ساعات قليلة، ويُعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن منح السعودية شرف استضافة كأس العالم 2034 بالتزكية.
الملف السعودي، الذي تقدمت به المملكة في يوليو الماضي، نال التقييم الأعلى في تاريخ استضافة كأس العالم بعدما حصد 419.8 من 500 نقطة.
السعودية 2030
قبل التقدم بطلب لاستضافة كأس العالم في أكتوبر 2023، كانت المملكة قد أطلقت في 2016 "رؤية السعودية 2030" التي تستند إلى 3 عواملٍ للنجاح وفقاً للكلمة التي ألقاها ولي العهد محمد بن سلمان عند إطلاق هذه الرؤية.
العامل الأول؛ هو المكانة الكبيرة للمملكة كقلب للعالمين العربي والإسلامي حيث يوجد بها "الحرمين الشريفين.. أطهر بقاع الأرض. والعامل الثاني هو ما تمكله البلاد من قدرات استثمارية ضخمة، والثالث هو الموقع الجغرافي المميز للسعودية باعتبارها "مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية".
هذه الرؤية تطمح "ليس لتعويض النقص في المداخيل فقط، أو المحافظة على المكتسبات والمنجزات، ولكن طموحنا أن نبنيَ وطناً أكثر ازدهاراً يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم، بالتعليم والتأهيل، بالفرص التي تتاح للجميع، والخدمات المتطورة، في التوظيف والرعاية الصحيّة والسكن والترفيه وغيره" وفقاً لولي العهد محمد بن سلمان.
وفقاً لهذه الرؤية أطلقت السعودية مجموعة من المشروعات الكبرى مثل "القدية" عاصمة المستقبل للترفية والرياضة والثقافة، و"نيوم" المنطقة البيئية السعودية، و"بوابة الدرعية" المشروع الذي خصص صندوق الاستثمارات العامة له 236 مليار ريال لتطوير حي الطريف التاريخي.
وبالإضافة إلى كل ذلك، تم إنشاء مجموعة من المناطق الاقتصادية في مدن مختلفة.
هذه المشاريع وغيرها، كانت اختباراً لقدرات المملكة على تطوير البنية التحتية وجذب الاستثمارات الخارجية، ما يتيح العديد من فرص العمل ويساهم في تطوير المجتمع المحلي.
النجاح في هذه الاختبارات قاد إلى "ملف تاريخي" لم يسبق له مثال في تاريخ كأس العالم لكرة القدم.
تحديات تنظيمية
الاختبار الأصعب لكل الدول المنظمة للمنافسات الرياضية الكبرى مثل كأس العالم يكون إنشاء الملاعب.
سبق وواجهت جنوب إفريقيا مشاكل بالجملة أثناء تنظيم مونديال 2010، والأمر نفسه تكرر بعد 4 سنوات في مونديال البرازيل حين عجزت عن الانتهاء من الملاعب في الموعد المحدد.
إدراكاً لأهمية هذا التحدي، تعمل المملكة على الانتهاء من الملاعب في الوقت الرسمي، سواءً الملاعب الحديثة أو القديمة التي تخضع للتجديد.
أعلنت السعودية في الملف الرسمي الذي تقدمت به للاتحاد الدولي لكرة القدم عن 15 ملعباً من المقرر أن تستضيف منافسات البطولة التي ستشهد مشاركة 48 منتخباً.
4 من هذه الملاعب تخضع للتجديد حالياً، في حين من الجاري إنشاء 3 ملاعب أخرى، ولم يبدأ العمل بعد في الملاعب الثمانية الأخرى.
إنشاء الملاعب الـ15 سيساهم بشكل كبير في تطوير البنية التحتية والمرافق في المدن الخمس التي من المقرر أن تستضيف مباريات البطولة.. الرياض وجدة والخبر وأبها ونيوم.
بعض الملاعب ستكون جاهزة لاستضافة منافسات كأس آسيا 2027 مثل استاد "أرامكو" الذي يتسع إلى 47 ألف مشجع، واستاد وسط جدة. في حين سيتم الانتهاء من ملاعب أخرى في 2032 مثل استاد "جامعة الملك خالد" واستاد "جنوب الرياض" واستاد "ساحل القدية".
خارج المدن الخمس المستضيفة للمباريات، ستحتضن 10 مدن أخرى معسكرات المنتخبات حيث خُصص 134 منشأة تدريب،