
أكمل هداف كأس العالم 2022، كيليان مبابي، عامه الـ 24، اليوم الثلاثاء، بعد ساعات قليلة من خسارته للنهائي الحلم أمام المنتخب الأرجنتيني على استاد مدينة لوسيل القطرية.
ربما تكون ذكرى احتفال كيليان مبابي بعيده ميلاده الـ 24 فرصة مثالية لهواة الأرقام، من أجل إثبات نقطة تقدمه النسبي من الناحية الإحصائية على لاعبين آخرين ذاقوا طعم النجومية في نفس الفترة من عمرهم أمثال لويس رونالدو نازاريو دا ليما، ليونيل ميسي، كريستيانو رونالدو، تييري هنري وكريم بنزيمة.
تؤكد احصائيات شبكة أوبتا العالمية أن بطل كأس العالم 2018، وصاحب 12 هدفًا في نسختين فقط من المونديال، يسير بسرعة جنونية نحو تحطيم جميع الأرقام القياسية التي تحققت على مدار الثلاثة عقود الماضية.
لكن محطة RMC الفرنسية علقت على احصائيات أوبتا عن مبابي، برفض تكوينها لأفكار تكون قاعدة راسخة في كرة القدم بسبب اختلاف الأزمان وأساليب اللعب من دوري لآخر.
ودائمًا ما تكون ممارسة المقارنات محفوفة بالمخاطر خاصةً عندما يتعلق الأمر بوضع أفضل الهدافين في تاريخ كرة القدم وجهًا لوجه في وجه للمقارنة.
لكي تكون الرؤية كاملة دائمًا، يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار خصوصيات كرة القدم الأخرى، المتعلقة باختلاف كل حقبة زمنية عن الزخرى، فلا يمكن مُقارنة فترة الكاتيناتشو في أواخر التسعينيات مع فترات أخرى لكرة القدم، كما أن مستوى الدوري المحلي الذي ينشط فيها اللاعب خلال مسيرته يحدد الفارق أكثر، فتسجيل الهدف في الدوري الإيطالي خلال التسعينيات كان أصعب بمراحل مما هو الحال الآن، وقيمة الهدف في الكالتشيو لا تقارن بطبيعة الحال في دوريات أقل قوة مثل الفرنسي والألماني والهولندي.
مبابي ومُعدل أهداف مُرعب
وفقًا للأرقام التي جمعتها شبكة أوبتا العالمية واستعرضتها بمناسبة عيد ميلاد مبابي الـ 24، والتي تركز على مباريات الأندية والمنتخبات، وصل كيليان مبابي إلى 253 هدفًا سجلهم في 363 مباراة، بمعدل 0.69 هدف في المباراة الواحدة في هذا السن المُبكر.
أحرز مبابي ما مجموعه 36 هدفًا مع منتخب فرنسا الأول، و190 مع باريس سان جيرمان، ولديه 27 هدفًا خلال فترته القصيرة رفقة موناكو.

ويتقدم وصيف كأس العالم 2022 على جميع اللاعبين الذين اشتهروا بالتسجيل الغزير في نفس عمره الحالي (24 عامًا)، بما في ذلك الثنائي الذي تصارع على كافة الألقاب الجماعية والفردية على مدار 15 سنة متتالية «كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي».
وأحرز النجم البرازيلي رونالدو نازاريو دا ليما (الظاهرة) عندما بلغ عامه الـ 24، ما مجموعه 233 هدفًا مع منتخب البرازيل وأندية إيندهوفن وبرشلونة وإنتر ميلانو في جميع المسابقات، ما يعني أن مبابي تفوق على الفائز بكأس العالم مرتين بفارق 20 هدفًا، إذ وصل إجمالي أهداف الفرنسي لـ 253 هدفًا بنفس العمر.

وتجاوز مبابي أيضًا رصيد أهداف الأرجنتيني ليونيل ميسي في سن الـ 24، فقد اكتفى أسطورة برشلونة بتسجيل 197 هدفًا.
ولم يكن كريستيانو رونالدو بتلك الغزارة التهديفية الكبيرة بعمر الـ 24 سنة بسبب توظيفه من قبل المدير الفني لمانشستر يونايتد «سير أليكس فيرجسون» في دور الجناح، لهذا سجل فقط 132 هدفًا في جميع المسابقات مع سبورتينج لشبونة واليونايتد ومنتخب البرتغال.

لا شك أن مبابي اجتهد كثيرًا لتحطيم رقم الظاهرة رونالدو، لكنه لم يجد صعوبة في تجاوز لاعبين أقل انتاجًا مثل مواطنيه كريم بنزيمة وتييري هنري فقد سجل كل منهما 89 هدفًا بعمر الـ 24 سنة.
هل مبابي صاحب الرقم القياسي للأهداف في سن الـ24؟
بعد ما ذُكر حول تفوق مبابي على الظاهرة وميسي وكريستيانو رونالدو، قد يعتقد البعض أن مبابي هو صاحب الرقم القياسي لأعلى رصيد تهديفي في هذه الفئة العمرية.

لكن زميله في باريس «نيمار دا سيلفا» هو أول مَن حطم جميع الأرقام التهديفية في هذا السن، فلم يتوقف عن التسجيل رفقة سانتوس أو برشلونة.
كما تسببت انطلاقته الصاروخية مع منتخب البرازيل في أن يصبح الهداف التاريخي للبلاد فيما بعد جنبا إلى جنب الأسطورة بيليه برصيد 77 هدفًا لكل لاعب.
ويصل إجمالي أهداف نيمار دا سيلفا بعمر الـ 24 إلى 257 أكثر مما سجل مبابي بـ 4 أهداف.
ليس هناك شك في أن مبابي بعد أن أعطى إشارات واضحة للغاية خلال كأس العالم لما يستطيع فعله، أنه قادر على تحطيم كل الأرقام القياسية الممكنة وغير الممكنة، سنرى كيف سيكون رصيده التهديفي في ذكرى عيد ميلاده الـ 25!