أخفق صائد البطولات، جوزيه مورينيو، في إهداء فريق روما الإيطالي لقب الدوري الأوروبي للمرة الأولى في التاريخ منذ ستينيات القرن الماضي، بعدما سقط أمام خصمه إشبيلية الإسباني بفارق ركلات الجزاء الترجيحية 1/4، في المباراة النهائية التي أقيمت مساء الاربعاء 31 مايو على ملعب بوشكاش آرينا في العاصمة المجرية بودابيست، وامتدت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس 1 يونيو بسبب الاحتكام لأشواط إضافية.
تأخر إشبيلية -البطل القياسي لبطولة الدوري الأوروبي برصيد 7 مرات - خلال الشوط الأول من اللقاء، لكن بعد إجراء بعض التعديلات والتغييرات مطلع الشوط الثاني على تشكيلته نجح في تعديل النتيجة 1/1 بنيران صديقة، لتتحول المباراة إلى اكسترا تايم ومن ثم ركلات جزاء ترجيحية ابتسمت للاعبيه والحارس المغربي المتألق ياسين بونو الذي تصدى لركلتين، واحدة بالقدم والأخرى بأطراف أصابعه.
وبهذا التتويج يتأهل إشبيلية "رسمياً" إلى منافسات دوري أبطال أوروبا موسم 2024-2023 للمرة الثالثة في التاريخ بواسطة الدوري الأوروبي.
ترجم روما سيطرته الميدانية خلال الدقائق الأولى من المباراة بهدف حمل توقيع النجم الأرجنتيني باولو ديبالا في الدقيقة 35 بتسديدة أرضية رائعة من داخل منطقة العمليات.
وتسلم باولو ديبالا المنطلق خلف المدافعين، تمريرة بينية مُتقنة من المدافع جيانلوكا مانشيني الذي استخلص الكرة من إيفان راكيتيتش ثم وضعها بين الخطوط نحو ديبالا الذي مهدها لنفسه وسدد بالقدم اليسرى على يسار ياسين بونو.
انكمش بعدها روما في الخطوط الخلفية، محاولاً الحفاظ على الهدف الوحيد، إلا أن شباكه كادت تتلقى هدفاً رائعاً في الدقيقة 45+4 من تصويبة بعيدة المدى لقائد الوسط إيفان راكيتيتش، غير أن القائم الأيسر ناب عن الحارس روي باتريسيو.
بعد انتهاء الشوط الأول بتقدم روما 1-0، قرر المدير الفني لنادي إشبيلية خوسيه لويس مينديليبار اللجوء لدكة البدلاء لحل مشكلة الوسط العاجز عن إيصال أوكامبوس ويوسف النصيري للمرمى.
مينديليبار يقلب الطاولة على مورينيو
قام مينديليبار بإشراك النجم الأرجنتيني إيريك لاميلا بدلاً من بريان خيل، وأشرك صانع الألعاب الإسباني سوسو محل أوليفر توريس، وجنى ثمار تلك التغييرات بفضل تراجع المردود البدني والفني لروما خاصةً بعد خروج ديبالا وأبراهام.
تسببت التغييرات أولاً في تحسن مردود إشبيلية على مستوى استخلاص الكرة من الخصم، والاستحواذ والسيطرة في نصف ملعب روما وعلى الطرفين.
وبعد سلسلة من محاولات إشبيلية بفضل التقدم المستمر للظهير الأيمن المخضرم خيسوس نافاس، نجح النادي الأندلسي في تعديل النتيجة 1/1 عند الدقيقة 55 بنيران صديقة.
وأخطأ مدافع روما، جيانلوكا مانشيني، صاحب تمريرة هدف تقدم فريقه، في التعامل مع كرة خيسوس نافاس العرضية، فبدلاً من تشتيتها خارج منطقة الستة ياردات أمام يوسف النصيري، أودعها بشكل غريب في المرمى!
