يحبه لاعبو ريال مدريد ويخافون منه.. من هو أنطونيو بينتوس؟

يعتبر الإيطالي أنطونيو بينتوس أحد أهم العناصر في الجهاز الفني لريال مدريد الذي يقوده كارلو أنشيلوتي، فهو شخص محبوب جداً من قبل اللاعبين، لكنهم يخافون منه أيضاً على المستوى المهني والاحترافي.

بينتوس هو مدرب اللياقة البدنية في النادي الملكي وهو رجل يبلغ من العمر 60 عاماً، متواضع جداً وخجول أحياناً كما يصفه من يعملون معه.

موقع "ذا أثلتيك" خصص مقالاً للحديث عن بينتوس ودوره في ريال مدريد، وطريقه تدريبه وتعامله مع اللاعبين.

يعشقه لاعبو ريال مدريد، تماماً مثل الجماهير، لكنهم يخشونه أيضاً على المستوى الاحترافي، وبينتوس يدرك ذلك. لخص جود بيلينغهام الأمر بشكل جيد للغاية في أسبوعه الأول مع النادي قائلاً: "بينتوس يحب قتلنا. أعتقد أن هذه هي وظيفته. لكن نعم، أنا أحبه. إنه رجل عظيم".

مفتاح اللياقة البدنية

بينتوس، المفتاح للحصول على اللياقة البدنية للاعبي ريال مدريد في فترة ما قبل الموسم، وهو أحد أهم الشخصيات في طاقم أنشيلوتي، إلى جانب ابنه ومساعده دافيد ومدرب حراس المرمى لويس يوبيس.

يحظى بينتوس باحترام كبير في ريال مدريد، حيث وصل من ليون في عام 2016، بطلب من المدرب زين الدين زيدان.

عندما غادر زيدان منصبه كمدير فني في عام 2018، تم تعيين جوليان لوبيتيغي الذي أحضر طاقمه الفني، وترك بينتوس في وضع حساس.

استمر النادي في إبقاء بينتوس على جدول الرواتب، وعندما تمت إقالة لوبيتيغي واستبداله بسانتياغو سولاري، عاد بينتوس إلى الأضواء، ولكن لفترة قصيرة فقط، قبل أن يرحل نحو إنتر ميلان ليعمل تحت قيادة أنطونيو كونتي في 2019.

وعندما عاد أنشيلوتي لتدريب ريال مدريد في فترته الثانية بعد رحيل زيدان في صيف 2021، وافق على إعادة تعيين بينتوس، حيث قام الرئيس فلورنتينو بيريز بالاتصال ببينتوس بنفسه.

مع استثناءات فردية قليلة جداً، تحت قيادة بينتوس، وصل فريق ريال مدريد في حالة جيدة استعداداً للموسم الجديد، وهناك عدة أسباب لذلك، منها الحالة الجيدة التي أنهى بها اللاعبون الموسم السابق، والخطط الفردية التي يرسلها بينتوس للاعبين لمتابعتها خلال إجازاتهم، والخوف الذي لديهم منه في حال عودتهم من الإجازة بحالة سيئة.

منهجية بينتوس

في منهجية بينتوس، تلعب التكنولوجيا وتحليل البيانات دوراً مهماً للغاية، حيث يتم جمع كل المعلومات ودراستها واستخدامها في إعداد الخطط.

إحدى الأدوات المستخدمة في فترة ما قبل الموسم هي قناع الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP)، الذي يساعد الموظفين على الحكم على الحالة البدنية للاعبين.

يُستخدم القناع لتسجيل وتحليل مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، وبناءً على النسب المئوية، يمكنه تخصيص برامج التدريب الخاصة بهم. ونشر ريال صوراً للاعبين يرتدون الأقنعة على منصاته المختلفة الشهر الماضي.

