قفزة يوسف النصيري لحظة تسجيله هدف المغرب في مرمى البرتغال - 10 ديسمبر 2022 - Reuters
بالفيديو.. المغرب يصنع تاريخاً جديداً بوصوله لنصف النهائي
حقق المنتخب المغربي مفاجأة مدوية وتأهل لنصف نهائي كأس العالم 2022 للمرة الأولى في تاريخه وفي تاريخ المشاركات العربية والإفريقية في المونديال.
وتغلب المغرب على البرتغال 1-0 في مباراة ربع النهائي، بفضل هدف يوسف النصيري قبل نهاية الشوط الأول بدقائق قليلة.
المواجهة هي الثالثة تاريخياً بين المنتخبين في كأس العالم، وفاز المغرب في دور المجموعات لمونديال 1986 بنتيجة 3-1، في حين فازت البرتغال 1-0 في مونديال روسيا 2018.
وهي المرة الأولى التي يصل فيها المغرب إلى ربع النهائي، والثالثة للبرتغال في هذا الدور بعد 1966 و2006. ولعبت البرتغال بأصغر معدل أعمار لتشكيلة لها في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم، بمعدل 26 عاماً و332 يوماً.
تشكيلة المغرب
لعب المغرب المباراة بغياب المدافعين نايف أكرد ونصير مزراوي. وقرر المدرب وليد الركراكي الاعتماد على جواد الياميق مكان أكرد، ويحيى عطية الله مكان مزراوي في مركز الظهير الأيسر.
ولم يجرِ الركراكي أي تغيير على خط الوسط بوجود الثلاثي سليم أملاح وعز الدين أوناحي وسفيان أمرابط، في حين قاد حكيم زياش الجهة اليمنى وسفيان بوفال الجهة اليسرى وشغل يوسف النصيري مركز رأس الحربة.
المغرب: ياسين بونو - أشرف حكيمي - جواد الياميق - يحيى عطية الله - غانم سايس - - عز الدين أوناحي - سليم أملاح - سفيان أمرابط - سفيان بوفال - حكيم زياش - يوسف النصيري.
تشكيلة البرتغال
في المقابل، أبقى فرناندو سانتوس مدرب المنتخب البرتغالي نجم الفريق كريستيانو رونالدو على مقاعد البدلاء، للمباراة الثانية على التوالي.
واختار المدرب البرتغالي الاعتماد على الشاب جونسالو راموس (21 عاماً) لقيادة خط الهجوم، بعد تألقه أمام سويسرا وتسجيله ثلاثية تاريخية هي الأولى في مونديال قطر.
وأجرى سانتوس تغييراً واحداً على التشكيلة التي واجه بها سويسرا، مع الاعتماد على روبن نيفيس في خط الوسط بدلاً من وليام كارفالو.
البرتغال: ديوجو كوستا - ديوجو دالوت - بيبي - روبن دياس - رافاييل جيريرو - برونو فرنانديز - أوتافيو - برناردو سيلفا - روبن نيفيس - جواو فيليكس - جونسالو راموس.
صلابة مغربية
بدأت المباراة بحذر من المنتخبين مع أفضلية برتغالية ترجمها جواو فيليكس إلى فرصة خطرة بالرأس بعد 5 دقائق من صافرة البداية، لكن ياسين بونو أبعد الكرة ببراعة إلى خارج الملعب.
رد المغرب بهجمة مرتدة سريعة عبر يحيى عطية الله من الجهة اليسرى، لكن ديوجو دالوت قام بالتغطية وأبعد الكرة إلى ركنية.
نفذ حكيم زياش الركنية إلى رأس يوسف النصيري الذي أرتقى أعلى من الدفاع البرتغالي وحول الكرة برأسه بعيدة عن المرمى البرتغالي.
البرتغال حاولت فرض سيطرتها لكن المغرب كان نداً قوياً، فاعتمد سانتوس على الاستحواذ والضغط في منطقة المغرب في حين اعتمد الركراكي على الهجمات المرتدة السريعة ومنها جاءت تسديدة زياش التي مرت بجانب المرمى (د.18).
المغرب بحث أيضاً عن الهدف الأول وسط تألق زياش في الجهة اليمنى، الذي أتعب الدفاع البرتغالي وحصل على عدة ركنيات.
حاولت البرتغال استغلال العرضيات، لكن ياسين بونو كان بالمرصاد وسيطر على الكرة وحصل على خطأ بعد تدخل قوي من برونو فرنانديز.
