بعد نحو عام من انتهاء كأس العالم 2022 التي ساهمت في رفع معدلات نمو أنشطة قطاع خدمات الإقامة والطعام في قطر بنسبة 64.8% خلال الربع الأخير من 2022، تعود الدوحة لاستقبال حدث آخر مهم بطموحات جديدة.
انطلقت بطولة كأس آسيا لكرة القدم في العاصمة القطرية يوم الجمعة الماضي الموافق 13 يناير 2024، باحتفال مُبهر جذب الأنظار إليه بقوة.
وعلى مدار 4 أيام بعد فوز قطر على لبنان في المباراة الافتتاحية، بدأت تتضح صورة مساهمة البطولة الآسيوية في إعادة النشاط إلى الأسواق القطرية، ومدى قدرتها على رفع مبيعات المتاجر بنسب ملحوظة، على أمل أن تقترب من النسب العالية التي تحققت في كأس العالم.
جالت "الشرق" بين بعض المحال التجارية في أشهر الأسواق القطرية (سوق واقف) الذي يُعتبر من أهم معالمها السياحية، ودليلاً يمكن من خلاله قياس النشاط التجاري خصوصاً لما يضمه من أنشطة تجارية متعددة.
ما نسبة تأثير كأس آسيا؟
في سوق واقف استطاعنا الحصول على شهادات حول تأثير بطولة كأس آسيا على النشاط التجاري في قطر، والذي وصل خلال الجولة الأولى لحوالي 50٪.
هشام يوسف، وهو مصري يدير أحد المقاهي في سوق واقف، قال "إن رواد المقهى زادوا خلال الأيام الأولى لكأس آسيا بنسبة 40% عن الفترة التي سبقت إقامة الفعالية الرياضية". ورغم أن الشتاء يعد موسم رواج في قطر، لكنه رأى أن العدد أقل من المتوقع وعما كان عليه في كأس العالم فلم يتوافد الكثير من المشجعين كما كان منتظراً.
وأوضح يوسف "عدد ساعات العمل لم يتغير هنا، لكن عدد رواد المقهى يزيد تزامناً مع احتفالات الجماهير بفوز منتخباتها، خصوصاً إذا كان المنتخب المنتصر عربياً".
أما المغربي عبد المجيد الذي يعمل في أحد المطاعم، فاعتبر أن نسبة المبيعات زادت عن فترة ما قبل البطولة بنسبة 50%، مشيراً إلى أن ساعات العمل زادت بدورها أيضاً، إذ بات يبدأ عمله في الثامنة صباحاً حتى الثانية فجراً.
ما الفارق بين تنظيم كأس العالم وكأس آسيا؟
بطبيعة الحال لا يمكن وضع البطولتين في وجه للمقارنة، والفارق يبدو بعيداً من حيث نسبة المبيعات، رغم أن مدة البطولتين متقاربة.
السوري عبد الله المشهداني صاحب أحد المتاجر المخصص لبيع الملابس التراثية، قال إن الإقبال زاد بشكل كبير مع بدء بطولة آسيا، وبنسبة تصل إلى 30%.
لكنه استدرك بقوله "الإقبال أقل من فترة كأس العالم"، وأوضح أنه عمل في المتجر لفترة 20 ساعة يومياً خلال فترة كأس العالم، في حين أن العمل يبدأ الآن من الثامنة صباحاً حتى منتصف الليل.
ومن جهة المبيعات، أشار نفس التاجر إلى أنها كانت أعلى بنحو 70% خلال فترة كأس العالم.
اتفق يوسف مع هذا الرأي، مؤكداً أن النسبة تصل إلى 80% من حيث المبيعات لصالح كأس العالم، بالرغم من أن أسعار المقهى ثابتة.
كما أشار إلى أن هذا الاختلاف يعود أيضاً لاختلاف نوعية الجمهور، فالظروف الاقتصادية والقوة الشرائية للذين حضروا كأس العالم تختلف عن القوة الشرائية للجمهور العربي الذي يعيش معظمه في ظروف غير مستقرة.
الأمل في الجمهور العربي
يشارك في البطولة 9 منتخبات عربية من أصل 24 منتخباً، هي السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عُمان وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق والأردن، بالاضافة إلى قطر البلد المنظم.
القرب الجغرافي عملياً للبلد المنظم من الدول العربية المشاركة، ساهم في زيادة أعداد المشجعين العرب الذين توافدوا إلى قطر لتشجيع منتخبات بلادهم مقارنة بجماهير المنتخبات الأخرى من جنوب شرق آسيا، وهو ما ظهر في جنسية الأشخاص المقبلين على شراء المنتجات في السوق.
وتحدثت "أم محمد" وهي سيدة قطرية تبيع مأكولات شعبية، قائلة لـ "الشرق" إن مبيعاتها زادت الضعف بين بطولة آسيا وما قبلها، مشيرة إلى أن معظم الزبائن من العراق والخليج ولبنان.
وأكدت البائعة أن بطولات كرة القدم هي مصدر كبير لزيادة المبيعات بالنسبة لها، بفضل توافد الجماهير من خارج البلاد بكثرة.
لمعرفة آخر الأخبار... تابعوا حساب الشرق رياضة على Whatsapp