بات منتخب المغرب الأولمبي لكرة القدم أول فريق عربي يحرز ميدالية أولمبية، بعد نيله برونزية في أولمبياد باريس 2024 إثر فوزه على مصر 6-0.
الإنجاز الأولمبي ثبّت مكانة كرة القدم المغربية بين الكبار في العالم، بعد نجاح المنتخب الأول في تحقيق المركز الرابع بكأس العالم 2022.
ومنحت الحكومة المغربية نحو 720 ألف دولار للاعبي المنتخب، بواقع 40 ألفاً لكلّ منهم، في القائمة التي تضمّ 18 لاعباً.
التحفيز الحكومي لم يكن وحده الداعم للرياضة الأكثر شعبية في المملكة، إذ أن شركات القطاع الخاص المحلية أدت دوراً كبيراً في ذلك.
القطاع الخاص ودعم المواهب
يعتمد الاتحاد المغربي لكرة القدم بشكل واضح على القطاع الخاص، في خططه لتطوير اللعبة ودعمها، إذ دشّن قبل أيام صندوقاً خاصاً لتمويل تأسيس المواهب وتطويرها.
الاتحاد أبرم شراكة مع مجموعة "المكتب الشريف للفوسفاط" وشركة "طاقة المغرب" لتأسيس الصندوق، بهدف تطوير وتحديث مراكز تأسيس اللاعبين في المغرب، وتجهيزها بأحدث المعدات، مع إعداد اللاعبين لضمّهم للأندية. ولكن لم يُعلن عن حجم الصندوق.
"موهبة فطرية للطفل المغربي"
رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع قال لموقع "الشرق" في أكتوبر 2023: "لسنا من أكثر الدول العربية التي تستثمر في كرة القدم، فهناك دول تستثمر بميزانيات تزيد عن المغرب في هذا القطاع 20 مرة. نحن نؤمن أن العامل الأهم هو الموهبة".
وأضاف: "الموهبة فطرية لدى الطفل المغربي وهي الشيء الوحيد الذي يصعب الاستثمار فيه في مجال كرة القدم. يمكن ضخّ الكثير من الأموال في غير الموهوبين، لكن النتيجة لن تكون في المستوى ذاته، ربما بدنياً وفنياً، ولكن ليس في الموهبة الفطرية مثل (أشرف) حكيمي و(حكيم) زياش و(عز الدين) أوناحي، والتي يسهل تطويرها".
آلية إعداد المنتخبات
تقرير "ميركاتو الشرق" الصادر في مارس الماضي، أفاد بأن أندية المغرب هي الأعلى تحقيقاً للأرباح على المستوى العربي في سوق انتقالات اللاعبين، بأكثر من 32 مليون دولار في آخر 5 سنوات، بينها 7.6 مليون دولار عام 2023، وهذا أقلّ بنحو مليون دولار عن 2022.
أنفق الاتحاد المغربي في مواسم 2020-2021، 2021-2022 و2022-2023 أكثر من 123 مليون دولار، وحقق فائضاً بلغ 11.4 مليون دولار حتى 30 يونيو 2023، بحسب تقارير محلية.
يعتمد الاتحاد في إعداد منتخباته على شركة "إم سي سبورت"، التي يملكها المغربي يوسف حيجوب، الوكيل المعتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
حيجوب شرح لـ"الشرق" الآليات التي يعتمد عليها في خططه لتحضيرات المنتخبات، وكان آخرها المنتخب الأولمبي الذي نال برونزية أولمبياد باريس 2024.
وقال: "المعسكر الأخير هو الأهم، يجب أن يتم في منطقة مشابهة لنفس الأجواء والبنية التحتية التي تقام فيها البطولة، مع توفير كافة الأدوات اللازمة للتدريب، وهو ما تم في مدينة ليون من 10 حتى 19 يوليو، وجرى خلاله تنظيم مباراتين وديتين".