دبي-- الشرقأ ف ب
بانضمامه إلى ريال مدريد بطل الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا هذا الموسم، جعل كيليان مبابي عشاق النادي الملكي يحلمون بعودة ذكريات الثلاثي الناري بنزيما وبيل وكريستيانو رونالدو والذي عُرف إعلامياً بثلاثية BBC أسوة ببرشلونة الذي كانت لديه ثلاثية MSN، ميسي وسواريز ونيمار.
يفتقد العملاق الإسباني لهداف من طراز عالمي منذ رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو عام 2018، ثم الفرنسي كريم بنزيما عام 2022.
ولم يقتنع الجمهور بالاعتماد على رودريغو وفينيسيوس جونيور خلال موسم 2023/2022 الذي انتهى باحتلال النادي للمركز الثاني في الليغا وتوديع دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي بخمسة أهداف لهدف في مجموع ذهاب وإياب نصف النهائي.
ورغم التألق غير العادي من جانب الهداف الإسباني خوسيلو وتسجيله لهدفين قاتلين أمام بايرن ميونيخ في نصف نهائي دوري الأبطال، إلا أن ريال مدريد ظل مصراً على ضم كيليان مبابي، خاصةً بعد انتهاء عقده مع باريس سان جيرمان.
ثلاثية مرعبة للخصوم
سيشكّل المهاجم الفرنسي إلى جانب الإنجليزي جود بيلينغهام والبرازيلي فينيسيوس جونيور، ثلاثياً هجومياً نارياً للنادي الملكي لزرع الرعب في دفاعات أندية القارة العجوز.
تأتي هذه الثلاثية المميزة بعد عدة تجارب سابقة لفلورنتينو بيريز في تكوين خطوط هجومية مثيرة للاهتمام عُرفت بـ "الأحجار الكريمة".
بدأت الرحلة بالرباعي زين الدين زيدان ولويس فيغو وديفيد بيكهام ولويس نازاريو دا ليما رونالدو، ثم بعد سنوات جاء الثلاثي بنزيما وغاريث بايل وكريستيانو رونالدو.
وستضمّ صفوف ريال مدريد المتوّج السبت بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه، ثلاثي "غالاكتيكوس" جديداً في الموسم المقبل سيمنحه كل شيء كي يكون صاحب أفضل هجوم في العالم.
بعمر الـ25 عامًا فقط، سيكون مبابي واجهة لهذا الثلاثي من النجوم الشباب إلى جانب بيلينغهام (20) وفينيسيوس جونيور (23)، المرشّحين الجادّين لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.
مبابي لتكرار إنجازات رونالدو
سيتطلّع الفائز بكأس العالم 2018 إلى محاكاة إنجازات مثله الأعلى، كريستيانو رونالدو الذي قاد، إلى جانب بايل وبنزيما، ريال مدريد إلى ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا تحت قيادة المدرب زيدان (2016، 2017، 2018).
على أرضية الملعب كما الحال في غرفة الملابس، يتعيّن على الفرنسي والإنكليزي والبرازيلي الانسجام لفتح حقبة جديدة من النجاح لنادي الميرينغي الذي شهد مرور العديد من نجوم كرة القدم عبر تاريخه الغني، دون تحقيق الانتصارات دائمًا.
تحدَّ أنشيلوتي
يمثّل الانسجام تحدّيًا كبيرًا للمدرّب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي يتمتع بالخبرة التكتيكية اللازمة لإيجاد كيفية جعلهم يلعبون معًا والشخصية اللازمة للحفاظ على توازن غرفة الملابس التي يعتبرها "صحيّة".
ولا شكّ أن خبرته الطويلة في إدارة المواهب في ميلان الإيطالي وتشلسي الإنكليزي وباريس سان جرمان الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني ستساعده على تحقيق أقصى استفادة من هذه الشراكة الواعدة على الورق، كما فعل هذا الموسم.
غالبًا ما لعب في مركز قلب الهجوم في باريس سان جرمان، يتعيّن على الأرجح على مبابي تقديم بعض التنازلات للاندماج في الخطة التكتيكية 4-4-2 المبنية حول بيلينغهام والتي سمحت لريال مدريد بتحقيق موسم رائع اختتمه بالثلاثية (الدوري والكأس السوبر الإسبانيان ودوري أبطال أوروبا)، رغم رحيل بنزيما.
ويتعيّن عليه بلا شك أن يبدأ بترك جناحه الأيسر لفينيسيوس جونيور من أجل شغل الجناح الأيمن في خط الهجوم، وهو المركز الذي تألق فيه خلال كأس العالم 2018.
ماذا لو استمر رودريغو؟
الخيار الآخر، الأكثر هجوميًا، لأنشيلوتي هو إرجاع بيلينغهام إلى الخلف قليلاً على أرضية الملعب من أجل السماح لرودريغو غوس بالاحتفاظ بمكانه في الجناح الأيمن واللعب مع صديقه "فيني" ومبابي، هذا في حال قرر اللاعب البرازيلي الاستمرار مع ريال مدريد وتجاهل عروض ليفربول ومانشستر سيتي هذا الصيف.
وعلى الرغم من تحوّله إلى هداف منذ وصوله إلى ريال مدريد، فإن الفتى الذهبي لبرمنغهام يظلّ لاعب وسط مهاجم معتاد على اللعب مع نجوم آخرين في الهجوم، سواء تعلق الأمر بالنروجي إرلينغ هالاند في صفوف فريقهما السابق بوروسيا دورتموند الألماني أو مواطنه هاري كاين مع منتخب "الأسود الثلاثة".
محاولة مراقبة فينيسيوس ورودريغو ومبابي في وقت واحد، واحتواء الانطلاقات الهجومية لبيلينغهام سيشكلان صداعاً حقيقياً لدفاع الفرق المنافسة.
فينيسيوس الذي تحوّل بمساعدة أنشيلوتي من كونه جناحاً غريب الاطوار غير منتظم إلى حد ما في أدائه، إلى مهاجم من النخبة قادر على اختراق أي دفاع، يمكن أن يستفيد أيضًا من وجود مبابي ليكون أكثر حرية على أرضية الملعب.
وقال أنشيلوتي خلال مؤتمر صحافي يوم 17 شباط/فبراير الماضي "يجب على اللاعبين الجيّدين أن يعرفوا كيفية اللعب معًا، الشيء المهم هو الحفاظ على التوازن"، مقترحًا أنه يجب عليه إيجاد طريقة لجعل نجومه ينسجمون معًا.
وأضاف "بالنسبة لي، الأهم في الفريق هما شيئان: الجودة والتوازن. إذا كنت قادراً على الجمع بين هذين الأمرين، فستجني النجاحات".
لكن في مدريد، يتذكّر الكثيرون أن الموهبة ليست بالضرورة ضمانة للألقاب، وأن فريق النجوم زيدان وفيغو ورونالدو لم يحقّق النجاح المتوقع في نهاية المطاف.
تصنيفات
