دبي-محمود ماهر
أهدى الجناح البرتغالي الشاب فرانشيسكو كونسيساو منتخب بلاده انجازاً طال انتظاره منذ 40 عاماً، عندما سجل هدف الفوز على التشيك 1/2، في الوقت الضائع من المباراة الأولى للفريق في دور مجموعات كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، مساء أمس الثلاثاء 18 يونيو.
الفوز هو الثاني على التوالي بالنسبة للبرتغال في المباراة الافتتاحية لجميع نسخ كأس أمم أوروبا، وهو ما لم يحدث لـ "أحفاد فاسكو دي جاما" من قبل.
أحرز نجل سيرجيو كونسيساو - مدرب بورتو- هدفه المتأخر في شباك منتخب التشيك بالجولة الأولى من كأس أمم أوروبا يورو 2024 المقامة حالياً في ألمانيا، لتواصل البرتغال رحلتها في التغلب على "عقدة البدايات" التي رافقتها على مدار تاريخها.
ولطالما واجه البرتغاليون صعوبات كبيرة لتحقيق الفوز خلال الجولة الأولى من مشاركاتهم في بطولات أوروبا، حتى أوقفوا هذا السيناريو في نسخة يورو 2000 بهزيمة إنجلترا.
لكنهم انتظروا لأكثر من 8 سنوات حتى نجحوا في إضافة الفوز الافتتاحي الثاني في يورو 2008 التي أقيمت في سويسرا والنمسا.
وخلال تاريخ البرتغال (القصير) في بطولات كأس أمم أوروبا، الذي بدأ في نسخة فرنسا 1984، لم تتمكن البلاد من تحقيق الفوز في الافتتاح لنسختين على التوالي.
وكاد شبح البدايات يصيب الفريق مجدداً بتقدم منتخب التشيك بتصويبة رهيبة في الدقيقة 63، قبل أن يتسبب نونو مينديز في هدف التعادل ومن ثم يُسجل فرانشيسكو كونسيساو صاحب الـ 21 عاماً هدف الفوز القاتل في الدقيقة 90+2!.
نتائج البرتغال في مباريات افتتاح اليورو عبر التاريخ
لعبت البرتغال للمرة الأولى في تاريخها ببطولات كأس أمم أوروبا عام 1984، وتعادلت مع ألمانيا الغربية بنتيجة 0-0 على ملعب دو لامينو في مدينة ستراسبورغ الفرنسية ضمن منافسات المجموعة الثانية التي ضمت إسبانيا ورومانيا، واستطاعت احتلال المركز الثاني والتأهل للدور التالي.
وغابت البرتغال بعدها عن كأس أوروبا 1988 ثم يورو 1992، وعادت من جديد في يورو إنجلترا 1996 بجيل جديد قاده لويس فيغو ونونو غوميش وجواو بينتو وجورجي كوستا وفيتور بايا ونخبة من اللاعبين المتميزين.
لكن البداية لم تكن جيدة، فقد استقبلت شباك البرتغال الهدف الأول في الجولة الأولى أمام الدنمارك من بريان لاودروب، قبل أن يتعادل سا بينتو في الشوط الثاني لينتهي اللقاء على ملعب هيلزبروه في شيفيلد بالتعادل 1/1.
ورغم البداية السيئة، احتلت البرتغال المركز الأول برصيد 7 نقاط في المجموعة الرابعة وحلت كرواتيا ثانية، وودعت حاملة اللقب الدنمارك كثالثة، وتذيل المنتخب التركي دون نقاط.
أول فوز في تاريخ البرتغال بمباراة افتتاحية لليورو
في يورو 2000 الذي نظمته بلجيكا وهولندا بشكل مشترك للمرة الأولى في التاريخ، انتصرت البرتغال في الافتتاح أخيراً بنتيجة 2/3 أمام إنجلترا، رغم التأخر بهدفي بول سكولز وستيف مكمانمان.
وتسببت أهداف لويس فيغو وجواو بينتو ونونو غوميش في شباك ديفيد سيمان في دفع البرتغال نحو اعتلاء صدارة المجموعة الأولى فيما بعد بجمع 9 نقاط، وجاءت رومانيا ثانية لتودع إنجلترا وألمانيا بعد أن كانا أبرز المرشحين.
وعندما نظمت البرتغال اليورو عام 2004، عادت لتفشل في تحقيق الفوز خلال المباراة الافتتاحية بالسقوط على ملعب الدراغاو في بورتو أمام اليونان بنتيجة 1/2، ومع ذلك تصدرت المجموعة برصيد 6 نقاط بفوزين على إسبانيا وروسيا، وبلغت النهائي الذي خسرته من اليونان بهدف نظيف ليبكي المراهق كريستيانو رونالدو بحرارة.
خلال النسخة التالية من اليورو عام 2008، انتصرت البرتغال على تركيا بهدفين دون رد سجلهما بيبي وراؤول ميراليس، وتصدرت المجموعة الأولى، وحلت تركيا ثانية ثم التشيك وسويسرا.
وعادت النتائج السلبية تضرب البرتغال في افتتاح اليورو خلال نسخة 2012 بالخسارة أمام ألمانيا بهدف دون رد سجله ماريو غوميز، ومع ذلك انتزع رفاق رونالدو وصافة المجموعة الثانية التي ضمت الدنمارك وهولندا.
أما النسخة التي حققتها البرتغال، نسخة يورو فرنسا 2016، فقد بدأتها بثلاث تعادلات أمام أيسلندا 1/1 ثم النمسا 0/0 والمجر 3/3، ومع ذلك تأهل الفريق ضمن أفضل ثوالث، ليتسلق الجبل حتى النهائي ويتوج بهدف بديل رونالدو إيدير على حساب أصحاب الضيافة.
نهاية العقدة
في يورو 2020، فازت البرتغال خلال الدقائق الخمس الأخيرة من المباراة الافتتاحية على المجر بنتيجة 3-0، سجل رافا غيريرو في الدقيقة 84، وأحرز رونالدو ثنائية في الدقيقتين 87 و90+2.
وبعد 3 سنوات في يورو 2024 بألمانيا، فازت البرتغال على التشيك 1/2، في المباراة الافتتاحية التي أقيمت على ملعب ريد بول أرينا في مدينة لايبزيغ، وهو لم يحدث من قبل في التاريخ بتحقيق فوزين افتتاحيين لنسختين متتاليتين في مشوار البرتغال مع البطولة الأوروبية.
تصنيفات
