خَلف الحارس الشهير "هوجو لوريس" العديد من التساؤلات في الشارع الرياضي الفرنسي، عن خليفته في حراسة مرمى منتخب الديوك، بعدما قرر اعتزال اللعب الدولي مساء اليوم الاثنين، في مفاجأة غير متوقعة.
ووصل هوجو لوريس حين شارك مع فرنسا في نهائي كأس العالم 2022 إلى مباراته الدولية الـ 145، وهو رقم قياسي غير مسبوق لأي حارس مرمى مَثل الديوك.
وكان باستطاعة الحارس المُحترف في الدوري الإنجليزي الممتاز رفقة توتنهام هوتسبير، مواصلة مشواره في قيادة منتخب فرنسا، نظراً لانعدام المنافسة على مركز الحارس رقم 1 في الفريق، بالاضافة إلى صغر سنه.
وبالنسبة للعديد من الحراس في كرة القدم، يبدأ طريق النجومية الحقيقي معهم من بعد الـ 35 سنة.
وهوجو لوريس احتفل بعيد ميلاده الـ 36 في نهاية شهر ديسمبر الماضي فقط، وهو أنسب سن لبدء مشوار النجومية في مركز حراسة المرمى، مثلما حدث مع الحارس الهولندي إيدوين فان دير سار حين التحق بصفوف مانشستر يونايتد من فولهام عام 2005 بعمر 35 سنة ليقوده بعدها لثلاث نهائيات في دوري أبطال أوروبا بالفترة من 2008 و2011 وعدة ألقاب محلية.
وقال هوجو لوريس لصحيفة ليكيب عن اعتزاله للعب الدولي "ليس من السهل إعلان ذلك. لكن بعد 14 سنة دافعت فيها عن قميص المنتخب بسعادة كبيرة وبفخر ومسؤولية، أعتقد أنني وصلت إلى النهاية".
وفسر لوريس سبب اعتزاله الدولي إلى رغبته في التفرغ لشؤون عائلته، ومحاولة تحقيق نتائج إيجابية خلال ما تبقى له مع نادي توتنهام هوتسبير.
مَن سيخلف لوريس في حراسة مرمى فرنسا؟
لا يوجد الكثير من الأسماء الخبيرة المُرشحة لارتداء الرقم 1 في منتخب فرنسا، باستثناء حارس مرمى نادي رين "ستيف مانداندا" الذي لعب بالفعل 35 مباراة دولية.
إلا أن مسيرة مانداندا ككل قاربت على النهاية، وليس فقط مسيرته الدولية، نظراً لتقدمه في السن، حيث سيكمل عامه الـ 38 في العطلة الدولية القادمة بنهاية شهر مارس.
بالتالي سيعتمد ديديه ديشان إما على حارس مرمى ميلان "مايك مانيان" أو حارس وست هام يونايتد "ألفونس أريولا" في السنوات القادمة.
وحصل الحارس ذو الأصل الكونجولي على ما يكفي من فرص للعب مع منتخب فرنسا منذ عام 2008، من قبل ظهور هوجو لوريس، لكنه لم يستطع إثبات نفسه كأساسي في جميع الاختبارات بسبب الهفوات الفردية القاتلة التي كان يقترفها.
يكفي القول أن ستيف مانداندا خاض 7 مباريات في تصفيات كأس العالم 2010، استقبل خلالها 7 أهداف، ولم يستطع الحفاظ على نظافة شباكه سوى في مباراتي ليتوانيا ومباراة أمام جزر الفارو، ما دفع المدير الفني رامون دومينيك نحو وضعه على الدكة في النهائيات وتفضيل الاكتشاف الجديد "هوجو لوريس" عليه.
وبسبب تقدمه في السن وضعف أرقامه، سيواصل ستيف مانداندا الجلوس على دكة بدلاء فرنسا خلال التصفيات القادمة لكأس أمم أوروبا 2024 في ألمانيا، وتصفيات كأس العالم 2026.
ولم يكن لديديه ديشان ليستعين به حين قرر إراحة هوجو لوريس في مباراة تونس بالجولة الثالثة من دور مجموعات مونديال 2022، لو كان حارس مرمى ميلان "مايك مانيان" متاحاً للاختيار، لكن الإصابة التي تعرض لها قبل بداية البطولة بعدة أسابيع حرمته من منافسة لوريس على لعب الأدوار الأولى.
