انتشر القلق بين معظم جماهير المنتخبات المتأهلة إلى المرحلة الثالثة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، بعد نجاح منتخب كوريا الشمالية في خطف بطاقة التأهل للمرحلة الأخيرة على حساب سوريا هذا الأسبوع، في مفاجأة لم يتوقعها أحد بعد الأداء المميز لسوريا تحت قيادة هيكتور كوبر في كأس آسيا.
لا تخشى المنتخبات الآسيوية من كوريا الشمالية على الصعيد الفني بطبيعة الحال، حيث يسهل التعامل معه وتحقيق الفوز عليه وهذا ما فعلته اليابان، وحتى سوريا في افتتاح تصفيات المرحلة الثانية بركلة جزاء عمر السومة.
لكن الخوف يكمن في الخطوات المُزعجة التي سيمر بها كل فريق سيواجه كوريا الشمالية على ملعبها.
المنتخب الكوري رغم انه دخل في عزلة ولم يلعب أي مباراة دولية لمدة 4 سنوات بالفترة من نوفمبر 2019 إلى نوفمبر 2023 بسبب انسحاباته المكررة في كرة القدم وكل الرياضات خلال فترة فيروس كورونا إلا انه نجح في التأهل إلى المرحلة الثالثة على حساب "نسور قاسيون".
والآن يتساءل العديد من المراقبين حول مصير مباريات كوريا الشمالية في الدور المقبل، هل ستلعب على أرضها أو انها ستختار مكانٍ آخر؟
ترحيب دولي وعقلية متحجرة
الاتحادان الآسيوي والدولي رحبا سابقاً بخوض مباريات كوريا الشمالية على أرضها في العاصمة بيونغ يانغ قبل أن تتراجع كوريا الشمالية بشكل مفاجئ وتقرر عدم اللعب على أرضها أمام اليابان في شهر مارس 2024، ليتم ترحيل مبارياتها البيتية إلى لاوس.
وعلاوة على عدم وضوح الرؤية فيما يخص ملعب كوريا الشمالية بسبب تغيير مكان مباراة اليابان إلى لاوس، تمتلك كوريا الشمالية أصعب تأشيرة مرور في العالم، فليس من السهل الحصول على الفيزا أبداً.
ويزور كوريا الشمالية سنوياً من 4 إلى 6 آلاف أجنبي فقط - معظمهم من الصين وروسيا - و21 دولة في العالم فقط يمكنهم زيارة كوريا الشمالية بلا تأشيرة وهي: ألبانيا وبيلاروسيا وبلغاريا والصين وكوبا وإندونيسيا وإيران وقيرغيزستان ولاوس ومنغوليا والجبل الأسود وميانمار وروسيا وصربيا وسنغافورة وسويسرا وسوريا وطاجيكستان وأوكرانيا وفيتنام وزيمبابوي.
ما يعني أن الدول العربية التي ستواجه كوريا الشمالية في التصفيات النهائية ستواجه صعوبات حقيقية لإقامة المباريات، لذا سيتوجب مناقشة هذه الحالة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لاتخاذ القرار المناسب.
عائق البث التلفزيوني
إذا لعبت كوريا الشمالية مبارياتها على أرضها وتحديداً في أكبر ملعب في العالم - الأول من مايو والذي يتسع لأكثر من 114 ألف متفرج- أو في مكانٍ تختاره، ففي كل الأجوال لن يتم بث المباراة إلا بموافقة الحكومة المحلية، وهذه مشكلة إضافية لوجود كوريا الشمالية في الدور المقبل من التصفيات الآسيوية.
في عام 2003 كان من المقرر أن يتوجه المنتخب الأردني إلى بيونغ يانغ للعب مع كوريا الشمالية في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس آسيا 2004 لكن السلطات الكورية لم تمنح لاعبي ومدربي وإداريي الأردن تأشيرات دخول البلاد ليقرر الاتحاد الآسيوي اعتبار المنتخب الأردني فائزاً بنتيجة 3-0.
وعلى إثر تلك المباراة "الملغية" حُرم المنتخب الكوري الشمالي من لعب أي من المسابقات الآسيوية لمدة عام كامل.
وسبق لمنتخب الأردن أن لعب في العاصمة الكورية الشمالية يوم 14 يونيو 2008 ضمن تصفيات كأس العالم (جنوب أفريقيا 2010) وانتهت المباراة بفوز جمهورية كوريا 2-0.