ومع استمرار هيمنة إشبيلية، أحتسب الحكم الدولي الإنجليزي أنتوني تايلور ركلة جزاء في الدقيقة 76 بعد سقوط الأرجنتيني لوكاس أوكامبوس داخل المنطقة إثر احتكاك مع المدافع البرازيلي إيبانيز.
لكن بعد مُراجعته لتقنية الفيديو المساعد (الفار)، تبيّن للحكم أنه كان على خطأ في إطلاق صافرته ليلغي ركلة الجزاء ويطلب عمل اسقاط في الدقيقة 78، وسط مطالبات من جوزيه مورينيو ببطاقة صفراء ضد أوكامبوس للتمثيل.
وشهدت الدقيقة 82 مُطالبة روما باحتساب ركلة جزاء ضد لاعب وسط إشبيلية فيرناندو، بعد تصديه لعرضية ماتيتش باليد اليسرى بشكل واضح، لكن الحكم أشار باستمرار اللعب مع منح مساعد مورينيو بطاقة صفراء للاحتجاج، ودون مراجعة الحالة بتقنية الفار.
وكاد اللاعب البديل في صفوف روما، أندريا بيلوتي، ينجح في تسجيل هدف التتويج بالبطولة، حين حصل على تمريرة طولية من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 85، انفرد على إثرها بالحارس بونو، لكن تسديدته من لمسة واحدة ذهبت جوار القائم الأيمن بنصف ياردة!.
وكان أندريا بيلوتي أخذ مكان الإنجليزي تامي أبراهام في الدقيقة 75، كما شارك الهولندي فينالدوم محل الأرجنتيني باولو ديبالا الذي تراجعت لياقته البدنية كثيراً في الشوط الثاني.
وخلال الدقيقة الأخيرة من الوقت المُحتسب بدل من ضائع (90+5) أطلق أحد لاعبي إشبيلية تسديدة خطيرة من خارج منطقة الجزاء فشل الحارس روي باتريسيو في الامساك بها لترتد وتُمرر من جديد إلى فرناندو الذي سدد من حوالي 20 ياردة لتمر كرته جوار القائم الأيمن ليصفر بعدها الحكم معلناً اللجوء لأشواط إضافية (إكسترا تايم) لحسم الفائز بلقب البطولة.
ولم يجد جديد في الأشواط الإضافية، حيث بسط إشبيلية سيطرته على الكرة، وحاول انهاء المباراة لصالحه بشتى الطرق لتجنب لعب ركلات جزاء ترجيحية، على الرغم من امتلاكه للحارس المغربي البطل ياسين بونو الذي تصدى لثلاث ركلات في مباراة بلاده أمام إسبانيا في ثمن نهائي كأس العالم 2022.
وفشلت جميع محاولات إشبيلية لتسجيل هدف قاتل، حتى بعد احتساب 7 دقائق كوقت بدل من ضائع للشوط الإضافي للثاني بعد تعمد لاعبي روما السقوط بشكل متكرر.
بونو يتألق في ركلات الجزاء
افتتح إشبيلية ركلات الجزاء الترجيحية عن طريق لوكاس أوكامبوس الذي سدد بكل قوة، ورد عليه كريستانتي بركلة التعادل 1/1، ليتقدم بعدها لاميلا للنادي الإسباني بتسديدة مركزة على يسار الحارس روي باتريسيو.
وأهدر مدافع روما مانشيني بتصد مذهل من ياسين بونو بالقدم، ثم أضاع زميله في الدفاع روجر إيبانيز بعد لمسة بأطراف الأصابع من بونو قبل أن ترتطم كرته في القائم الأيمن، بينما سجل لإشبيلية راكيتيتش وغونزالو مونتيل الركلتين الثالثة والرابعة، وجاءت الرابعة بعد الإعادة بسبب تقدم روي باتريسيو من على خط المرمى، ليفوز إشبيلية بركلات الترجيح بنتيجة 1/4.