تهكم المدير الفني للمنتخب الإسباني، لويس دي لا فوينتي، على تجاهل اتحاد كرة القدم المحلي الاجتماع به لمناقشة إمكانية تحسين عقده أو تمديده على أقل تقدير، لا سيما أنه نجح في المهمة التي كُلف بها في الصيف الماضي، بقيادة "لا روخا" لتحقيق كأس أوروبا "يورو 2024" دون أي خسارة في دور المجموعات.
ورفض دي لا فوينتي أن يكون انزعاجه بشأن عدم الحصول على عقد جديد من الاتحاد الإسباني لكرة القدم، تمهيداً لاقتراب مسيرته من نهايتها مع الفريق.
وأكد المدرب أنه يُفضل قيادة منتخب بلاده في كأس العالم 2026 قبل دراسة أي عرض مهما كانت قيمته المالية والمعنوية.
وظهر دي لا فوينتي أمام وسائل الإعلام في المؤتمر الصحفي التقديمي لمباراة إسبانيا والدنمارك، المقرر لها يوم السبت المقبل، لحساب الجولة الخامسة من بطولة دوري الأمم الأوروبية.
وقال في بداية حديثه "أخبرتكم حين وصلت أنني أشعر بعاطفة كبيرة تجاه المنتخب الوطني، منذ اللحظة الأولى طلبت تولي المسؤولية بسبب شعوري الدائم بهويتي مع المنتخب، لكن من غير المنطقي أن يكون بطل أوروبا من دون عقد جديد حتى الآن".
وعن الإصابات التي ضربت فريقه بسقوط داني كارفاخال ورودري بالرباط الصليبي في مباريات الدوري الإسباني والإنجليزي، قال دي لا فوينتي "هما أكثر ما تحدث عنه الإعلام مؤخراً، لأنهما الأفضل في مركزهما، هناك شيء واحد واضح وهو عدد المباريات التي يتم لعبها حالياً. فترة الاستشفاء والتعافي ضئيلة للغاية، ولاعب كرة القدم لا يمكنه أن يتعافى بأفضل طريقة ممكنة بسبب الضغط الراهن".
أضاف "المزيد من الضغط سيأتي، ولهذا نحن بحاجة إلى نقاش متأن حول هذه القضية، لا يمكنك الاستعداد للموسم الجديد بموسم تحضيري كامل (يقصد إنشاء فيفا لكأس العالم للأندية الموسعة بـ 32 فريقاً في الصيف)".
استمر في شرحه "آمل ألا يكون هناك إضراب من قبل اللاعبين كما تردد. لا بد من استشارة اللاعبين عند وضع جدول مواعيد المباريات قبل بداية كل موسم، هذا هو الوقت المناسب لنجلس فيه جميعاً، إنها الطريقة الأمثل للتوصل إلى اتفاق بين جميع الأطراف المعنية".
ختم "أتفهم أن الأندية تريد حماية لاعبيها، أتفهم ذلك، لكن عليهم أيضًا أن يفهموا أن أول من يحميهم هم نحن. نحن نعتني بهم، لكن عندما يكونون هنا، عليهم أن يقدموا أفضل ما لديهم. لو كان لدي أدنى شك في عدم قدرة نيكو ويليامز على الإنضمام للمعسكر، وإذا أخبرنا اللاعب نفسه أنه لا يستطيع، فنحن نثق بلاعبينا تمامًا وسننفذ استبعاده".
دي لا فوينتي يدافع عن المنتخبات
دافع لويس دي لا فوينتي عن المنتخبات الوطنية، رافضاً اتهام المنافسات الدولية بالتسبب في إصابة اللاعبين، وإلغاء عدد من التوقعات الدولية.
أوضح "المنتخبات الوطنية ليست لديها أي مسؤولية تجاه ما يحدث، نحن ضحايا الروزنامة. المسؤولون هم الذين يديرون هذا الكم من المباريات. إذا كان النادي يعرف أن اللاعب يجب أن يلعب 70 مباراة خلال الموسم، فسوف يتعين عليّ إدارة الأمر بطريقة مختلفة، وإذا كانت المنافسة تمنحك الربح، فيتعين عليك تصميم القالب بها بصورة تتناسب مع اللاعبين".
وعلق دي لا فوينتي على تصريح مدرب فرنسا ديديه ديشان بشأن استبعاد مبابي للحفاظ عليه، قائلاً "إذا لم أضم لاعبًا مثل مبابي بعد سماح الأطباء بذلك، سوف تعتبرني غير مسؤول. لدينا التزام دائمًا بوضع أفضل اللاعبين في قائمة الفريق. ولهذا السبب أقول: يجب على النادي أن يدير الفريق بأفضل طريقة ممكنة، والقرارات التي يجب أن يتخذها بشأن اللاعبين".
ووصف المدرب العناصر التي يتمتع بها المنتخب الإسباني بأفضل "مواد خام" متاحة في كرة القدم العالمية، مضيفاً "لسوء الحظ، لم تكن مشكلتي، ولكن عندما تحدثت عن فابيان وداني أولمو ولو نورماند كانوا جيدين جدًا، المشكلة هي أنني لم أكن أعرفهم".
أكمل "هذه هي الدراما. أطلب نفس الاحترام الذي أطالب به. أعتقد أن لدينا أفضل خط وسط وأعتبر زوبيميندي ثاني أفضل لاعب في العالم في مركزه بعد رودري. بالنسبة لي، جميع لاعبي خط الوسط الإسبان هم الأفضل في العالم، وهذا ليس رأيًا عاطفيًا بل رأي مبني على البيانات. لاعب كرة القدم الإسباني يقرأ جميع مراحل اللعبة بشكل جيد للغاية، إنه يفسر اللعبة بشكل جيد للغاية".
وداع إنييستا
استغل دي لا فوينتي الفرصة لتوديع إنييستا الذي أعلن الاعتزال النهائي لكرة القدم بعد أن قضى سنواته الأخيرة في الملاعب الآسيوية بين اليابان والإمارات.
قال المدرب الإسباني "إنييستا لاعب يجب أن يلعب دائماً، يجب أن يلعب بمرسوم. هو أحد الأصول الوطنية، وقد ترك إرثًا لا يمحى بمرور الوقت (سجل هدف تتويج إسبانيا بمونديال 2010)".
أتم بطل يورو 2024 "تقديرنا لإنييستا ليس فقط على مستوى كرة القدم ولكن أيضًا على المستوى الشخصي. بالنسبة لي هو أحد العظماء في تاريخ كرة القدم الإسبانية وأحد عظماء كرة القدم العالمية".