إسبانيا "تودّع مباريات الألف تمريرة" وتحيي بريقها في "يورو 2024"

time reading iconدقائق القراءة - 2
لاعبون إسبان يحتفلون بهدف في مرمى إيطاليا خلال "يورو 2024" - 20 يونيو 2024 - AFP
لاعبون إسبان يحتفلون بهدف في مرمى إيطاليا خلال "يورو 2024" - 20 يونيو 2024 - AFP
برلين-أ ف ب

عندما اعتقد كثيرون بأن إسبانيا، التي سيطرت على كرة القدم بين عامَي 2008 و2012، باتت من الماضي، جاء جيل جديد بقيادة المدرب لويس دي لا فوينتي ليعيد البريق إلى المنتخب، ولكن بمزيد من اللعب المباشر والمواهب الشابة.

إسبانيا هيمنت على عالم الكرة بين 2008 و2012، فأحرزت بطولة أوروبا مرتين، عام 2008 في النمسا وسويسرا وعام 2012 في بولندا وأوكرانيا، إضافة إلى كأس العالم في جنوب إفريقيا عام 2010.

لكن الكرة الإسبانية واجهت أزمة ثقة منذ ذلك الوقت، فغابت عن منصات التتويج خلال 11 عاماً، قبل أن تحرز لقب دوري الأمم الأوروبية العام الماضي.

الاستحواذ على الكرة

ويبدو أنها تعلّمت من دروس الأعوام الأخيرة، كما ظهر في مباراتيها خلال بطولة أوروبا "يورو 2024" في ألمانيا، إذ استحقت تماماً الفوز على كرواتيا 3-0، في مباراة تخلّت خلالها عن النسبة الأكبر من الاستحواذ على الكرة، ثم إيطاليا حاملة اللقب 1-0، ضامنة بذلك تأهلها إلى ثمن النهائي.

لكن هذه الدروس التي تعلّمها المنتخب لا تعني تخلّيه كلياً عن أسلوب اللعب المعروف بـ"تيكي تاكا".

وبعد الفوز على إيطاليا، في مباراة لا تعكس نتيجتها الفرص التي سنحت للاعبي دي لا فوينتي، كتبت صحيفة "ماركا" الإسبانية: "وداعاً لمباريات الألف تمريرة، وأهلاً وسهلاً بكرة القدم المذهلة للامين (يامال) ونيكو (ويليامز) والضغط الذي يحاصر الخصوم".

وتابعت: "إذا توجّب علينا في يوم ما، كما حدث ضد كرواتيا، أن نمتلك الكرة بشكل أقلّ من الخصم، فهذا لا يهمّ. الفكرة واضحة: خطف الكرة والخروج بسرعة بشكل عمودي".

وبعد ذلك "تتكفّل جودة لاعبينا بالباقي" بحسب دي لا فوينتي.

سلاحا يامال وويليامز

دي لا فوينتي ورث من سلفه لويس إنريكي منتخباً في وضع صعب، أوصله إلى الخسارة أمام اليابان 1-2 في دور المجموعات بمونديال 2022، قبل خروجه من ثمن النهائي أمام المغرب بركلات الترجيح، بعد مباراة  استحوذ خلالها على الكرة بنسبة 77%، لكنه سدّد مرة واحدة على المرمى.

دي لا فوينتي الذي قضى سنوات في قيادة فرق الشباب، انتهج سياسة التكيّف مع الخصم ونوعية لاعبيه، إذ أعاد المنتخب اكتشاف نفسه، مع اعتماد مقاربة دمج العناصر الجديدة تدريجاً، بقيادة اليافعين لامين يامال (16 عاماً) ونيكو ويليامز (21 عاماً).

ودخل الجناحان السريعان في الأجواء ومنحا المنتخب مزيداً من العمق والديناميكية، لدرجة أنهما باتا المحور الذي يرتكز عليه رفاقهما باستمرار، من أجل إحداث الفارق.

تسبّب جناحا برشلونة وأتلتيك بلباو بدوار للاعبي كرواتيا وإيطاليا، بفضل مهاراتهما الفنية التي جعلتهما على رأس لائحة أكثر المراوغين في "يورو 2024" حتى الآن.

وفي وسط الملعب، عاد صانع ألعاب برشلونة بيدري (21 عاماً)، بعد تخلّصه من لعنة الإصابات.

"سنبقي أقدامنا على الأرض"

لكن هل يكفي ذلك لإعادة إسبانيا إلى مكانتها بين أفضل الدول الأوروبية؟

قال دي لا فوينتي في هذا الصدد: "المنافسون يتعرّفون عليك مع تقدّم المباريات، لذلك من الصعب جداً الفوز ببطولة كهذه. لكنني أعتقد بأن لا فريق أفضل منا، ونحن بحاجة فقط إلى مواصلة العمل واللعب كما كنا سابقاً".

واستدرك: "ما زال في إمكاننا التحسّن كثيراً، رغم أننا سنبقي أقدامنا على الأرض لأن كل مباراة صعبة حقاً".

تصنيفات

قصص قد تهمك