يعيش نادي "ليفربول" الإنجليزي أفضل فتراته، إذ يتصدر رجال الألماني يورغن كلوب المشهد الكروي في إنجلترا، بإكمال الـ "ريدز" لسنة كاملة من دون هزيمة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ما يجعل الطريق نحو معانقة اللقب الغائب عن النادي منذ ثلاثة عقود، مسألة وقت لا أكثر.
وكان الـ "ريدز ليفربول" أمضى موسماً تاريخياً سنة 2019 بعودته للصدارة على المستوى الأوروبي، إذ توّج أصدقاء القائد جوردان هيندرسون بلقب ذات الأذنين "دوري أبطال أوروبا" في نهائي مدريد أمام مواطنه "توتنهام"، قبل أن يتم سطوته بحيازة لقبي "سوبر أوروبا" أمام "تشيلسي" و"كأس العالم للأندية" في النسخة الأخيرة، متفوقاً في المباراة النهائية على نادي "فلامينغو" البرازيلي.
وبعد خسارته لقب الـ"بريمرليغ" في الموسم الماضي لصالح غريمه "مانشستر سيتي" بفارق نقطة واحدة، عاد "ليفربول" في الموسم الحالي ليكشر عن أنيابه ويُسقط الخصوم الواحد تلو الآخر، دون هزيمة واحدة طيلة 20 جولة من المنافسة، مع مباراة ناقصة أمام "ويست هام"، نظراً لمشاركته في مسابقة "كأس العالم للأندية".
لكن ما الأسباب التي تجعل من "ليفربول" الحالي فريقاً لا يُقهر والتي نصبته كأحد أفضل الأجيال التي تعاقبت على النادي؟
أليسون بيكر
في صيف سنة 2018، فاجأ نادي "ليفربول" الكثيرين بإعلانه ضم الحارس البرازيلي أليسون بيكر في صفقة تاريخية قاربت قيمتها 70 مليون يورو، ليكون حينها أغلى حارس في العالم، قادماً من "نادي روما" الإيطالي، قبل أن يكسر نادي "ليفربول" هذا الرقم بضم الحارس الإسباني كيبا بقيمة 80 مليون يورو.
وأكد حارس المنتخب البرازيلي أليسون بيكر أحقية السعر الذي دفعته إدارة الـ"ريدز" من أجله، إذ نصب نفسه كأحد أفضل حراس العالم العام الماضي، بمساهمته الكبيرة في موسم "ليفربول التاريخي"، ليحصن بذلك قلعة "الأنفيلد" التي عانت بشدة مشاكل جمة على مستوى حراسة المرمى خاصة في عهد الحارس الألماني كاريوس.
فيرجيل فان دايك
بعد مفاوضات ماراثونية مع إدارة "ساوثهامبتون" الإنجليزي في الـ"ميركاتو" الشتوي لسنة 2018، نجحت إدارة "ليفربول" في التعاقد مع المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، لتعزيز الخط الخلفي للنادي، في صفقة قاربت 85 مليون يورو، ليكون حينها المدافع الأغلى في التاريخ، قبل أن يسقطه الإنجليزي هاري ماغواير عن عرش الرجل الأغلى في الصيف الماضي.
ويبدو أن إصرار يورغن كلوب على ضم المدافع الهولندي ومخاطرته الكبيرة في دخول المفاوضات معه قبل فترة الـ"ميركاتو،" كلها كانت ذات جدوى، لعلم المدرب الألماني المسبق لقيمة فان دايك وإمكانياته الكبيرة التي ساعدت "ليفربول" في العودة إلى مصاف الكبار محلياً وأوروبياً.
وبعد عامين عن وصوله إلى قلعة الـ"أنفيلد"، أضحى قائد الخط الدفاعي للـ"ريدز" أحد أفضل لاعبي العالم ليتصارع على التاج العالمي مع الثنائي التاريخي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، ليؤكد فوز مدرب الـ"ريدز " بالرهان على ضمه.
ثنائية أرنولد وروبيرتسون
يُجمع المحللون على الطفرة التي شهدها نادي "ليفربول" على مُختلف الأصعدة، ويعتبر كل من أرنولد وروبيرتسون من المفاجآت السارة التي قدمها المدرب الألماني يورغن كلوب للعالم، بعدما صرفت إدارة الـ"ريدز " أموالاً طائلة في السنوات الماضية لتعزيز الظهير، قبل أن يصعّد كلوب الشاب أرنولد من فريق الشباب بالنادي، ويضم لاعباً اسكتلندياً "مجهولاً" يُدعى روبيرتسون، ليظهرا براعة فاقت التوقعات، ويؤكدا صحة رهان كلوب عليهما.
القوة الضاربة: صلاح – ماني – فيرمينيو
يمتلك نادي "ليفربول" الإنجليزي في الوقت الحالي أحد أفضل خطوط الهجوم على مستوى العالم، نظراً للتكامل والتوافق الكبير بين الثلاثي محمد صلاح – ساديو ماني – روبيرتو فيرمينيو؛ إذ يُعتبر هجوم الـ"ريدز" بمثابة سلاح دمار شامل وقوة ضاربة للمدرب الألماني يورغن كلوب.
عندما يغيب التوفيق عن "فخر العرب" محمد صلاح، يظهر أسد الـ"تيرانغا" ساديو ماني في الصورة. وعندما يتجرأ سوء الحظ على الثنائي الإفريقي، يظهر ابن السيليساو فيرمينيو للحسم. وبذلك يُمكن اعتبار ثلاثي هجوم "ليفربول" بمثابة الأفضل والأكثر تكاملاً على المستوى العالمي في الفترة الحالية.
يورغن كلوب
بعد فترته الناجحة في إدارة نادي "بوروسيا دورتموند" الألماني، غيّر المدرب يورغن كلوب وجهته صوب الـ"أنفيلد"، أملاً في إعادة كبير أندية إنجلترا للواجهة محلياً وأوروبياً.
وبعدما تجرع المرارة والألم الذي اعتاد عليه في وقت من الأوقات، كان للمدرب الألماني كلوب ما أراد؛ فأعاد الـ"ريدز" للسيادة في القارة العجوز، وأضحى أقرب أكثر من أي وقت مضى من كسر عقدة السنين على المستوى المحلي.