دبي-محمد شقير
لم يتمكن المنتخب السعودي من حسم تأهله إلى دور الـ16 مبكراً، بعدما خسر أمام المنتخب البولندي 2-0، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة بكأس العالم، يوم السبت.
النتيجة لا تعكس أداء الأخضر السعودي الذي كان أفضل بكثير من المنتخب البولندي، وقدم لاعبوه أداءً كبيراً.
بهذه النتيجة، تصدرت بولندا المجموعة برصيد 4 نقاط، مقابل 3 نقاط للمنتخب السعودي الذي يحتل المركز الثاني في انتظار نتيجة مباراة الأرجنتين والمكسيك.
وبغياب ياسر الشهراني وسلمان الفرج للإصابة، لم يجر هيرفي رينارد مدرب المنتخب السعودي تبديلات كثيرة على التشكيلة التي لعبت أمام الأرجنتين، ولعب بضغط عال دون الاعتماد على مصيدة التسلل المتقدمة التي ساهمت في انتصاره الأول على الأرجنتين.
سيطرة سعودية وتقدم بولندي
المنتخب السعودي بدأ المباراة بقوة واضعاً بولندا تحت ضغط عال، وشهدت الدقائق العشرة الأولى صراعاً بدنياً كبيراً تفوق فيه اللاعبون السعوديون.
جاءت الفرصة الأولى للأخضر عندما مرر سعود عبد الحميد إلى محمد كنو الذي سدد كرة قوية كانت ذاهبة نحو الشباك لولا تعملق حارس يوفنتوس تشيزني.
الالتحامات القوية بين لاعبي الفريقين أجبرت الحكم على إشهار البطاقات الصفراء للاعبي بولندا، فحصل جاكوب كيفيور على أول بطاقة صفراء بعد ربع ساعة، وفي ذات الدقيقة نال ماتي كاش البطاقة الصفراء الثانية بعد تدخل عنيف على سالم الدوسري.
بطاقة صفراء ثالثة رفعها الحكم في جه ميليك بعد تدخل قوي على عبد الإله العمري في الدقيقة 19.
توقفت المباراة في الدقيقة 20 بعد سقوط محمد البريك على أرض الملعب بعد تدخل عنيف من ماتي كاش بالكوع، وطالب السعوديون بطرد مباشر للاعب البولندي أو بطاقة صفراء ثانية تجعل كاش يغادر الملعب مطروداً، لكن الحكم تغاضى عن الأمر.
لاعبو الأخضر السعودي فرضوا حصاراً قوياً على بولندا وسط حماس الجماهير التي كانت تشجع لاعبيها على الضغط وتسجيل الهدف.
وظهرت خطورة المنتخب البولندي في الكرات الثابتة، ومن ركلة ركنية نفذها زيلينسكي وصلت إلى رأس بييليك، وكادت بولندا أن تهز الشباك لولا تدخل صالح الشهري الذي أبعد الكرة برأسه إلى ركنية ثانية في الدقيقة 26.
وتعرض علي البليهي لإصابة في يده اليمنى بعد صراع على الكرة بينه وبين ليفاندوفسكي لكنه عاد إلى الملعب بعدما تلقى العلاج لعدة دقائق.
وفي غفلة من الدفاع السعودي تمكنت بولندا من افتتاح التسجيل عكس مجريات اللعب.
الهداف روبرت ليفاندوفسكي توغل داخل منطقة الجزاء وأوصل الكرة إلى زيلينسكي الذي سدد بقوة في شباك محمد العويس في الدقيقة 39.
ركلة جزاء ضائعة
وفي ظل تشجيع جماهيري كبير انطلق المنتخب السعودي نحو تعديل النتيجة، وسقط صالح الشهري داخل منطقة الجزاء وطالب السعوديون بركلة جزاء ليعود حكم المباراة إلى تقنية الـ"فار" ويمنح السعودية ركلة جزاء في الدقيقة 44.
القائد سالم الدوسري وقف خلف الكرة وسدد على يمين الحارس تشيزني الذي تعملق وتصدى لركلة الجزاء أولاً ومتابعة البريك في المرة الثانية حارماً السعودية من هدف التعادل.
إهدار فرصة التعادل لم يحبط كتيبة رينارد. واصل لاعبو السعودية بحثهم عن الهدف معتمدين على تحركات سعود عبد الحميد في الجهة اليمنى، لكن بولندا صمدت أمام الحصار السعودي حتى نهاية الشوط الأول.
محاولات متبادلة
ومع بداية الشوط الثاني أجرى رينارد أول تبديل للأخضر بإخراج سامي النجعي والدفع بنواف العابد، كما أجرى تبديلات على مراكز اللاعبين فتحول سعود عبد الحميد للجهة اليسرى ومحمد البريك للجهة اليمنى.
السعودية واصلت ضغطها المتقدم الذي بدأت به المباراة، وحاول الدوسري تعويض إضاعة ركلة الجزاء عبر التسديد من الخارج لكن كرته كانت بعيدة عن المرمى البولندي.
ومرة أخرى وقف تشيزني أمام الدوسري، وحرمه من تسجيل هدف التعادل من مسافة قريبة جداً حين تصدى بالقدم في الدقيقة 56.
تواصل المد السعودي، وفي الدقيقة 60 مرر الدوسري إلى فراس البريكان داخل منطقة الجزاء، لكن الأخير سدد يسارية قوية ذهبت بعيدة عن المرمى من مسافة قريبة جداً.
ومن المحاولات القليلة للمنتخب البولندي وصلت الكرة إلى رأس ميليك الذي حولها نحو مرمى العويس لكن العارضة حرمته من هز الشباك في الدقيقة 63.
ومرة جديدة كادت بولندا أن تضيف الهدف الثاني لكن كرة ليفاندوفسكي ارتدت من القائم الأيسر للمنتخب السعودي.
ومن خارج منطقة الجزاء حاول الدوسري أن يفك عقدة تشيزني لكن الأخير كان واقفاً في المكان المناسب ليمسك الكرة في الدقيقة 69.
خطأ دفاعي وضربة قاضية
تقدُم المنتخب السعودي نحو الهجوم فتح المساحات أمام الهجمات المرتدة السريعة لبولندا، لكن العويس لعب دور المدافع بالخروج من المرمى لقطع الكرة قبل وصولها لليفاندوفسكي في الدقيقة 75.
وفي الدقيقة 78، تلاعب سعود عبد الحميد بمدافعي بولندا ومرر إلى المالكي الذي سدد كرة خطيرة مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى تشيزني.
ومن خطأ دفاعي، تمكن ليفاندوفسكي من القضاء على آمال السعودية بالتعادل، بعدما خطف الكرة من عبد الإله المالكي لينفرد بالحارس محمد العويس ويؤكد فوز بولندا في الدقيقة 82.
وهو الهدف الأول لروبرت ليفاندوفسكي في كأس العالم على الإطلاق، والهدف رقم 77 مع منتخب بولندا.
ومرة جديدة وقف العويس في وجه ليفاندوفسكي، وتصدى ببراعة لانفراد قائد بولندا في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي، لتنتهي المباراة بفوز بولندا على السعودية 2-0.
تصنيفات
