لم ينس رودري هيرنانديز لاعب وسط مانشستر سيتي فضل من ساعدوه على تحقيق حلم الفوز بالكرة الذهبية، ليصبح أول إسباني يحصد الجائزة منذ ما يزيد عن 60 عاماً عندما فاز بها نجم برشلونة لويس سواريز عام 1960.
كان خطاب رودري في حفل الكرة الذهبية بمثابة مراجعة لمسيرة مثالية، ركز خلاله على العمل والجهد الذي بذله للوصل إلى هذه اللحظة الخاصة، والتي نقلته إلى قمة عالم كرة القدم.
وجه رودري الشكر لوالديه أنطونيو وإيلينا، وأيضا إلى وكيل أعماله بابلو باركيرو، والعديد من المدربين الذين شكلوه وعلموه منذ صغره عندما كان في أكاديمية نادي فياريال.
حجر الزاوية
عبر رودري عن امتنانه لكل من كان بجانبه منذ الصغر، واصطحابه إلى التدريبات والمباريات، ولكل من جانبه كان بجانبه في السراء والضراء، ودعموه عندما كان الطريق مظلمًا.
وقال "عندما كنت بعمر 17 عامًا، حزمت حقائبي وانطلقت نحو حلم، الذهاب إلى فياريال للعب في الدرجة الأولى. أتذكر ذات يوم قلت لنفسي كفى، واتصلت بوالدي باكيًا، وشعرت وكأن كل شيء قد انتهى. استثمرت حياتي كلها في تحقيق هذا، وبدا الأمر وكأن حلمي يتلاشى. قال لي، إذا وصلنا إلى هذا الحد، فلن نستسلم. ومنذ ذلك اليوم، تغيرت عقليتي".
كما تذكر زوجته، والتي احتفل معها بعيد زواجهما أمس الاثنين. وقال "أردت أن أشكر أهم شخص في حياتي، لورا. اليوم عيد زواجنا، لقد مرت ثمانية أعوام، ودونك لم يكن هذا المسار ليكون كما هو".
حياة بلا صخب
شدد رودري في خطابه على أن الحياة الطبيعية هي أساس شخصيته. أولئك الذين شاركوا مسيرتهم المهنية أو حياتهم معه يعرفون أنها ليست تظاهرًا، بل إنها طريقته في الوجود.
وتحدث فالنتين هيناريغوس، صديق رودري، لصحيفة ماركا عن وقتهما معًا في سكن الطلاب بجامعة كاستيون، حيث جمع الفائز بالكرة الذهبية الآن بين كرة القدم ودرجة في إدارة الأعمال والإدارة.
وقال "كانت سيارته أوبل كورسا مستعملة اشتراها من سيدة عندما حصل على رخصة القيادة. نصحته بشراء سيارة أفضل لأسباب تتعلق بالسلامة وتنقله من مدريد إلى كاستيون، لكنه لم يفهم الهدف من إنفاق ثروة على سيارة".
على الرغم من اللعب بالفعل في الدرجة الأولى، استمر رودري في العيش في السكن الجامعي وهناك مر ببعض أهم لحظات مسيرته، مثل توقيعه مع أتليتيكو مدريد.
وأضاف هيناريغوس "عندما وقع لأتلتيكو أخبرني أنا فقط. عاد من اللعب ضد برشلونة وأخبرني أن ماركا نشرت ذلك ... أبلغني بذلك أثناء إعادة تسخين البيتزا التي يقدمونها لهم بعد المباريات".
وأرسلت جامعة خاومي دي كاستيو رسالة تهنئة إلى رودري بعد الفوز بالكرة الذهبية
وجاء في التهنئة "تهانينا لخريجنا رودريغو هرنانديز على الكرة الذهبية التي حصل عليها في باريس، وهي أكبر جائزة فردية للاعب كرة قدم. جامعتك فخورة جدًا بنجاحك".
أكثر من مجرد وكيل
من بين جميع الأسماء التي ذكرها رودري في خطابه، كان أكثر من تحمس له هو وكيله.
وأضاف "بابلو وكيل أعمالي، من كان ليتصور أننا سنكون هنا عندما كنت تبحث عني وتأخذني إلى المباريات بحب غير مشروط لم أره من قبل".
وبقي باركيرو بعيدًا عن الأضواء المحيطة بالوكلاء الآخرين، حيث عمل دون انقطاع مع لاعب خط وسط مانشستر سيتي.
كارفاخال ونجوم السيتي
أراد رودري التعبير عن امتنانه لزملائه في مانشستر سيتي والمنتخب الإسباني، بالإضافة إلى مدربيه، بحضور لويس دي لا فوينتي مدرب إسبانيا في الحفل.
وأضاف "أدرك أن كرة القدم هي رياضة جماعية، وأريد توجيه الشكر إلى سيتي واللاعبين والمدربين. بالنسبة لي إنها خاصة جدًا، لولاكم لما حققتها، وإلى المنتخب الوطني، ولويس لثقته بي لفترة طويلة".
ووجه رودري رسالة خاصة دانييل كاربخال لاعب ريال مدريد والذي يغيب بسبب إصابة بقطع في الرباط الصليبي مثله، ستبعدهما حتى نهاية الموسم.
وتابع رودري "أريد أن أتذكر كاربخال، الذي عانى من نفس الإصابة التي تعرضت لها ويستحق أن يكون هنا مثلي تمامًا".
وأضاف اللاعب الإسباني لوسائل الإعلام بعد ذلك "المكالمة الأولى التي تلقيتها عندما غادرت كانت من داني كاربخال، إنه لاعب قريب مني، وخاصة الآن مع الإصابة، إنه لاعب يتقاسم نفس القيم معي وحبه الأبدي لريال مدريد. تقاسمنا العديد من الأشياء معًا مؤخرًا وهنأني".
ترك رودري بصمته على الأندية التي لعب لها، كما يتضح من المودة التي أظهرتها له هذه الفرق بمجرد علمهم بفوزه في باريس.
وكتب أتليتيكو مدريد "إنه لشرف لأتلتيكو مدريد، الذي شاهدك تتطور وتنمو كلاعب كرة قدم وشخص، ورؤية كل ما تحققه وما زال عليك تحقيقه".
كما افتخر فياريال بالكرة الذهبية الجديدة من خلال مقطع فيديو رائع يسلط الضوء على "انتصار الفكرة" وعمل فريق الشباب الأصفر.