"دوري الشرق المالي" ورحلة تقصّي ميزانيات أندية كرة القدم العربية

time reading iconدقائق القراءة - 2
تنبع أهمية تقرير "دوري الشرق المالي للأندية العربية"، والذي تعتزم "الشرق للأخبار" إصداره بشكل دوري، من شح البيانات الخاصة بالأوضاع المالية للأندية العربية، رغم ما تتلقاه صناعة كرة القدم من - الشرق
تنبع أهمية تقرير "دوري الشرق المالي للأندية العربية"، والذي تعتزم "الشرق للأخبار" إصداره بشكل دوري، من شح البيانات الخاصة بالأوضاع المالية للأندية العربية، رغم ما تتلقاه صناعة كرة القدم من - الشرق
دبي-الشرق

أصدرت "الشرق للأخبار" تقرير "دوري الشرق المالي للأندية العربية"، ويسلّط الضوء على الأوضاع المالية لنشاط كرة القدم بالأندية العربية، وإمكاناتها المادية، ومدى كفاءة الإنفاق بها.

رياض حمادة، مدير الأخبار الاقتصادية في "الشرق للأخبار"، أشار إلى أن "الإصدار، الذي يُعدُّ الأول من نوعه في الصحافة العربية، تنبع أهميته من شح البيانات الخاصة بالأحوال المالية المتداولة للأندية العربية، رغم ما تتلقاه صناعة كرة القدم من أموال طائلة، وهو ما تظهره الأرقام التي يكشف عنها هذا التقرير، والذي تعتزم "الشرق للأخبار" إصداره بشكل دوري".

يُرتقب أن يشكّل "دوري الشرق المالي للأندية العربية"، والمدعَّم بالجداول والرسوم البيانية التوضيحية، مرجعاً هاماً لكل المهتمين برياضة كرة القدم في العالم العربي، بمن فيهم مجالس إدارات الأندية أو المستثمرين الحاليين أو المحتملين في هذه الرياضة الأكثر شعبيةً بالمنطقة، لما يضمّه من معلومات موثقة تم جمعها بعناية من خلال ميزانيات الأندية العربية، وكذلك التقارير الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فيما يخص الانتقالات الخارجية للاعبين.

لوائح مصر معقدة

قلّما تكون هناك معاناة بالوصول إلى الأرقام المالية لمعظم الأنشطة الرياضية والبطولات والأندية في الدول الغربية، فكافة المعلومات تُنشر بشفافية وسهولة، لا بل إن معظم الأندية الكبيرة تنشر قوائمها المالية بصورةٍ ربع سنوية. لكن الأمر في المنطقة العربية أكثر تعقيداً، وانطلاقاً من هذه الثغرة جاءت فكرة إطلاق "دوري الشرق المالي"، والذي يمثل مرجعاً كاملاً للتقارير المالية الصادرة عن أندية كرة القدم العربية.

عقباتٌ عديدة يصطدم بها الباحث عن الأرقام المالية للأندية العربية، فأنظمتها الداخلية ولوائحها متغيّرة من بلدٍ إلى آخر، ومصر قد تكون أكثرها تعقيداً، إذ أن هناك أندية أهلية تابعة للحكومة، وأندية تعود لأعضاء هيئات وجمعيات، وأندية خاصة مملوكة لأفراد أو شركات. والأندية التابعة للحكومة فقط هي التي تعقد جمعية عمومية تكشف فيها عن أرقامها المالية، كما هو الحال في المغرب وتونس أيضاً.

في المقابل، فإن أندية الجمعيات، وكذلك تلك الخاصة المملوكة لأفراد أو شركات، تتعامل مع عملية البحث عن إيراداتها ومصروفاتها كما لو أنها أسرار حرب، يستحيل الإفصاح عنها، رغم أن هذا يتعارض مع القواعد الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الإفريقي "كاف"، والذي يفرض على الأندية المشاركة في بطولاته السماح له بالاستعانة بشركة تدقيق مالي لفحص حسابات وميزانيات الأندية.

