تتويج كوت ديفوار بلقب كأس أمم إفريقيا، لا يعتبر مفاجأة، خاصة إذا كانت البطولة تقام على أرضها ووسط مشجعيها الذين أعطوا البطولة رونقاً خاصاً.
كوت ديفوار سبق لها قبل نسخة 2023، أن توجت باللقب القاري عامي 1992 و2015، كما وصلت النهائي في مناسبتين إضافيتين قبل أن تخسر بركلات الترجيح في 2006 و2012.
سيناريو تتويج كوت ديفوار باللقب لم يكن طبيعياً، فهذا المنتخب خسر مرتين في أول ثلاث مباريات في دور المجموعات، ليحتل المركز الثالث خلف غينيا الاستوائية ونيجيريا وبرصيد (-3) من الأهداف، حتى أن بعض لاعبي الفريق دخلوا في نوبة بكاء عقب الخسارة 4-صفر أمام غينيا الاستوائية في ختام الدور الأول معتقدين أن الخروج بات مؤكداً.
وسارت كل النتائج الأخرى في مصلحة أصحاب الأرض، ليتأهلوا ضمن أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الست، وتصعد إلى دور الستة عشر أمام السنغال حامل اللقب، وتشق طريقها نحو اللقب في نهاية الأمر.
وفيما يلي خمس محطات بارزة في مشوار كوت ديفوار نحو التتويج باللقب القاري للمرة الثالثة:
-
22 يناير كانون الثاني
كان منتخب غانا يتقدم 2-1 على موزمبيق في نتيجة تكفيه للصعود إلى دور الستة عشر، لكن في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع جاءت كرة طائشة سهلة نحو الحارس ريتشارد أوفوري وتردد الحارس في إمساكها أو تركها إلى خارج المرمى. في النهاية قرر التقاط الكرة السهلة، لكنها لمست يده وتحولت بغرابة إلى ركلة ركنية. ومن هذه الركلة سجل رينيلدو ماندافا هدف التعادل لمنتخب موزمبيق، ليودع المنتخبان البطولة، وتحصل كوت ديفوار على فرصة للتأهل.
-
24 يناير كانون الثاني
مع ختام دور المجموعات، لم تكن كوت ديفوار تملك فرصة في التأهل ضمن أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث، سوى بضرورة فوز المغرب على زامبيا. ورغم أن المغرب ضمن التأهل إلى الدور التالي، ورغم أن التعادل كان كافيا لصعود زامبيا، فإن "أسود الأطلس" انتصروا بهدف حكيم زياش، ليطيح بزامبيا من المسابقة، ويهدي بطاقة الصعود والعودة إلى الحياة لأصحاب الأرض.
هذا ببساطة يفسر لماذا حمل ماكس غرادل قائد كوت ديفوار العلم المغربي خلال احتفالات بلاده بالتتويج بلقب كأس الأمم، حيث أمسك بالعلم وطاف حول الملعب اعترافا بالدور المهم لزياش ورفاقه في رحلة التتويج.
-
29 يناير كانون الثاني
عادت كوت ديفوار إلى الحياة ووجدت نفسها في مواجهة السنغال حاملة اللقب التي فازت بكل مبارياتها في البطولة، وخاض أصحاب الأرض المباراة بعد إقالة المدرب جان-لوي غاسيه، وتأخرت بهدف مبكر بعد مرور أربع دقائق، وبدا أنها ستتعرض لهزيمة ثقيلة.
لكن فرانك كيسي أدرك التعادل من ركلة جزاء قرب النهاية، ثم فازت كوت ديفوار بركلات الترجيح في مفاجأة كبيرة.
-
3 فبراير
بدا أن الرحلة الخيالية ستنتهي بعد طرد أوديلون كوسونو مدافع كوت ديفوار في الشوط الأول، ثم التأخر بهدف أمام مالي في دور الثمانية، لكن سيمون أدينغرا، أفضل لاعب شاب في البطولة، تعادل في نهاية الوقت الأصلي، ثم سجل عمر دياكيتي هدف الانتصار في الدقيقة 122 (الدقيقة الثانية بعد نهاية الوقت الإضافي)، قبل أن ينال بطاقة حمراء وينهي أصحاب الأرض المباراة بتسعة لاعبين.
-
في 11 فبراير
المحطة النهائية في الرحلة الخيالية. لا جديد فقد تأخرت كوت ديفوار بهدف وزاد التوتر مع الاقتراب من مرور ساعة من اللعب، لكن المنقذ كيسي أدرك التعادل بضربة رأس، قبل أن يسجل سيباستيان هالير هدف الفوز بلمسة مذهلة بوجه القدم الخارجي، ليكرر ما فعله بتسجيل هدف الانتصار أيضا في الدور قبل النهائي، وتنطلق الاحتفالات الصاخبة في أبيدجان، ليس فقط باللقب القاري، لكن بفرحة مضاعفة بعدما عاد "الأفيال" من الموت وأصبحوا أبطال القارةالسمراء.