سمح المدير الفني الأرجنتيني لنادي بلد الوليد، باولو بيزولانو، بتواجد المدافع السيراليوني المغمور، عبد الله جمعة باه، في تشكيلة الفريق الأساسية أمام ريال سوسيداد بالجولة السادسة من الدوري الإسباني هذا الأسبوع، في مفاجأة لم يتوقعها اللاعب نفسه.
وسرعان ما قدم عبد الله جمعة باه، صاحب الـ 20 عاماً، أوراق اعتماده كلاعب مؤثر في خط دفاع بلد الوليد الذي عانى الأمرين في انطلاقة الموسم من خسارة فادحة بسبعة أهداف دون رد أمام برشلونة على ملعب مونتجويك.
ونجح جمعة باه في الحد من خطورة مهاجمي ريال سوسيداد مع زميله لويس بيريز - الظهير الأيمن - لينتهي اللقاء الذي استضافه بلد الوليد على التعادل السلبي.
وتحدث اللاعب القادم من نادي سليفا السيراليوني خلال الميركاتو الصيفي 2024، لوسائل الإعلام الإسبانية عن أصوله المتواضعة، وكيف تغيرت حياته خلال شهر واحد فقط من مُجرد عامل في "مخبز" إلى مدافع أساسي في تشكيلة ريال بلد الوليد الذي يمتلكه الأسطورة البرازيلية رونالدو.
قصة مجنونة
صار جمعة باه رجل اللحظة على ملعب خوسيه ثوريلا في بلد الوليد، فقد قدم عرضاً مذهلاً أمام مهاجمي ريال سوسيداد، ما دفعه لوصف ظهوره الأول بالمجنون قائلاً لقناة بلد الوليد الرسمية "إذا كان الظهور الأول مميزاً لأي لاعب فهو كان جنونياً لي".
أضاف "لقد ساعدت والدي لفترة طويلة في المخبز الذي يعمل فيه. كنت أخضر له الحبوب من أجل خبزها، كما ساعدت والدتي في الطهي والبيع في السوق".
علقت صحيفة الأس قائلة "بدأ ذا روك من سيراليون، حيث لعب في الشوارع حتى كان طفلا عندما لاحظه أحد الكشافة وبدأ نقله إلى اللعب الاحترافي، قبل أن يقفز جمعة باه في سن المراهقة، إلى أعلى فئة في بلاده وينضم للمنتخب الأول".
وتُعد دولة سيراليون واحدة من أفقر البلدان في أفريقيا، وهو الوضع الذي عاشه جمعة بشكل مباشر كلاعب كرة قدم.
واعترف قائلاً لقناة بلد الوليد "كان الأمر معقدًا للغاية. لم يكن لدي حذاء وكان الأمر مرهقًا للغاية، ولكن الآن أنا سعيد هنا".
وعن الطريقة التي تم التعاقد بها معه من جانب بلد الوليد، كشف لأول مرة "جاء باتشو (كشاف لاعبين) من إسبانيا، وشاهدني ألعب وآمن بقدراتي. إنه أمر لا يصدق حقًا".
الوقت الذي استغرقه الأمر منطقي تمامًا، لأنه لا يزال يبدو من الصعب تصديق كل ما عاشه خلال شهر واحد فقط.
ووصل جمعة باه إلى مقر بلد الوليد وبدأ التدريب على الفور ثم ظهر مع فريق الرديف في دوري الدرجة الثالثة (Segunda Federación) على ملعب نادي لانغريو، وانتهت المباراة بالتعادل 1/1، ولعب باه لمدة 90 دقيقة، يوم 15 سبتمبر الجاري، وتسبب أداءه في تلك المباراة في تصعيده على الفور للفريق الأول.
ختم حديثه "لقد اتصلوا بي للتدرب مع الفريق الأول لبلد الوليد، وكان من الرائع أن أكون معهم. المدرب وثق فيّ وأظهر أنه يؤمن بقدراتي، ولهذا السبب قام باستدعائي للعب في مباراة بالليغا".
"عندما دخلت غرفة تبديل الملابس ورأيت اسمي، تسارعت نبضات قلبي. لم أستطع أن أصدق ذلك، وعندما خرجت وهتف المشجعون باسمي، لمس ذلك قلبي".