السعودية أكثر شفافية

أطلقت وزارة الرياضة السعودية في 2019 مبادرة حوكمة الأندية الرياضية، بهدف ضبط ومراقبة الأداء المالي للأندية، وكان من ثمار ذلك الكشف عن التزامات الأندية المالية من خلال وزارة الرياضة، وكذلك الإفصاح عن ميزانيات الأندية من خلال عقد جمعية عمومية يتم الكشف فيها عن إيرادات ومصروفات كل نادٍ.

وزارة الرياضة السعودية وضعت 5 معايير للحوكمة في الأندية، هي الاستراتيجية والقيادة، والإدارة والتشغيل، والالتزام والتحكم والرقابة، والإدارة المالية، والأنشطة التسويقية والفعاليات، على أن يجري تقييم كل معيار بدرجات، من ينجح في تحقيقها بجدارة يحصل على دعم مالي قيمته 28 مليون ريال (7.5 مليون دولار تقريباً)، ينخفض إلى 23 مليون ريال للفئة الثانية، و20 مليوناً للثالثة، و2.5 مليون ريال فقط للفئة الرابعة، ومليون للخامسة. أمّا الفئة الأخيرة التي لم تحقق المعايير، فإنها تخضع لورش عمل كي تستطيع تجاوز الوضع الذي هي عليه.

غموض الإمارات وقطر

رغم الاستغراق في البحث والاستقصاء ومراسلة المصادر، هناك العديد من الدوريات لم نستطع الوصول إلى ميزانيات الأندية فيها، وحتى البحث في المواد المنشورة لم يزودنا بمعلومات كافية. فعلى سبيل المثال، بما يخص الدوري الإماراتي الذي يكثر الحديث عن خصخصته وتحويله لقطاع استثماري، تمّ نشر خبر في أبريل 2018، يقول إن مجلس دبي الرياضي خصص 363 مليون درهم (حوالي 100 مليون دولار) لأندية دبي.

لكن عقب هذا الإعلان لم تصدر أي تقارير أو أخبار في السنوات التالية عن مخصصات مالية، كما أن حديث إدارات الأندية عن الميزانيات غير موثق. والأمر عينه في قطر فيما يخص الاطلاع على ميزانيات الأندية، والتي تسير في ظل الدعم الحكومي.

محاولات عديدة أيضاً للحصول على معلومات موثقة عن التقارير المالية للأندية الجزائرية، ومع أن وسائل الإعلام والصحف الجزائرية يضجان بتقارير ومواد خبرية عن الأزمات المالية التي تضرب الأندية الجزائرية التي تحصل على دعم من الحكومة، وبعضها يحظى برعاية شركات كبرى، إلاّ إن التقارير المالية لهذه الأندية لا تبصر النور.

المثير للدهشة أن ذلك لم يكن الحال قبل بضع سنوات. فعلي سبيل المثال، نشر نادي وفاق سطيف إشهاراً على حساباته الرسمية في 2020، أفصح فيه أن الجمعية العمومية للنادي صادقت على التقرير المالي لعام 2019 بإيرادات بلغت 42.6 مليار دينار (حوالي 3 ملايين دولار)، مقابل مصروفات تناهز هذا المبلغ.

"فيفا" يكشف المستور

مع الشح الواضح في البيانات المالية الموثقة للأندية العربية، كان هناك مصدر آخر يوضح ما تنفقه هذه الأندية على صناعة كرة القدم، وهي تقارير الانتقالات الخارجية التي يصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والتي تكشف نفقات ومداخيل الأندية من صفقات بيع وشراء عقود اللاعبين خارجياً، من خلال رصد نظام الانتقالات الدولي "تي أم أس" (TMS).

الدوري الإماراتي، كنموذج، بلغت نفقات أنديته على شراء لاعبين من الخارج 42 مليون دولار تقريباً. في حين أنفقت أندية الدوري القطري نصف هذا المبلغ عام 2021.

وفي المقابل، استطاعت الأندية المغربية تحقيق أرباح مالية من بيع اللاعبين تجاوزت 7 ملايين دولار. وهذه الأرقام الوارد تفاصيلها في تقرير "دوري الشرق المالي للأندية العربية" تلقي الضوء على جزءٍ من مصاريف ومداخيل أندية كرة القدم العربية، وتعطي مؤشراً حول أوضاعها المالية.

تصنيفات