وقد سلط اللاعبون الذين عملوا تحت قيادة بينتوس الضوء على أهمية التكنولوجيا في أساليبه. وفي سندرلاند، حيث كان يعمل تحت قيادة غوس بويت، الذي كان مدرباً للفريق في الفترة من 2013 إلى 2015، كان يستخدم أجهزة تحديد المواقع (GPS) لتتبع أداء اللاعبين.

وقال قلب الدفاع السابق كارلوس كويلار لصحيفة "إلموندو" الإسبانية العام الماضي: "كان أنطونيو يتقدم بخطوتين عن البقية. ما يبدو الآن وكأنه شيء طبيعي بدا جديداً حقاً بالنسبة لي".

تم تصميم أسلوب بينتوس ليتناسب مع اللاعب ومركزه في الملعب. على سبيل المثال، أشار كويلار إلى أن قلب الدفاع لم يكن مضطراً إلى الركض بنفس القدر مثل الظهير الأيسر خلال التدريبات. وأشار بويت إلى أنه لا توجد "طريقة بينتوس" واحدة، ولكنها ظلت "تتأقلم وتتلاءم مع العصر".

شارك الإيطالي في تأليف بحوث أكاديمية تدرس استجابات معدل ضربات القلب أثناء الألعاب الصغيرة، والعلاقة بين القدرة المتكررة على العدو والعمر والبلوغ لدى اللاعبين الشباب. ويهدف ذلك إلى مساعدة المدربين على تقليل مخاطر الإصابة والإفراط في التدريب لدى اللاعبين في مراحل مختلفة من تطورهم.

تأثير سلبي

بينتوس محبوب ومحترم في مدريد، لكن البعض يعتقد أن أساليبه تؤثر بشكل سلبي على الأداء البدني للاعبين خلال منتصف الموسم.

تقول النظرية إن فرق بينتوس تعاني عادة من تراجع في شهر يناير، وهو أمر يحاول هو وطاقمه مواجهته. يقول بعض أولئك الذين كانوا قريبين من بينتوس، إنه على علم بالتسمية التي أُطلقت على هذا التراجع "فالي بينتوسيان" أو "وادي بينتوس".

لكن الحجة المضادة لهذه الفكرة ستأخذ في الاعتبار أيضاً الطبيعة غير المعتادة لذلك الوقت من العام، مع لعب عدد قليل جداً من المباريات خلال العطلة الشتوية، والعامل النفسي لدى اللاعبين نتيجة لاحتمال فقدان حدة المباريات.

إصابة كورتوا وميليتاو

في هذه الأثناء، فقد ريال مدريد بالفعل لاعبين رئيسيين بسبب إصابات الرباط الصليبي الأمامي هذا الموسم، وهما حارس المرمى تيبو كورتوا وإيدير ميليتاو، بينما يغيب أردا غولر لفترة طويلة بسبب إصابة في الركبة.

بعد تعرض ميليتاو للإصابة في المباراة الافتتاحية لريال مدريد في الدوري الإسباني، سأل موقع "ذا أثلتيك" مصادر النادي عما إذا كانوا قلقين من أن التدريبات التحضيرية للموسم أو الاستعدادات الأخرى قد لعبت دوراً في الإصابات، وقالوا إن إصابتي كورتوا وميليتاو كانتا ببساطة بسبب سوء الحظ.

ويغيب أيضاً فينيسيوس جونيور وداني سيبايوس بسبب إصابات عضلية، والتي تُعزى بشكل أكثر شيوعاً إلى التدريبات البدنية، على الرغم من أن النادي ليس لديه أي شك بشأن عمل بينتوس.

وقال أنشيلوتي عند سؤاله عن مشاكل الرباط الصليبي الأمامي التي يعاني منها ميليتاو وكورتوا: "الأمر صعب ومعقد للغاية، لأنه مع إصابة في الركبة، عليك تقييم أشياء كثيرة. كان ميليتاو في حالة جيدة من حيث القوة، وكورتوا كذلك. جميع البيانات التي تم تقييمها هذه الأيام لم تنذرنا بأي شيء، لذلك أعتقد أنه كان حظاً سيئاً".