، ظن الجميع أن بريق "البرغوث" سيخفت، لكنه اصحطب معه تلك الهالة التي ترافقه أينما رحل، وعاد ليحصل على جائزة الأفضل والكرة الذهبية عام 2023.
ظل الجميع ينتظر قرار اعتزال ميسي حتى لو دولياً بعد تحقيق كأس العالم 2022 الذي كان ينقص مسيرته المرصعة بالأمجاد والإنجازات، لكن عشق قميص التانغو لا يُفارق النجم الأرجنتيني أبداً، ليجعل من تجربته في ميامي فترة إعداد لمبارياته مع منتخب بلاده بعيداً عن ضغط المنافسات الأوروبية.
كان عام 2024 مُختلفاً في مسيرة "البولغا" الذي توارى عن الأنظار باحثاً عن مساحة للراحة نظراً لمستوى المنافسة في أميركا، محافظاً على زمالة أصدقاء الماضي، بعدما ضم كلاً من سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا ولويس سواريز لمجاورته في التجربة الجديدة.
سباق مع الزمن.. ونهم للألقاب لا ينقطع
بعد أقل من عامين من وصوله إلى لحظة الذروة في مسيرته، احتفل ميسي مرة أخرى بكوبا أميركا مع المنتخب الأرجنتيني صيف 2024، حتى وإن تراجعت أدواره ولم يكن حاسماً مثلما كان في مونديال 2022.
غادر ميسي نهائي كوبا أميركا بإصابة في الكاحل الأيمن، وعاش معاناة أخرى من دكة البدلاء قبل حسم زملائه اللقب.
نهم وعشق ميسي للألقاب لا ينتهي، إذ حصل في عام 2024 على جائزة فردية أخرى بحيازته تاج أفضل لاعب في الدوري الأميركي في موسمه الثاني مع إنتر ميامي، إضافة إلى لقب درع المشجعين الذي يمنح لمتصدر الجدول في نهاية المرحلة الأساسية في "MLS".
وخلال 2024، لعب ميسي أول موسم كامل مع إنتر ميامي، وأظهرت الإحصاءات والأرقام أن مسيرته لم تنتهِ، إذ سجَّل 23 هدفاً في 25 مباراة مع إنتر ميامي، و6 أهداف في 11 مباراة مع المنتخب الأرجنتيني.
لكن الطريقة التي يظهر بها ميسي مؤخراً في الملعب تُشير إلى اقتراب النهاية.. إذ اختلفت أدواره وبات أقل ديناميكية ومشاركة في اللعب.
بعيداً عن الألقاب الجماعية والفردية، تغيرت مساهمة ميسي بشكل ملحوظ بين لقبي كأس العالم 2022 وكوبا أميركا 2024، إذ تراجع استحواذه على الكرة، وبات يُسدد بشكل أقل على المرمى، وهو أمر متوقع للاعب في عمره.
"لقد انتهى الأمر.. انتهى الأمر".. هذا ما قاله ميسي لعائلته في غمرة احتفالاته بلقب كأس العالم 2022، دون أن يكون مُدركاً لما تفوّه به.
يبدو أنه اتخّذ قراره حينها بتوديع المنافسة في أعلى المستويات ومغادرة القارة الأوروبية في نهاية موسم 2022/2023، ليبحث عن الهدوء من في رحلته صوب ميامي.
رحلة الأسطورة ميسي صوب ميامي حملت معها المزيد من البهجة، إذ توّج بطلاً لمسابقة كوبا أميركا ويبدو أنه لن يعتزل حتى يشارك في كأس العالم 2026 في أميركا الشمالية.
هل سيشارك ميسي في كأس العالم 2026؟
"لن ألعب في كأس العالم لمجرد القول إنني شاركت في ست بطولات كأس العالم. إذا كنت جاهزاً بدنياً وكانت كل الأمور مهيئة لي لأكون هناك، فهذا أفضل بكثير. لكن التواجد هناك لمجرد التواجد ليس هدفي"، كلمات قالها ميسي في مقابلة حصرية لميسي مع شبكة ESPN قبل خوضه كوبا أميركا الماضية.
وأضاف قائد المنتخب الأرجنتيني: "طالما أنني في حالة بدنية جيدة، وأستطيع الاستمرار في تقديم أعلى مستوى، وأستطيع مساعدة زملائي في الفريق، أود أن أستمر في المشاركة". واختتم حديثه قائلاً: ”لا أحتاج أو أتطلع إلى الالتزام“.
يأخذ ميسي الأمور خطوة بخطوة، يوماً بيوم. إذ يعلم أنه لن يكون من السهل، وهو في سن 39 عاماً، الوصول إلى المستوى الذي يرغب فيه.
انتهى عام 2024 بشكل تنافسي بالنسبة لميسي وبالطريقة التي اختارها.. فمتى ستكون النهاية؟