اضطر جويل تيبو، وهو قس أنجيلي للعديد من الرياضيين في فرنسا، أن يتعامل مع "النتائج الكارثية" للاعبي كرة القدم وكرة السلة الذين وقعوا ضحايا للاحتيال على يد أحد الأطباء السحرة.
وقال تيبو: "أعرف أن أندية تسمح للاعبيها بالذهاب إلى السنغال بعد إصابتهم، لأن الأطباء لا يستطيعون معالجتهم. يعودون ويلعبون مع التمائم وأحزمة واقية".
وقال له أولئك الذين زاروا معالجين في فرنسا أنه "عندما تسوء الأمور كان يُطلب منهم القيام بتضحيات إضافية، دفع مزيد من المال لهم ثم يدخلون في دوامة".
وأضاف: "أرى الضرر.. لاعبون مكتئبون راودتهم أفكار انتحارية".
قضية بوغبا
يقول تيبو أن قضية ابتزاز لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا العام الماضي، سلطت الضوء على خطورة المشكلة "مع المزيد والمزيد من المال في عالم كرة القدم".
لمعرفة آخر الأخبار... تابعوا حساب "الشرق رياضة" على "Whatsapp"
وتقدم بوغبا بشكوى لدى النيابة العامة، قائلاً أنه كان هدفاً لمؤامرة ابتزاز بقيمة 13 مليون يورو.
وقال بطل العالم مع منتخب بلاده في مونديال روسيا 2018 للمحققين أن مبتزيه، ومن بينهم شقيقه الأكبر ماتياس وأحد أصدقاء طفولته، أرادوا تشويه سمعته، من خلال الزعم أنه طلب من أحد المرابطين (السحرة) بإلقاء تعويذة على زميله في المنتخب، نجم باريس سان جيرمان المهاجم كيليان مبابي، وهو أمر نفاه.
ويصر تيبو: "أخبرني لاعبون أنه عندما كانوا يخضعون لفحوص المنشطات، لم يكن بمقدور الأطباء حقنهم بإبرة حتى استدعاء المرابطين الخاصين بهم".
وقال عدة مرابطين أنهم يشعرون بـ"الوصم" بسبب العناوين التي أثارتها قضية بوغبا.
وروى السيد فاكولي، وهو معالج غيني المولد يعمل خارج باريس، لـ"فرانس برس": "أضر هذا الجدل بمهنتنا... هذا حقاً الجانب المظلم".
وتابع انه يجب حقاً التمييز بين الأطباء السحرة "الذين يلقون التعويذات" والمعالجين "الذين يساعدون".
الإيفواري جيل يابي يابو
يقول لاعب كرة القدم الإيفواري الدولي السابق جيل يابي يابو ""كان الأمر بمثابة الدوامة"، بعد تعرّضه للاحتيال وخسارته مئتي ألف يورو على يد أحد الأطباء السحرة.
تحدث إبن الـ41 عاماً، عن سنتين قضاهما تحت سحر المعالج التقليدي أو المرابط "تصبح كالعبد ويمكن أن تصبح الأمور في غاية الضرر".
مرّ لاعب الوسط السابق الذي يشرف حالياً على فريق سويسري من الدرجة الثانية "بأوقات عصيبة" على الصعيد الرياضي، خلال حمله ألوان نادي نانت الفرنسي بعمر الـ33، فنصحه عمه برؤية معالج في باريس.
قال يابي يابو لوكالة فرانس برس "لم أكن منجذباً للسحر.. لكن نشأتي في كوت ديفوار جعلت الذهاب إلى مرابط أمراً طبيعياً ولا يُعتبر سيئاً طالما لا تسعى لالحاق الأذية بأي شخص".
وقال له المعالج أن عائلته "ملعونة" وتمنعه من تحقيق "النجاح والسعادة، فوصف له ذبائح لصد اللعنات"، ودعاه إلى التضحية بديك، ماعز أو خروف بسعر 500 يورو وبلغت "أرقاماً خيالية"، بحسب قوله.
يضيف يابي يابو، الراغب بالتحدث لرفع مستوى الوعي عند الرياضيين الشباب، أن الأمور أصبحت مظلمة بعد ذلك "شيء يشبه السحر الأسود".
تابع "جعلني المرابط أعتقد أن الأرواح التي يعمل لديها تحبني وتريدني أن أصبح غنياً.. كان هذا هو الطعم".
"التضحية بابنه"
كلفت التضحيات اللازمة لجني تلك الثروات 40 ألف، 50 ألف، ثم 60 ألف يورو. وعندما كان لاعب كرة القدم يُرهق مالياً، يقول له الطبيب الساحر "إذا لم يكن لديه المزيد من المال عليه التضحية بابنه. تحليت بالقوة للقول توقف ولم أعد أزوره بعدها".
قال يابي يابو إنه خُدع خلال سنتين من خلال دفع مئتي ألف يورو ولم يحصد مقابل ذلك "أي شيء إيجابي". وشرح: "عرف كيف يضعني في دوامة وفقدت القدرة على التفكير بصفاء...".
وقال اللاعب أن إيمانه المسيحي منحه القوة لوضع حد لسيطرة المرابط عليه. ووصل الأمر إلى أن هدده بعض "الأطباء السحرة"، "بالثأر.. خشية من الانفصال عنهم".
لكن وفق يابي يابو، فإنه "ما دام هناك لاعبون يبحثون عن طرق مختصرة للنجاح، فللأسف لن يتوقف تأثير الأطباء السحرة".
"أصبح بمثابة إله"
لاعب إيفواري آخر هو سيسيه باراتيه روى لـ"فرانس برس" كيف اختبر الجحيم عينه عندما بدأ بتمثيل فريق كبير في أبيدجان بعمر الـ16، قيل له أن المعالجين يساعدونه على تأدية أفضل ويحمونه من "الحسد".
وأقر باراتيه البالغ راهناً 55 عاماً أنه وقع في "الفخ"، مضيفاً أنه بدأ "بالاستحمام بجرعات" وصفها له طبيب ساحر، وقدم القرابين وارتدى حزاماً جلدياً واقياً مخيط عليه آيات من القرآن.
وتابع: "بمجرد أن تعرضت للإصابة ولم تكن الأمور على ما يرام، كنت أزوره. أصبح بمثابة إله بالنسبة لي. تصبح معتمداً عليه وقد استغل ذلك".
ولجأ إلى السحرة مجدداً عندما انتقل للعب في أوروبا، حيث قال: "كنت دوماً مصاباً. قال لي المرابط ان سبب ذلك يعود لعدم استحمامي بالجرعات في الوقت المناسب أو بسبب الجو البارد...".
في غرف الملابس، لاحظ أن زملاءه من السنغال أو الكاميرون يضعون "وقاية" و"عطور" أو أحزمة تحت قمصانهم.