لماذا مستقبل مايك مانيان مُهدد في حراسة فرنسا؟
اكتسب مايك مانيان، 27 عاماً، الكثير من الخبرات منذ تصعيده للفريق الثاني لنادي باريس سان جيرمان عام 2012، واستطاع الحفاظ على مركزه الأساسي في تشكيلة ليل لسنوات طويلة قاد خلالها الفريق لتحقيق لقب الدوري الفرنسي عام 2021 لينتقل بعدها إلى ميلان الإيطالي، لكن مستقبله مُهدد مع فرنسا بسبب الإصابة ولاستعداد أكثر من حارس في الوقت الحالي للانقضاض على الرقم 1 بعد اعتزال لوريس.
في أول موسم لمايك مانيان مع ميلان 2022/2021 أثبت نفسه سريعًا، فقد كان أحد الأسباب الرئيسية في التتويج بلقب الدوري المحلي الغائب عن خزائن النادي منذ 11 سنة.
وحافظ مانيان على نظافة شباكه في 19 مباراة مع ميلان في جميع المسابقات الموسم الماضي.
وفي بداية موسم 2023/2022 لعب مانيان 9 مباريات وحافظ على نظافة شباكه مرتين في الدوري الإيطالي أمام ساسولو وبولونيا، قبل تعرضه للإصابة أمام النمسا ببطولة دوري الأمم الأوروبية يوم 22 سبتمبر الماضي.
من المؤكد بعد تخلصه من الإصابة، سيعتمد ديشان عليه، إلا أن فترة غيابه قد تشهد استغلال حارس باريس سان جيرمان الأسبق "ألفونس أريولا" للفرصة كي لا يعيش نفس سيناريو ستيف مانداندا الذي عاش الـ 12 سنة الماضية في ظل هوجو لوريس!
وسجل آريولا مشاركته في 75 مباراة مع الفريق الأول لباريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي في الفترة من 2009 إلى 2020، وعاش تجربة مميزة في الدوري الإسباني مع فياريال وريال مدريد، وكان حارساً أساسياً في فولهام الإنجليزي، لكنه حالياً يجلس بديلاً في وست هام يونايتد الذي التحق بصفوفه بشكل رسمي في صيف 2022 بعد تعافيه من الإصابة التي غيبته عن جميع مباريات الموسم الماضي.
وظهر آريولا للمرة الأولى كأساسي مع منتخب فرنسا في سبتمبر 2018 عندما تعادلت بلاده من دون أهداف أمام ألمانيا في دوري الأمم الأوروبية، ولعب بعدها 4 مباريات دولية فقط أمام هولندا وبوليفيا والنمسا والدنمارك، ولم تهتز شباكه سوى مرة واخدة أمام هولندا في دوري الأمم يوم 9 سبتمبر 2018!.
سيحتفل ألفونس آريولا بعيد ميلاده الـ 30 في نهاية فبراير المقبل، ويُعد ثاني أطول حراس منتخب فرنسا بعد حارس مرمى نانت "ألبان لافون" الذي يصل طوله ل 1.96.
أما الحارس الفرنسي الشاب ألبان لافون، صاحب الـ 23 سنة، والمولود في بوركينا فاسو، فمنذ عام 2015 ويلعب كأساسي مع أنديته بمنافسات الدوري الفرنسي، قد يكون هو المفاجأة الكبيرة.
ذاد لافون عن مرمى تولوز في 98 مباراة بالدوري الفرنسي، و34 مباراة رفقة فيورنتينا الإيطالي موسم 2019/2018، ليعود كمعار لنادي نانت الذي لعب له حتى الآن أكثر من 119 مباراة في آخر ثلاث سنوات.
وسيصعب على حارس مرمى أوكسير "بينوا كوستيل" الحصول على فرصة، حيث بلغ عامه ال35، وليست لديه سوى مشاركة دولية يتيمة في سجله ترجع إلى عام 2016 في لقاء ودي ضد كوت ديفوار.
ترى مَن سيختار ديشان لحين عودة مانيان من الإصابة؟ الحارس العجوز مانداندا كثير الأخطاء؟ أم بالحارس البديل في وست هام ألفونس أريولا؟ أم يُجازف بتجربة الموهبة الصاعدة بسرعة الصاروخ ألبان لافون؟ هذا ما سنتعرف عليه في فترة التوقف الدولية القادمة.