يورو 2024 | هولندا وإنجلترا.. من ينتصر الألوان الزاهية أم الملل؟

time reading iconدقائق القراءة - 2
صورة مركبة لجود بيلينغهام (إنجلترا) وكودي غاكبو (هولندا) في يورو 2024 - Reuters
صورة مركبة لجود بيلينغهام (إنجلترا) وكودي غاكبو (هولندا) في يورو 2024 - Reuters
دورتموند -وكالة أنباء العالم العربي

كان بلوغ إنجلترا قبل نهائي بطولة أوروبا متوقعا على العكس من هولندا، لكن ما لم يكن متوقعا هو الأداء الممل لإنجلترا مقابل مستوى أفضل من هولندا ربما ساهم فيه الألوان الزاهية لجماهيرها في المدرجات بالبطولة المقامة في ألمانيا.

وتأهلت إنجلترا في صدارة المجموعة الثالثة، لكنها عانت في دور الستة عشر، وكانت على أعتاب العودة إلى لندن بعد تأخرها أمام سلوفاكييا غير أن جود بيلينغهام ارتدى عباءة الأبطال، ليحرز هدفا مذهلا قبل 85 ثانية من النهاية، ويدرك التعادل قبل أن يحسم هاري كين الانتصار في الوقت الإضافي.

وللمرة الثانية على التوالي، تأخرت إنجلترا في مواجهة سويسرا قبل ربع ساعة من نهاية الوقت الأصلي بدور الثمانية، لكن بوكايو ساكا أدرك التعادل في الدقيقة 80 من التسديدة الوحيدة لفريق المدرب غاريث ساوثغيت على المرمى في المباراة.

ولجأت إنجلترا إلى ركلات الترجيح لينقذها التنفيذ المثالي لخمسة لاعبين، فيما تصدى جوردان بيكفورد لركلة واحدة وهو ما كان كافيا لصعود منتخب الأسود الثلاثة إلى الدور قبل النهائي ببطولة أوروبا للمرة الثانية على التوالي لأول مرة في تاريخه.

وقال بيكفورد عن الروح داخل صفوف إنجلترا: "لا توجد كلمات لوصفها. نملك عقلية عدم الاستسلام، ونحاول الضغط، وتحقيق المطلوب، وهو أمر مذهل".

لا توجد كلمات لوصفها. نملك عقلية عدم الاستسلام

جوردان بيكفورد - حارس مرمى إنجلترا

وعلى الجانب الآخر، فبعد تأهل هولندا الصعب ضمن أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث، لم يواجه المنتخب صعوبة في الفوز 3-صفر على رومانيا في دور الستة عشر، لكن المواجهة أمام تركيا كانت شائكة.

وتأخرت هولندا بهدف في الشوط الأول، لكن تعديلات المدرب رونالد كومان أتت بثمارها بعد الدفع بالمهاجم فاوت فيغهورست، ليحرز الفريق هدفين في غضون ست دقائق قبل ربع ساعة من النهاية.

وتعرض ساوثغيت لانتقادات منذ بداية البطولة بسبب الأداء الممل لإنجلترا على الرغم من امتلاك العديد من اللاعبين أصحاب الموهبة وخاصة رباعي الهجوم كين وبلينغهام وساكا وفيل فودن.

لكن المدرب، البالغ عمره 53 عاما والذي قد يرحل بنهاية بطولة أوروبا، تجاهل الانتقادات، وبادر بالهجوم على وسائل الإعلام المحلية بعد تسريب التغيير في أسلوب اللعب في مواجهة سويسرا.

واعتمد ساوثغيت على التشكيلة الأساسية ذاتها منذ بداية البطولة، لكنه اضطر لإشراك كوبي ماينو لاعب مانشستر يونايتد بدلا من ترينت ألكسندر-أرنولد بعد الأداء المتواضع لمدافع ليفربول في مركزه الجديد في وسط الملعب.

وفي مواجهة سويسرا، كانت التعديلات التي أدخلها ساوثغيت متعلقة بأسلوب اللعب بعد نقل كيران تريبيير إلى الناحية اليمنى مع عودة كايل ووكر للعب في خط دفاع ثلاثي.

ويدين كومان وجماهير هولندا للمهاجم كودي غاكبو بالكثير بعد تألقه في البطولة ومساهمته في نصف عدد أهداف الفريق في الطريق إلى قبل النهائي.

وأحرز مهاجم ليفربول ثلاثة أهداف، وصنع هدفا واحدا، ليعوض المستوى المتواضع لدفاع فريقه والذي استقبل خمسة أهداف، وهو الأضعف بين فرق الدور قبل النهائي.

وقال ناثان آكي مدافع هولندا ومانشستر سيتي: "عبرنا طريقا صعبا في البطولة، والآن نخوض اختبارا آخر، ونحن مستعدون له. لا يهم إذا كنا المرشحين للفوز أم لا، فنحن نركز على أنفسنا، وندرك المطلوب، واقتربنا (من هدفنا)".

 نتائج متكافئة

ستكون المواجهة في دورتموند هي الرابعة بين الفريقين في بطولة كبرى، إذ انتصرت هولندا في بطولة أوروبا في ألمانيا في 1988، ثم فرض التعادل السلبي نفسه في مباراتهما بكأس العالم 1990.

وفازت إنجلترا 4-1 على هولندا عندما استضافت نهائيات بطولة أوروبا في 1996.

وكانت نتائج المواجهات السابقة بين الفريقين متكافئة، حيث فازت إنجلترا في ست مباريات مقابل سبع مرات لهولندا، وتعادلا في تسع مناسبات.

وأحرزت إنجلترا 31 هدفا في مرمى هولندا، فيما استقبلت 29 هدفا في مواجهاتهما السابقة، لكن الفضل في تفوقها في عدد الأهداف يعود إلى الفوز الكبير 8-2 في مباراة ودية في 1946.

لكن ما قد يقلق ساوثغيت هو أن فريقه خسر ثلاث مرات مقابل فوز واحد في آخر أربع مواجهات بين الطرفين.

وانتهت المواجهة الأخيرة بينهما بانتصار هولندا 3-1 في قبل نهائي دوري الأمم الأوروبية في 2019.

وقال ساوثغيت الذي يؤمن بإمكانية تأهل فريقه إلى النهائي: "لا يوجد أي سبب يمنعنا من الفوز على أي فريق. إنها بطولة كأس وكل شيء يمكن أن يحدث. بالتأكيد هولندا أفضل من الفرق التي واجهناها حتى الآن. هولندا تملك الكفاءة في بعض المراكز، وهناك مجال أقل للخطأ".

لا يوجد أي سبب يمنعنا من الفوز على أي فريق. إنها بطولة كأس وكل شيء يمكن أن يحدث

غاريث ساوثغيت - مدرب إنجلترا

ولا يتوقف الأمر عند نتائج سابقة متكافئة بين الفريقين، فتاريخهما يتشابه، وتكمن كلمة السر في ألمانيا.

ونالت هولندا لقبا واحدا في تاريخها جاء في بطولة أوروبا، وما يدعو جماهيرها للتفاؤل هو أنه تحقق في ألمانيا قبل 36 عاما، فيما حققت إنجلترا لقب كأس العالم 1966 بعد الفوز على ألمانيا.

وستكون هولندا مدعومة بجماهير غفيرة في دورتموند بسبب قربها من الحدود الهولندية.

تصنيفات

قصص قد تهمك