أكرم عفيف.. علامة فارقة في تاريخ كأس آسيا

ساهم في 22 هدفاً بآخر نسختين

time reading iconدقائق القراءة - 2
لاعبو قطر يحملون زميلهم أكرف عفيف هداف كأس آسيا بعد التتويج باللقب على حساب الأردن - 10 فبراير 2024 - AFP
لاعبو قطر يحملون زميلهم أكرف عفيف هداف كأس آسيا بعد التتويج باللقب على حساب الأردن - 10 فبراير 2024 - AFP
(الدوحة):-أ ف ب

سترتبط النسخة الثامنة عشرة من كأس آسيا لكرة القدم باسم القطري أكرم عفيف الذي ختمها بثلاث ركلات جزاء ناجحة في مرمى الأردن (3-1)، أعلنت احتفاظ العنابي بلقبه، ومنحت وصاحب الشعر المجعّد لقب أفضل لاعب في النهائيات وهدّافها  أيضاً.

تحوّل عفيف من صاحب أعلى معدّل من التمريرات في تاريخ كأس آسيا في الإمارات عام 2019، إلى هداف خطير في النسخة الحالية، فخلف مواطنه المعزّ علي الذي حقق الإنجازين قبل خمس سنوات عندما توجت قطر للمرة الاولى في تاريخها.

ساهم عفيف في 22 هدفاً في آخر نسختين من كأس آسيا بواقع  9 أهداف و13 تمريرة حاسمة، وهو ما يشكّل 67% من أهداف العنابي.

وأصبح أول لاعب يسجل ثلاثية (هاتريك) في المباريات النهائية لكأس آسيا، وثالث لاعب يسجل ثمانية أهداف أو أكثر في نسخة واحدة بعد الإيراني علي دائي (8) في 1996 وزميله المعز علي (9) في 2019.

كان ابن السابعة والعشرين العلامة الفارقة في مباراة السبت، بصناعة اللعب والاختراق والحصول على ركلات الجزاء والأهم ترجمتها في مرمى الحارس الأردني يزيد أبو ليلى.

وفي كل مرة، كان يحتفل بطريقة الساحرة برفع بطاقة عليها صورتها وكُتب على طرفها الثاني حرف S.

صانع ألعاب "تاريخي".. وهداف خطير

ساهم عفيف في نسخة الامارات قبل خمس سنوات بعشر تمريرات حاسمة استفاد منها كثيراً زميله في خط هجوم العنابي المعزّ علي الذي توّج هدافاً لها برصيد 9 اهداف. وحقّق عفيف بتلك النسبة رقماً قياسياً في تاريخ نهائيات كأس اسيا.

لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب في البطولة الحالية لان عفيف تحوّل الى هداف خطير ساهم بشكل كبير في احراز قطر لقبها الثاني توالياً، حيث توزّعت أهدافه الثمانية على خمس مباريات من اصل سبع خاضها "الأدعم" في البطولة.

ضرب عفيف بقوّة في المباراة الافتتاحية ضد لبنان بتسجيله ثنائية، الأوّل في نهاية الشوط الاول في حين جاء الثاني قمة في الروعة بعد مجهود فردي في الوقت البدل الضائع ليخرج فريقه فائزاً بثلاثية نظيفة.

ورفع عفيف رصيده الى ثلاثة اهداف بتسجيله هدف فريقه الوحيد في مرمى طاجيكستان في الجولة الثانية.

وكان هدفه حاسماً في خروج العنابي فائزاً من موقعة فلسطين، حيث سجل من ركلة جزاء مطلع الشوط الثاني ليمنح فريقه الفوز 2-1 بعد ان تخلّف في النتيجة.

كما سجّل أحد اجمل اهداف البطولة، عندما منح بلاده التقدم 2-1 على ايران في نصف النهائي أواخر الشوط الأوّل. وصلته الكرة على مشارف المنطقة، فسار بها بين اكثر من مدافع ايراني واطلقها صاروخية في الشباك ليمهد الطريق امام بلوغ فريقه المباراة النهائية.

تجاوز في النهائي العراقي أيمن حسين (6 أهداف)، عندما قفز إلى حاجز الثمانية أهداف بثلاث ركلات جزاء توزّعت بين الشوطين.

أكرم عفيف مهاجم منتخب قطر يحتفل بهدفه في شباك الأردن - 10 فبراير 2024
أكرم عفيف مهاجم منتخب قطر يحتفل بهدفه في شباك الأردن - 10 فبراير 2024 - Reuters

يتمتع عفيف بشخصية قوية، ورغم السعادة التي أظهرها بعد الفوز على إيران، اغتنم الفرصة للرد على المنتقدين معبّراً عن حزنه لعدم ترشيح قطر قبل البطولة "حزين لأنه لم يرشّحنا أحد قبل البطولة، وحزين لعدم الثقة بمنتخبنا".

لا يخشى من التطرّق إلى المشوار الأول للمنتخب في كأس العالم، حيث خسرت قطر مبارياتها الثلاث في اسوأ نتيجة لدولة مضيفة على الاطلاق "كل بطولة نخوضها نعمل خلالها على الاستفادة من دروس البطولات التي سبقتها، في كأس العالم كان الأمر صعباً لأننا كنا نشارك للمرة الأولى".

تابع "الآن نحن أصبحنا في وضع أفضل ولدينا خبرات متراكمة، خاصة من خلال فوزنا بلقب كأس آسيا بالنسخة الماضية، ومشاركتنا في كأس العالم على أرضنا".

 ثقة "تينتين"

حظي عفيف بثقة مدرّبه الإسباني "تينتين" ماركيس لوبيس الذي أشرف عليه في أكاديمية "اسباير" في الدوحة، وقال الأخير في هذا الصدد: "أشرفت على أكرم عندما كان شاباً وكنت أدرك حينها أنه لاعب رائع يستطيع صنع الفارق".

وتابع "أنا سعيد جداً الآن لرؤية تطوّر مستواه والوصول إلى ما وصل إليه اليوم".

جذب عفيف الاضواء لأول مرة خلال بطولة آسيا تحت 19 عاماً، عندما قاد منتخب بلاده إلى التتويج باللقب على حساب كوريا الشمالية عام 2014.

خاض أول مباراة رسمية في صفوف المنتخب الأوّل عندما أشركه مدرب المنتخب آنذاك الأوروغوياني دانيال كارينيو ضد بوتان عام 2015، حيث سجل عفيف هدفاً في المباراة التي انتهت بفوز كاسح لفريقه 15-0.

خاض ثلاث تجارب في القارة الاوروبية مع فياريال وسبورتينغ خيخون الاسبانيين وأويبن البلجيكي، قبل أن ينضم الى صفوف السد في 2018.

لم يقفل الباب امام العودة في أحد الأيام إلى أحد الأندية الأوروبية بقوله: "بطبيعة الحال اود اللعب في أوروبا غداً إذا أمكن، لكني لا أريد الذهاب إلى هناك لكي أكون أسير مقاعد اللاعبين الاحتياطيين وبالتالي من الأفضل في هذه الحالة انا ابقى في بلادي والعب".

لا شك أن تألقه في البطولة الحالية واختياره كأفضل لاعب فيها قد يعزّزان من حظوظه بالعودة للدفاع عن ألوان أحد الأندية الأوروبية قريباً.

تصنيفات

قصص قد تهمك