يعّول بنفيكا البرتغالي على مهاجمه غونزالو راموس لتخطي عقبة إنتر الإيطالي، في الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وبلوغ المربع الذهبي للمرة الأولى منذ عام 1990.
اعتاد راموس، رغم صغر سنه (21 عاماً)، على التعايش مع الضغوطات، وتحديداً في مونديال قطر في ديسمبر الماضي عندما قرر مدرب البرتغال حينها فرناندو سانتوش إشراكه أساسياً بدلاً من كريستيانو رونالدو أمام سويسرا في دور ثمن النهائي.
لم يخيّب راموس الآمال المعقودة عليه، فسجّل ثلاثية في الفوز الساحق لـ "سيليساو" أوروبا (6-1) ووقف في دائرة الضوء بعد أن ظهر لأول مرة على المستوى الدولي قبل أسابيع قليلة فقط، في مباراة ودية.
في مارس الماضي، تألق راموس مجدداً أمام كلوب بروج البلجيكي في إياب ثمن نهائي المسابقة القارية الأم بتسجيله هدفين من خماسية فريقه (5-1) ليقود بنفيكا إلى ربع النهائي للموسم الثاني توالياً.
تشكّل زيارة إنتر إلى لشبونة الثلاثاء في ذهاب ربع النهائي فرصة للمهاجم البرتغالي لوضع نفسه في قلب نافذة الانتقالات، كما فعلت قبله العديد من المواهب الشابة في بنفيكا.
وآخر هذه المواهب لاعب الوسط الأرجنتيني إنزو فرنانديز المنضم إلى تشيلسي الإنجليزي في يناير مقابل صفقة تاريخية بلغت قيمتها 121 مليون يورو بعد تتويجه بلقب مونديال قطر مع الأرجنتين، ليسير على خطى من سبقه على غرار جواو فيليكس (لاعب تشلسي المعار من أتلتيكو مدريد الاسباني) وروبن دياز والحارس البرازيلي إيدرسون (مانشستر سيتي).
تقدّم راموس خطوة إلى الأمام في تشكيلة بنفيكا عقب رحيل المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز إلى ليفربول الصيف الماضي مقابل 75 مليون يورو. وبات المهاجم الشاب النقطة المحورية في قلب الهجوم، بعد أن لعب دور المساند لنونييس وآخرين منذ بداياته في عام 2020.
وصل راموس إلى الفريق الأول قادماً من أكاديمية بنفيكا بعدما انضم إليها في سن الـ 12 عاماً، وبعد قرابة عقد من الزمن باتت أبرز الأندية الأوروبية تطارده للظفر بتوقيعه.
وارتبط أخيراً اسم المهاجم البرتغالي بريال مدريد الاسباني ومانشستر يونايتد وتشيلسي، في حين أوصى الهولندي باتريك كلويفرت ناديه السابق برشلونة بالتعاقد معه.
اقرأ أيضا: غوارديولا يستشهد بمايكل جوردان لتبرير إخفاقه في دوري الأبطال
"موسم رائع"
ساهمت أهداف راموس في الدوري هذا الموسم (17 في 23 مباراة) في إحكام بنفيكا قبضته على الصدارة متقدماً بفارق 7 نقاط عن أقرب مطارديه غريمه التقليدي بورتو.
ورغم خسارته في عقر داره أمام بورتو (1-2) الجمعة ضمن منافسات المرحلة 27، إلا أن راموس كان الأخطر بإصابة القائم ما أجبر حارس الفريق الضيف ديوغو كوشتا على ارتكاب خطأ وهز شباكه في الدقيقة العاشرة، قبل أن ينتفض بورتو ويقلب النتيجة لصالحه.
كما سجل راموس 7 أهداف في 12 مباراة في دوري الأبطال، بما فيها الأدوار التأهيلية.
وقال مدرب المنتخب البرتغالي الجديد روبرتو مارتينيز في مارس إن "غونزالو يخوض موسماً رائعاً في ناديه" رغم أنه يعتمد حالياً على المخضرم رونالدو.
وارتبط راموس بعلاقة وطيدة داخل المستطيل الأخضر مع جواو ماريو الذي يمر بأفضل فترة تهديفية في مسيرته، حيث يستفيد لاعب خط وسط إنتر ووست هام الإنجليزي السابق من لعب مواطنه المتطور والجيد، بعدما قضى مواسم عدة يدعم المهاجمين.
وبدوره، أثنى كارلوس كارفاليال مدرب براغا السابق وسيلتا فيغو الإسباني الحالي على راموس قائلاً "قبل كل شيء، هو لاعب فريق".
وتابع "لديه مزيج غير عادي. يعمل ويركض ويقاتل- وهو لاعب جيد. يضرب بشكل جيد برأسه وقدميه".
وذهب البعض الآخر في تشبيه راموس بمهاجم بايرن ميونيخ الألماني توماس مولر، وهو أمر أشاد به المهاجم البرتغالي على الرغم من أنه أقوى في الضربات الهوائية. وقال "أعتقد أن لديّ بعض أوجه التشابه معه، وهو أيضاً مثال لي. أحب المقارنة به".
وإعراباً عن التقدير لما يقوم به راموس وأهميته للفريق، منحه زميله رافا سيلفا الذي نال لقب أفضل لاعب في مباراة كلوب بروج (5-1) في إياب ثمن النهائي الجائزة بعد هدفيه.
لم يذق بنفيكا طعم الخسارة على الساحة الأوروبية هذا الموسم وقد بنى إنجازاته على أسس دفاعية صلبة، وهو يدرك جيداً أنه يملك فرصة نادرة لبلوغ نصف نهائي دوري الأبطال في حال كان راموس في قمة مستواه التهديفي.