لماذا بايرن ميونيخ الخيار الأكثر واقعية لهاري كين؟

يرى النقاد الإنجليز ووسائل الإعلام الرياضية الكبرى، العملاق الألماني بايرن ميونيخ الخيار الأمثل والأكثر واقعية بالنسبة للمهاجم الدولي الإنجليزي هاري كين خلال الميركاتو الصيفي 2023، من أجل تنفيذ الخطوة التي طال انتظارها بالرحيل عن توتنهام هوتسبير.

ويبحث هاري كين عن أول بطولة له بعد تجاوزه الـ 29 عاماً، ويبدو أنه على مقربة هذه المرة من اتخاذ قرار الرحيل عن شمال لندن، والموافقة على عرض بايرن ميونيخ الأكثر ملائمة من غيره، سواء من الناحية المادية أو التنافسية.

ولم تنجح خطط هاري كين للبقاء في إنجلترا لمواسم قادمة أو الانتقال إلى العملاق الملكي ريال مدريد، حيث يتواجد إيرلينغ هالاند في مانشستر سيتي، وجاره مانشستر يونايتد غارق في مسألة بيع الأسهم، وريال مدريد غير قادر على تلبية طلبات دانييل ليفي المالية، أو غير راغب في كسر نظرته المحببة نحو كيليان مبابي بالاتجاه نحو مهاجم جديد يستطيع خلافة أسطورته كريم بنزيما.

لذا عندما تخيل هاري كين الرحيل عن توتنهام هذا الصيف، فلم يجد أفضل من بايرن ميونيخ والدوري الألماني، وهذا ليس خياره الأكثر واقعية فحسب، بل أيضاً كما ذكر موقع ذا أثلتيك الأميركي يوم أمس بـ "الخيار المفضل له".

وحاول موقع ذا أثلتيك الرد على تساؤلات الجمهور الإنجليزي حول مدى واقعية انتقال هاري كين إلى بايرن ميونيخ، من عدة زوايا، كان أبرزها إمكانية مُنافسته على تحطيم الأرقام القياسية السابقة للاعب البولندي الشهير روبرت ليفاندوفسكي، فضلاً عن سهولة تحقيق عدد كبير من البطولات المحلية في غضون 3 أو 4 مواسم قادمة، وهو شيء قد لا يحظى به في إنجلترا أو إسبانيا.

لكن بالنسبة للناحية التنافسية، سيتم تصوير خطوة رحيل هاري كين عن توتنهام من أجل المسابقة التي فاز بها نفس النادي 11 مرة على التوالي خلال السنوات الماضية، بالمخيبة للآمال فيما يتعلق بالتحديات الجديدة، فلن تكون مهمته لتحقيق الأرقام والبطولات بالصعبة.

مميزات ألمانية لم يحظ بها هاري كين

يقول موقع ذا أثلتيك "من السهل تشويه سمعة البوندسليغا ببعض الضربات، إلا أنها مسابقة لديها الكثير من المميزات التي تلفت انتباه هاري كين، فمن شأنها أن تمنحه مكانة غير عادية، حيث سيُحاط بمجموعة من اللاعبين العالميين الذين قد يضاعفون من قوته لا سيما على صعيد دوري أبطال أوروبا، كما أنه سيجد الراحة لكاحليه المدمرين من كرة القدم الإنجليزية على مدى عقد من الزمان".

على أي حال، العرض المقدم من بايرن ميونيخ مُقنع للغاية، فمن الصعب تقدير حجم هذا النادي، فإذا كان هناك فريق ما خارج إنجلترا يحظى بتركيز إعلامي مماثل للذي تحظى به أندية مانشستر سيتي وأرسنال وتشيلسي ومانشستر يونايتد وليفربول، فلن يكون سوى الثلاثي بايرن ميونيخ وريال مدريد وبرشلونة.

ويحصل بايرن ميونيخ على تغطية صحفية مُتكاملة في الصحافة الوطنية، وجميع قصصه تنشر بصورة مستمرة، رغم أنه كان وجهة ضعيفة بالنسبة للعديد من اللاعبين والمدربين في الماضي، مثل كارلو أنشيلوتي، وساديو ماني ودايو أوباميكانو.

لكن في ملعب أليانز أرينا يُحدق عظماء النادي السابقين من المدرجات في كل صغيرة وكبيرة تخص الفريق، ويتحدثون دون شفقة عندما لا تسير الأمور على ما يُرام سواء في وسائل الإعلام أو على التلفزيون أو من مقاعد الملعب نفسه، ولا يخجلون أبداً من قول الحقيقة حين لا يتم الوفاء بالمعايير، وهذا في حد ذاته تحد كبير بالنسبة لهاري كين.

قبل بضعة أشهر وصل النقد إلى يوليان ناغلسمان على أرض الملعب، لدرجة أنه تم إقصاؤه من تدريب الفريق بينما لا يزال في طريقه للفوز بثلاثية الدوري الألماني وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا، ولم يكن النادي مهتماً حتى بمنحه الفرصة للوصول إلى رقم عالمي.