دبي-- الشرق
انتهى الحلم. ووصلت الرحلة إلى محطتها الأخيرة. أبى بطل العالم أن يسمح للمغامرة المغربية بفصلٍ جديدٍ وكتب نهايتها، اليوم الأربعاء.
أقصت فرنسا منتخب المغرب من نصف نهائي كأس العالم بعدما فازت عليه (2-0) لتصعد لمواجهة الأرجنتين في المباراة النهائية، الأحد المقبل.
تقدمت فرنسا في الدقيقة 5 عبر ثيو هيرنانديز، وأضاف راندال كولو الهدف الثاني في الدقيقة 79.
وودع المغرب البطولة برأس مرفوع بعدما أصبح أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ الدور نصف النهائي، وبعدما قدّم أداء استثنائياً وأقصى إسبانيا من دور الـ16 ثم المنتخب البرتغالي من ربع النهائي.
ويلعب المغرب مع كرواتيا في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث، يوم السبت المقبل.
تغيير تكتيكي
أجرى وليد الركراكي المدير الفني للمغرب تعديلاً على طريقة اللعب فأضاف مدافعاً وسحب لاعباً من منتصف الملعب، لتبدأ "أسود الأطلس" المباراة بطريقة "3-4-3" بوجود أشرف داري وغانم سايس وجواد الياميق في خط الدفاع.
وجلس سليم أملاح لاعب الوسط على مقاعد البدلاء منذ البداية.
في الجهة المقابلة، أجرى ديدييه ديشان المدير الفني لمنتخب فرنسا تغييرين بسبب الإصابة؛ واحد في الدفاع والثاني في الوسط. دفع بإبراهيما كوناتي بدلاً من دايوت أوباميكانو، وويسلي فوفانا بدلاً من أندريه رابيو.
هدف يربك الحسابات
خلف أوليفيه جيرو مهاجم فرنسا، انتشر خمسة لاعبين فرنسيين بعرض الملعب محاولين إغلاق المساحات في منتصف الملعب في الدقائق الأولى من المباراة.
ثغرة نادرة في دفاعات المغرب نفذ منها أنطوان جريزمان في الدقيقة الخامسة، ومرر الكرة إلى كيليان مبابي الذي سدد لترتطم بالدفاع وتتحول إلى الظهير المتقدم ثيو هيرنانديز ليسجل هدف التقدم لفرنسا مبكراً.
أصبح لزاماً على "أسود الأطلس" التخلي عن الحذر الدفاعي والتقدم للهجوم. وفي الدقيقة العاشرة جاء التهديد المغربي الأول بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء من عز الدين أوناحي تصدى لها بصعوبة الحارس هوجو لوريس.
الهدف الثاني لفرنسا كان قريباً حين استغل جيرو هفوة أخرى من الدفاع المغربي، وسدد قذيفة قوية اصطدمت بالقائم الأيسر للحارس بونو في الدقيقة 17.
صدمة أخرى مبكرة تلقاها المغرب حين أصيب قائده غانم سايس ليترك الملعب بعد 20 دقيقة، ويشارك بدلاً منه أملاح في منتصف الملعب، ويعود المنتخب للعب بأربعة في الخط الخلفي.
ارتكب لاعبو المغرب خطأ في بناء الهجمة في منتصف الملعب. قُطعت الكرة وبعد لحظات وصلت مبابي الذي انفرد بالحارس وسدد الكرة لتتجاوز بونو، وقبل أن تصل خط المرمى ظهر مزراوي الذي أبعدها في الوقت المناسب لينقذ المغرب ويحافظ على فارق الهدف الواحد.
كان المغرب قريباً من التعادل في الدقيقة 44. حصلت "أسود الأطلس" على أول ركنية قبل نهاية الشوط الأول. حاول الدفاع الفرنسي إبعاد الكرة لتصل إلى جواد الياميق الذي لعب كرة مقصية اصطدمت بالقائم، في أخطر فرصة للمغرب.
واصل المغرب محاولاته في الرمق الأخير من الشوط الأول مع تراجع واضح لفرنسا للحفاظ على التقدم، لينتهي الشوط الأول لصالح منتخب الديوك بهدف نظيف.
مبابي ينطلق
دفع الركراكي بيحيى عطية الله بدلاَ من نصير مزراوي مع انطلاقة شوط المباراة الثاني لتعزيز الجبهة اليسرى للمغرب.
كعادته، يفضّل مبابي التألق في شوط المباراة الثاني. وفي الدقائق الخمس الأولى من نصف المباراة الثاني، ركض هداف فرنسا متجاوزاً حكيمي وأمرابط مرتين لكن دون خطورة كبيرة على المرمى.
أمرابط كان حاضراً في الانطلاقة الثالثة. وتدخل بقوة على مبابي في الدقيقة 51 لينتزع الكرة ويسقط النجم الفرنسي على أرضية الملعب، ويتلقى الإسعافات الطبية.
في الوقت نفسه، بدأ المغرب يتقدم ويسيطر على الكرة. وأنقذ كوناتي فرصة خطيرة حين أبعد كرة عرضية مررها عطية الله من أمام المهاجم يوسف النصيري في الدقيقة 53.
ارتدت فرنسا للدفاع. وكثّف المغرب هجماته عبر الجهة اليمنى التي تضم حكيمي وزياش، وساندهما في بعض المواقف سفيان بوفال.
استعان المدربان بدكة البدلاء مع انتصاف الشوط الثاني. سحب ديشان مهاجمه المخضرم جيرو ودفع بماركوس تورام بدلاً منه في الدقيقة 65.
وبعد دقيقة، دفع الركراكي بلاعبين دفعة واحدة. أشرك عبد الرزاق حمد الله وزكريا أبوخلال بدلاً من النصيري وبوفال.
انطلق حمد الله وتوغل في منطقة الجزاء لكنه تباطأ في التسديد في الدقيقة 75 ليهدر فرصة خطيرة للمغرب.
قتلت فرنسا المباراة بهدف في الدقيقة 79. راوغ مبابي ثم سدد كرة من داخل منطقة الجزاء لتصطدم بقدم الدفاع وتصل إلى البديل راندال كولو ليسجل منها الهدف الثاني.
لم ييأس المغرب. حاول مجدداً التقدم وهدد أوناحي المرمى بكرة مرت فوق العارضة في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.
وفي الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، تصدت دفاعات فرنسا لمحاولة خطيرة صنعها البديل عبد الصمد الزلزولي وسددها أوناحي.
حافظت فرنسا على شباكها نظيفة لتنتهي المباراة بفوزها بثنائية نظيفة.
تصنيفات
