نجح نادي ليل في كسر سيطرة النادي الباريسي على الدوري الفرنسي في السنوات الأخيرة، بعدما نجح في اقتناص لقب "ليغ1" في الجولة الأخيرة، إثر فوزه على مضيفه أنجيه بهدفين لهدف واحد، ليقطع رفاق المهاجم التركي بوراك يلماز الطريق أمام مفاجأة مُنتظرة من نادي العاصمة.
وقَدم رجال المدرب الفرنسي غالتي موسماً للذكرى بعدما نجحوا في إنهاء هيمنة النادي الباريسي المُدجج بنجوم الصف الأول بمليارات الدولارات وعلى رأسهم نيمار وكيليان مبابي.
تتويج نادي الشمال الفرنسي ليل باللقب جاء بأقدام مجموعة من الأسماء غير المعروفة في الساحة الكروية، ليتم فتح باب التساؤلات على مصراعيه للكشف عن الأسباب الكامنة وراء هذا الإنجاز التاريخي.
وظهر على السطح اسم البرتغالي لويس كامبوس، المعروف بخبرته وحنكته في انتداب لاعبين ومواهب من أعلى مستوى وبمبالغ زهيدة مقارنة بما تعرفه سوق انتقالات اللاعبين من ارتفاع كبير.
لويس كامبوس، المدير الرياضي السابق لنادي ليل، الذي اشتغل في صمت وضم لاعبين لصفوف نادي الشمال الفرنسي أسهموا بقوة في تحقيق الإنجاز التاريخي، والفوز بلقب الدوري الفرنسي للمرة الرابعة في تاريخ النادي والأولى منذ 10 سنوات.
وكان لويس كامبوس، الرجل البرتغالي المحنك، قد تعاقد مع مجموعة من اللاعبين الحاليين لنادي ليل وأبرزهم سيليك الذي ضمه من الدرجة الثانية في تركيا ومانيان وسوماري من مدرسة نادي باريس سان جيرمان وأندري وجوناثان ديفيد، كما عزز الفريق بمهاجم يملك الخبرة الكافية من قيمة التركي بوراك يلماز.
الدجاجة التي تبيض ذهباً
لم يشتهر المدير الرياضي البرتغالي فقط بضم مواهب جيدة للأندية التي يعمل فيها، وإنما يُعتبر من بين أبرز المديرين الرياضيين على المستوى العالمي، إذ أسهم في إنعاش ميزانية نادي ليل في السنوات الأخيرة، بعدما تعاقد مع المهاجم الإيفواري نيكولا بيبي بقيمة 10 ملايين يورو، قبل أن يقوم بتسريحه لنادي أرسنال الإنجليزي بمبلغ 81 مليون يورو.
الأمر ذاته ينطبق على المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين الذي جلبه إلى صفوف ليل بقيمة 12 مليون يورو قبل أن تقع عليه أعين نادي الجنوب الإيطالي نابولي، ويتم بيعه بقيمة 71 مليون يورو، كما أسهم في بيع البرازيلي لياو إلى ميلان الإيطالي بقيمة 35 مليون يورو.
صانع أمجاد وملايين موناكو
بدأ لويس كامبوس العمل رفقة نادي ريال مدريد عام 2012، بعدما جلبه المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو للعمل على جلب مواهب للنادي الملكي، قبل أن يرحل صيف عام 2013 صوب نادي موناكو، المكان الذي اشتهر فيه وكوّن فيه جيلاً تاريخياً، وصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2017 وتوج بلقب الدوري الفرنسي موسم (2016 - 2017).
لويس كامبوس في فترة عمله مع نادي موناكو تعاقد مع أسماء لم يَكن يعرفها الجميع، وجلب لهم كلاً من بيرناردو سيلفا وميندي وفابينيو وليمار وسيديبي وباكايوكو.. أسماء مُعظمها شكل العمود الفقري للجيل التاريخي للنادي، قبل أن يتم بيعهم لكبار أندية أوروبا.
ولم يقف كامبوس عند هذا الحد، بل كان أول من وقع عقداً للنجم العالمي كيليان مبابي مع نادي موناكو، إذ اشتهر بكونه مكتشف الجوهرة الفرنسية.
العودة إلى ريال مدريد
في ظل توالي أنباء سعي النادي الملكي إلى القيام بثورة كبيرة لتكوين جيل جديد، كشفت صحيفة "ماركا" الإسبانية، أن إدارة ريال مدريد برئاسة فلورينتينو بيريز بدأت تُفكر في التعاقد مع المدير الرياضي البرتغالي لويس كامبوس، الذي يعيش فترة عطلة حالياً، منذ آخر تجربة مع نادي ليل.. فهل يُعيد ريال مدريد كامبوس إلى الواجهة؟