مباراة سويسرا وصربيا تنكأ مجدداً جروح بلغراد وكوسوفو

time reading iconدقائق القراءة - 2
كابتن سويسرا غرانيت شاكا مرتدياً قميص زميله في المنتخب أردون جاشاري بعد الفوز على صربيا - 3 ديسمبر 2022  - Reuters
كابتن سويسرا غرانيت شاكا مرتدياً قميص زميله في المنتخب أردون جاشاري بعد الفوز على صربيا - 3 ديسمبر 2022 - Reuters
دبي- الشرق

الإثارة التي ميّزت مباراة سويسرا وصربيا الجمعة، وأهّلت المنتخب الأول لثمن نهائي كـأس العالم، بعد فوزه 3-2، لم تقتصر على كرة القدم بل تعدّتها إلى السياسة، نتيجة خلاف بشأن إقليم كوسوفو.

في عام 2008، أعلن الإقليم استقلاله عن صربيا، التي لا تزال ترفض الاعتراف بذلك، بعد حرب بين القوات الصربية والانفصاليين الألبان في كوسوفو، في عامَي 1998 و1999، أسفرت عن مصرع أكثر من 13 ألف شخص.

ثمة لاعبان مهمان في منتخب سويسرا من أصل كوسوفي، هما الكابتن غرانيت شاكا وشيردان شاكيري، شكّلت لهما المباراة أكثر من مجرد كرة قدم.

واللاعبان لم يخفيا ذلك عندما التقى المنتخبان في مونديال روسيا عام 2018، إذ احتفل شاكا بهدف سجله في مرمى صربيا، من خلال رسم نسر ذي رأسين بيديه، علماً أنه يُعتبر رمزاً قومياً ألبانياً. وأضاف شاكيري هدفاً آخر في الدقيقة الأخيرة من المباراة، وفعل الأمر ذاته بيديه، فيما فازت سويسرا 2-1.

فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عقوبة على اللاعبَين خلال البطولة، إذ أن قواعده تحظّر مزج اللعبة بالسياسة. كذلك غرّم صربيا وحذّرها، بعد عرض مشجّعون لها "لافتات ورسائل تمييزية".

وقبل مباراتها الافتتاحية ضد البرازيل في مونديال قطر، علّقت صربيا في غرفة الملابس علماً لها، يتضمّن إقليم كوسوفو، وشعار "لا استسلام".

وفتح "فيفا" ملفاً تأديبياً ضد الاتحاد الصربي لكرة القدم، بعدما رفع اتحاد كرة القدم في كوسوفو شكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي، متهماً بلغراد باستغلال كأس العالم للترويج لـ"رسائل حقد، وكراهية الأجانب وإبادة جماعية".

"مباراة مليئة بالعواطف"

سجل شاكيري هدف التقدّم لسويسرا الجمعة، وركض مباشرة صوب الجمهور الصربي للاحتفال، واضعاً إصبعه على شفتيه، بعدما سخر منه هذا الجمهور، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".

وأشارت إلى "توتر واضح" في الملعب، ونقلت عن شاكا قوله: "يمكنكم سماع صوتي، إنه صوت أجشّ، كانت مباراة مليئة بالعواطف. هذا جزء من كرة القدم. كانت اللعبة عادلة بما فيه الكفاية. أردنا التركيز على كرة القدم. فعلنا ذلك... ونحن الآن في ثمن النهائي. نحن فخورون".

تُلِي إعلان في ملعب "974" خلال الدقيقة 77 من المباراة، بدا أنه يتعلّق بهتاف للجمهور الصربي مناهض لشاكا، إذ حضّ المشجعين على الامتناع عن كل "الصيحات والإيماءات التمييزية".

وعلّق مدرب صربيا دراغان ستويكوفيتش، على هتافات الجمهور، قائلاً: "لم أسمع ذلك، صراحة. كنت أركّز على المباراة. ثمة توترات أحياناً، وربما تثير كلمات سيئة سلوكاً غير مريح. لكن هذا ليس أمراً مميزاً، بل طبيعي بالنسبة إلى هذا النوع من المباريات".

قميص أردون جاشاري

في الدقائق الأخيرة للقاء، اندلع شجار عنيف بين الفريقين، بعد نزاع بين شاكا ونيكولا ميلينكوفيتش، فدفع اللاعب الصربي خصمه، قبل أن يتدخل الحارس الصربي فانيا ميلينكوفيتش-سافيتش.

السويسري غرانيت شاكا خلال صدامه مع الصرب فانيا ميلينكوفيتش-سافيتش ونيكولا ميلينكوفيتش وستراهينيا بافلوفيتش - 2 ديسمبر 2022
السويسري غرانيت شاكا خلال صدام مع الصرب فانيا ميلينكوفيتش-سافيتش ونيكولا ميلينكوفيتش وستراهينيا بافلوفيتش - 2 ديسمبر 2022 - REUTERS

وانضمّ لاعبون آخرون إلى النزاع، فيما حاول آخرون تهدئة الأمور. أنذر الحكم شاكا ونيكولا ميلينكوفيتش، علماً أنه رفع 11 بطاقة صفراء خلال المباراة.

بين شوطَي المباراة، أشار شاكا إلى مقاعد البدلاء لصربيا، وأفادت معلومات بأنه قد يكون شتم اللاعبين، وربما يُمنع من لعب مباراة ثمن النهائي ضد البرتغال.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ. فبعد نهاية المباراة، ارتدى شاكا قميص زميله في المنتخب أردون جاشاري، الذي يشترك في اسم شهرته مع آدم جاشاري، مؤسّس "جيش تحرير كوسوفو"، الذي قاتل الصرب في الإقليم ويُعتبر بطلاً قومياً ورمزاً لاستقلاله، إذ قتله الجيش الصربي عام 1998، ويحمل مطار العاصمة بريشتينا اسمه.

خطوة شاكا اعتُبرت "مثيرة للجدل"، لكن اللاعب أكد أن "لا خلفية سياسية لها إطلاقاً"، وأنه لم يُرد استفزاز أحد. وأضاف أنه "يقضي يومياً الكثير من الوقت" مع أردون جاشاري، وتابع: "حين كنت بعمره، كنت تقريباً في المرحلة ذاتها التي يمرّ بها، وهو يأخذ مني نصائح كثيرة. وعدتُه بأنني سأرتدي قميصه، إذا سجلت هدفاً أو فزنا" بالمباراة.

تصنيفات