ستكون فرنسا وإنجلترا أبرز المرشحين لنيل لقب بطولة أوروبا "يورو 2024" التي تنطلق في ألمانيا في 14 يونيو، لكن المفاجآت ستكون واردة من منتخبات أخرى تنتظر فرصتها لخطف الأنظار.
وتملك كل من فرنسا وإنجلترا التشكيلتين الأقوى في البطولة من ناحية الأسماء، لكن في آخر نسختين جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد خطفت البرتغال اللقب من فرنسا في 2016، وإيطاليا من إنجلترا في نسخة 2020 التي تأجلت إلى 2021 بسبب جائحة كورونا.
وتدخل فرنسا البطولة بقيادة المدرب ديدييه ديشان بهدف تعويض الخسارة في نهائي كأس العالم 2022، وتملك مجموعة أسماء في خطي الوسط والهجوم يتمناهما أي مدرب.
ويقود خط الوسط إدواردو كامافينغا وأورلين تشواميني، الفائزان بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، مع الشاب وارين زاير-إيمري ومعهم أصحاب الخبرة نغولو كانتي العائد للمنتخب بعد غياب طويل.
أما الهجوم فحدث ولا حرج، فهناك كيليان مبابي، المنتقل حديثاً إلى ريال مدريد، وأنطوان غريزمان وعثمان ديمبلي وكينغسلي كومان وماركوس تورام وراندال كولو مواني والمخضرم أوليفييه جيرو.
لكن الأمر المقلق لتشكيلة المدرب ديشان يتمثل في مواجهة المنتخبات الكبرى التي تلعب بنهج دفاعي، مثلما حدث في الهزيمة أمام ألمانيا في مارس الماضي.
ومن المفترض ألا تواجه فرنسا صعوبة في عبور المجموعة الرابعة التي تضم هولندا والنمسا وبولندا.
إنجلترا مرشحة فوق العادة
ستكون إنجلترا في مهمة سهلة في دور المجموعات حيث تلعب مع الدنمرك وسلوفينيا وصربيا في المجموعة الثالثة.
ويأمل المدرب غاريث ساوثغيت أن يضع حداً لغياب منتخب بلاده عن منصات التتويج منذ الفوز بكأس العالم 1966، وتعويض هزيمته بركلات الترجيح أمام إيطاليا باستاد ويمبلي في نسخة 2020 والتي أقيمت في عدة مدن أوروبية.
وتملك إنجلترا أسماء بارزة في جميع خطوطها بقيادة هاري كين، مهاجم بايرن ميونيخ الفائز بجائزة هداف بطولات الدوري في أوروبا هذا الموسم، وبوكايو ساكا وجود بيلينغهام وكول بالمر وفيل فودن.
لكن نقطة الضعف في تشكيلة إنجلترا تكمن في حراسة المرمى، إذ يعتمد المدرب على جوردان بيكفورد حارس إيفرتون وآرون رامسديل، الذي أصبح الحارس الثاني في أرسنال، ودين هندرسون حارس كريستال بالاس.
مفاجآت مرتقبة
تأتي منتخبات إسبانيا وإيطاليا وألمانيا والبرتغال في الترشحيات خلف فرنسا وإنجلترا، ولا يمكن استبعاد أي منها من الوجود على منصة التتويج في برلين في 14 يوليو.
ولدى إسبانيا العديد من اللاعبين أصحاب الكفاءة والمهارة، وسيكشف وجودها في المجموعة الثانية، التي تضم إيطاليا وكرواتيا وألبانيا، حقيقة آمالها في البطولة.
وستكون إيطاليا حاملة اللقب محط الأنظار بوجود مدرب مخضرم هو لوتشيانو سباليتي، الذي قرر الاعتماد على دفاع إنتر ميلان، حيث ضم جميع المدافعي المتاحين من الفريق الفائز بلقب الدوري المحلي.
وتكمن مشكلة إيطاليا في عدم وجود أسماء بارزة في خط الهجوم، غير أن هذا لم يشكل عائقاً في طريقها للتتويج قبل 3 أعوام.
ألمانيا تتسلح بالأرض والجمهور
أما البلد المضيف فقد كان خارج الترشيحات للقب حتى سبتمبر العام الماضي، إلى أن رحل المدرب هانزي فليك بعد نتائج مخيبة، بالخروج من دور المجموعات في كأس العالم 2022 وسلسلة من الهزائم في المباريات الودية.
وبعد أيام من رحيل فليك، فازت ألمانيا على فرنسا بقيادة رودي فولر قبل أن يتولى يوليان ناغلسمان مدرب بايرن ميونيخ السابق المسؤولية.
وخسرت ألمانيا مرتين في أول 4 مباريات مع ناغلسمان، الذي وجد أنه لا فائدة من تغيير مركز كاي هافرتز عندما أشركه في مركز الظهير الأيسر في واحدة من المباريات.
ويبدو أن المدرب البالغ عمره 36 عاماً قرر مراجعة حساباته، ليفوز على فرنسا وهولندا في غضون 4 أيام في مارس الماضي، لتعود ألمانيا إلى قائمة المرشحين للقب.
وقبل 3 أعوام احتاجت ألمانيا إلى هدف قبل 6 دقائق من نهاية آخر مباراة في دور المجموعات للتأهل إلى دور الستة عشر، لكن من المفترض ألا يواجه المنتخب هذه المرة صعوبة في عبور المجموعة الأولى التي تضم المجر واسكتلندا وسويسرا.
ومن المرجح أن يخوض كريستيانو رونالدو آخر بطولة مع البرتغال، ويأمل في ختام مسيرته معها بلقب آخر بعد التتويج ببطولة أوروبا 2016.
ويعتمد روبرتو مارتينيز مدرب البرتغال على الدمج بين أصحاب الخبرة والشبان، حيث اصطحب معه المدافع المخضرم بيبي (41 عاماً) والحارس روي باتريسيو (36 عاماً) بالإضافة إلى رونالدو (39 عاماً).
كما ضم المدرب الإسباني مجموعة من الشبان ومنهم ثنائي باريس سان جيرمان نونو مينديز وفيتينيا، وهناك برونو فيرنانديز قائد مانشستر يونايتد وبرناردو سيلفا لاعب وسط مانشستر سيتي.