
قبل أسابيع عدة، كان اسم جوزيف بيكان مجهولاً للكثيرين، لكن بعدما تخطى كريستيانو رونالدو الأسطورة بيليه وصعِد للمركز الثاني في قائمة الهدافين التاريخيين لكرة القدم، بدأ اسم بيكان يجذب الاهتمام الذي يستحقه.
وفي مباراة فريقه يوفنتوس ضد ساسوولو في الدوري الإيطالي يوم الأحد، سجل النجم البرتغالي هدفه رقم 759 في مسيرته الاحترافية، معادلاً الرقم القياسي المذهل للأسطورة الراحل بيكان.
وفقاً للإحصاءات، فقد سجل بيكان أكثر من 805 أهداف في المباريات الرسمية (بما في ذلك مسيرته مع الشباب)، وأكثر من 1468 هدفاً في إجمالي المباريات بما في ذلك المباريات الودية.
ولكن عدد أهدافه الرسمية في مسيرته الاحترافية وصل إلى 759 هدفاً، منها 730 هدفاً للأندية و29 هدفاً للمنتخب الوطني، حسب موقع "سكاوكا" لإحصائيات كرة القدم.
من هو جوزيف بيكان؟
وُلد بيكان في 25 سبتمبر من عام 1913 في فيينا، وفقد والده فرانتيسك الذي كان مقاتلاً في الحرب العالمية الأولى في سن مبكرة، ونشأ في بيئة فقيرة وكان عليه أن يلعب كرة القدم بدون حذاء عندما كان طفلاً.
في سن 12 عاماً، بدأ اللعب لفريق هرتا فيينا للناشئين، ثم فريق هيرتا فيينا الثاني، قبل أن يتم رصده من قبل فريق رابيد فيينا في سن 18 عاماً.
وفي عام 1937، انتقل إلى سلافيا براغ التشيكي حيث بدأ بكتابة اسمه في تاريخ كرة القدم، فلعب للنادي طوال الحرب العالمية الثانية عندما كان العديد من الأشخاص في سنه في حالة حرب، فاستفاد من ميزة اللعب في وقت كان فيه غالبية الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة بدنية يشاركون في الحرب، وفي 8 مواسم سجل 328 هدفاً منها 57 هدفاً في 26 مباراة في موسم واحد.
إضافة إلى ذلك، سجل بيكان مع سلافيا براغ رقماً خيالياً من الأهداف بلغ 534 هدفاً في 291 مباراة رسمية. ويقال إن سرعته المذهلة مكنته من تسجيل كل تلك الأهداف، حيث كانت لديه القدرة على الركض مسافة 100 متر في 10.8 ثانية، وهو رقم جنوني للاعب كرة قدم.
وأنهى بيكان مسيرته بعد أن لعب مع رابيد فيينا، أدميرا، سلافيا براغ، فيتكوفيتشي، كرالوفي ودينامو براغ، بعد أن سجل 730 هدفاً في 459 مباراة.
مسيرته الدولية
في عام 1933 في سن العشرين، ظهر بيكان لأول مرة دولياً مع منتخب النمسا، وبعد سنة مثلهم في كأس العالم 1934، ووصل مع منتخب النمسا إلى الدور نصف النهائي، حيث سجل هدفاً واحداً في البطولة، وأنهى مسيرته مع النمسا بـ14 هدفاً في 19 مباراة.
وفي وقت لاحق تقدم بطلب للحصول على الجنسية التشيكوسلوفاكية، ولكن بسبب خطأ في معالجة أوراقه، لم يتمكن من اللعب في كأس العالم 1938. ولكنه عاد ولعب في 14 مباراة لتشيكوسلوفاكيا وسجل 12 هدفاً.
كما لعب مرة واحدة لمنتخب بوهيميا ومورافيا وسجل 3 أهداف.
التسجيل لم يكن سهلاً
في تسعينيات القرن الماضي رفض بيكان فكرة أن تسجيل الأهداف في يومه كان أسهل، وكان يجاوب على ذلك بالقول: "إن التسجيل هو نفسه كما كان قبل 100 عام وسيظل هو نفسه خلال 100 عام أيضاً. سيكون دائماً هو نفسه".
وفي 12 ديسمبر من عام 2001 فارق جوزيف بيكان الحياة عن عمر 88 عاماً، وبعد 20 سنة من وفاته عاد اسمه إلى الواجهة بفضل أهداف رونالدو، الذي سيتفوق عليه في قادم المباريات، ولكن اسم التشيكي الأسطورة جوزيف بيكان سيبقى عالقاً في أذهان متابعي كرة القدم والرياضة بشكل عام لفترة طويلة جداً.