أنييلي يهاجم الخليفي وتشيفرين وإنفانتيو مدافعاً عن "سوبر ليغ"

تحدث أندريا أنييلي الرئيس السابق لنادي يوفنتوس الإيطالي في مقابلة مطولة مع صحيفة "التيليخراف" الهولندية، نقلها موقع "فوت ميركاتو"، عن الحالة الصحية الحالية لكرة القدم الأوروبية، ورأيه في إطلاق مشروع "سوبر ليغ" في القارة العجوز.

وخرجت فكرة الدوري الممتاز "سوبر ليغ" في أبريل من عام 2021، قبل أن تنهار في غضون 48 ساعة فقط، بعد أن واجهت ضغطاً شعبياً كبيراً من فئة كبيرة معارضة، ما اضطر معظم الأندية إلى الانسحاب.

وتحدث أنييلي بإسهاب عن الهدف الرئيسي من المسابقة، وعن اعتبارها الحل المناسب لكرة القدم الأوروبية.

عيوب اقتصادية

عبر أنييلي، الذي أعلن مؤخراً عن انسحابه من جميع شركاته المدرجة (Exor و Stellantis وبالتالي يوفنتوس)، عن أسفه للوضع الحالي.

ودق الرئيس السابق لليوفي ورابطة الأندية المحترفة الأوروبية ناقوس الخطر لمستقبل كرة القدم الأوروبية، قائلاً: "إن تكافؤ الفرص هو الآن حلم بعيد المنال في أوروبا، لكن يجب أن نسعى جاهدين لتحقيقه. هنا يكمن التحدي".

وتابع، قبل أن يُشير إلى العيوب التي تم تحديدها، قائلاً: "إذا تم الحفاظ على النظام الحالي، فإن الفجوة بين الأندية الإنجليزية والإسبانية على وجه الخصوص، والأندية الأخرى ستتسع، باستثناء باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ. في حين أن ما يجب اتباعه هو المزيد من الديمقراطية الرياضية. ألا يحق للنادي البولندي أن ينجح؟ ألا يمتلك المشجعون البولنديون ما يكفي من الشغف بكرة القدم؟".

وأشار أنييلي بشكل خاص إلى عدم وجود موثوق اقتصادي لمختلف الأندية الأوروبية: "يجب كسر احتكار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لمنح الأندية مستقبلاً مستقراً من الناحية المالية. تُوج أياكس بطلاً لهولندا في 2019، وفاز بكأس هولندا وكأس السوبر، وبلغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. بعد شهرين، كان من الممكن إقصاء النادي من الدور التمهيدي لدوري الأبطال".

وتابع: "مع وجود الكثير من عدم اليقين، لا يمكنك اتخاذ قرارات مستدامة وطويلة الأجل. لهذا السبب أؤيد نظام الدوري في كرة القدم الأوروبية، مع المزيد من الفرص المالية والرياضية لجميع الأندية. قبل التطرق أيضاً إلى موضوع جاذبية كرة القدم الحالية، بأخذ مثال باريس سان جيرمان".

وأوضح: "نرى ميولاً لأن تصبح البطولات المحلية أقل جاذبية في النظام الحالي.. ما هي قيمة البطولة الفرنسية مع باريس سان جيرمان كبطل أبدي؟ أو البطولات الإيطالية، وحتى البطولات الألمانية والإسبانية في تراجع. فقط الدوري الإنجليزي هو الذي ينمو وينمو، وهو بالفعل ممتاز".

وقال أيضاً في المقابلة: "إنهم يجمعون حوالي 4 مليارات يورو سنوياً، وإسبانيا حوالي النصف، وألمانيا 1.5 مليار يورو وهولندا 100 مليون يورو. الهيمنة الإنجليزية تهدد كرة القدم الأوروبية أيضاً".

وواصل أنييلي الذي يخضع للتحقيق أيضاً في قضية التلاعب بالحسابات التي تورط فيها ناديه السابق يوفنتوس: "في دوري أبطال أوروبا، منذ ربع النهائي، يدور كل شيء حول الأندية الإنجليزية و3 أو 4 آخرين مثل ريال مدريد، برشلونة، باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ، مع بعض الاختراقات مثل أياكس في عام 2019".

أنييلي ينتقد الفيفا واليويفا والخليفي

وأبدى أنييلي قلقه بشأن هذه الهيمنة المحلية ونقص الجاذبية في كرة القدم، حيث تحول أنييلي مرة أخرى إلى مدافع قوي عن "سوبر ليغ"، قائلاً: "يجب أن يظهر الدوري الممتاز لأنه إذا ظل متوقفاً كما هو عليه اليوم، فإن عامة الناس سيبتعدون عن كرة القدم".

وتساءل أنييلي: "هل سيستمر الناس في مشاهدة كرة القدم الدولية في هولندا إذا لم يحظ أياكس أو فينورد أو آيندهوفن بفرصة الفوز أو حتى المنافسة؟".

وتابع: "ومن هنا جاء دوري السوبر الأوروبي مع عدة أقسام بنظام الصعود والهبوط. في ظل ظروف توفر فرصاً متكافئة للأندية. فكر في 60 أو 80 نادياً في جميع أنحاء أوروبا. بفضل خبرتي التي امتدت 13 عاماً في تسيير كرة القدم، أعرف كيف تسير الأمور. لدي الكثير من العلاقات مع الأندية، والعديد منهم يفضلون مشهد كرة قدم مختلف".

وانتقد الرئيس السابق لليوفي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وقادته والمدافعين عنه، قائلاً: "فقط الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) يحتكر ويبطئ كل شيء. لذلك تُدافع الأندية عن موقفها وتلتزم باليويفا. ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان. رجل لطيف. لقد دعم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لأن أي بطولة أخرى ليست في مصلحة قطر، مالكة باريس سان جيرمان. يجب ألا تتوقع أي تغييرات منه".

وأضاف: "تشيفيرين وإنفانتينو سيفعلان كل ما يلزم للبقاء في مركز القوة. لتأمين امتيازاتهما. هل سمعت ما يقوله تشيفرين في الفيلم الوثائقي لشركة أبل؟ بصفته رئيساً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فإنه يشعر بنفس القوة التي يتمتع بها الملك، ويتحدث مثل رئيس الوزراء عن تنظيم المسابقات".

وأثناء انتظار الحكم النهائي لمحكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي في هذه القضية، أراد أندريا أنيلي أخيراً، إرسال رسالة قوية إلى الهيئة التي سيتعين عليها اتخاذ قرار في هذا الصراع.

وقال:"أنا في الـ47 من عمري، لذا فأنا أصغر من أن أفعل شيئاً. بصفتي أوروبياً مقتنعاً، لدي ثقة كاملة في المحكمة، لكنني لا أريد التكهن بالنتيجة، رغم أنني آمل أن يغير الحكم الوضع الراهن. كما تعلم، إنها كرة القدم، علينا انتظار المحكمة قبل أن نتمكن من إنهاء العمل على نموذج دوري السوبر الأوروبي الجديد. في خططنا، تسود مصالح جميع الأطراف والأندية والمشجعين واللاعبين المهتمين".