ومن خطأ في منتصف ملعب البرتغال نفذه زياش، وصلت الكرة إلى رأس النصيري الذي كان قريباً من إصابة مرمى ديوجو كوستا للمرة الثانية (د.26).
جواو فيليكس حاول التسديد من خارج منطقة الجزاء واصطدمت كرته بجواد الياميق لتصيب سقف المرمى من الخارج (د.31).
تحرك المغرب هجومياً ووصلت الكرة من عطية الله إلى أملاح الذي كان بموقف جيد لهز الشباك، لكنه سدد كرة قوية من داخل منطقة الجزاء لم تصب المرمى (د.35).
كما حاول سفيان بوفال من خارج منطقة الجزاء، لكن كرته لم تكن بالقوة اللازمة لتخدع الحارس كوستا (د.36).
هدف النصيري
المحاولة الثالثة كانت ثابتة ليوسف النصيري، الذي ارتقى أعلى من الجميع وحول عرضية عطية الله إلى شباك الحارس كوستا، معلناً تقدّم المغرب 1-0 بعد 42 دقيقة.
وهذا الهدف الثاني للنصيري في مونديال 2022 والثالث له في البطولة بشكل عام، ليتصدر قائمة الهدافين التاريخيين للمغرب في كأس العالم.
رد البرتغال بكرة خطرة ارتدت من العارضة، بعد تسديدة من برونو فرنانديز في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للشوط الأول.
وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، انطلق المغرب بهجمة مرتدة سريعة وصلت إلى يحيى عطية الله الذي سدد يسارية قوية ابتعدت قليلاً عن المرمى.
وانتهى الشوط الأول بتفوّق المنتخب المغربي بالنتيجة والأداء، وظهر "أسود الأطلس" بتنظيم قوي في الدفاع وسرعة في الانطلاق نحو الهجوم.
ويعتبر المنتخب المغربي صاحب أقوى خط دفاع في البطولة، بتلقيه هدفاً واحداً في مباراة دور المجموعات أمام كندا، وكان هدفاً عكسياً سجله الغائب نايف أكرد خطأً في مرماه.
سانتوس يستعين برونالدو
بالأسماء ذاتها دخل المنتخبان شوط المباراة الثاني، ومن دون سابق إنذار أراد المغرب تسجيل الهدف الثاني، من ركلة حرة نفذها زياش ووصلت إلى رأس الياميق، لكن الحارس كوستا كان محظوظاً بتصديه للكرة من مسافة قريبة جداً (د.49).
لم ينتظر فرناندو سانتوس طويلاً للدفع بالهداف التاريخي كريستيانو رونالدو، ومعه جواو كانسيلو، في محاولة لمعادلة الكفة (د.52).
وهذه المباراة الرقم 196 لرونالدو مع المنتخب البرتغالي، ليعادل الرقم القياسي المسجل باسم الكويتي بدر المطوع، بوصفه أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات الدولية.
تحرّك الهجوم البرتغالي مع دخول رونالدو وكانسيلو، لكن ياسين بونو وقف بالمرصاد أمام الكرات العرضية.
وأضاع عز الدين أوناحي فرصة لإضافة الهدف الثاني، بعدما سدد بقوة من خارج منطقة الجزاء، لكن تسديدته افتقرت إلى الدقة وذهبت بعيدة جداً عن المرمى (د.55).
وتلقى المنتخب المغربي ضربة قوية، بخروح القائد رومان سايس مصاباً في الدقيقة 57، ليحلّ مكانه أشرف داري.
وفي الدقيقة 64 زادت المحاولات البرتغالية وسدد برونو فرناديز بقوة من خارج منطقة الجزاء، لكنه لم يصب المرمى.
ولجأ الركراكي إلى إجراء تبديلين، بخروج يوسف النصيري ودخول وليد شديرا، وخروج لاعب خط الوسط سليم أملاح ليحلّ مكانه بدر بانون (د.65).
ردّ سانتوس بالدفع بهداف آي سي ميلان رافاييل لياو، بدلاً من راموس الذي لم يقدّم شيئاً في هذه المباراة، كما دفع بفيتينيا بدلاً من أوتافيو.
وأمكن للبديل شديرا أن ينهي اللقاء، لكنه ارتبك مجدداً أمام المرمى، تماماً كما فعل في المباراة السابقة أمام إسبانيا (د.75).
وبعد الدقيقة 80 أجرى الركراكي تبديلين جديدين، بخروج حكيم زياش وسفيان بوفال والدفع بزكرياء أبو خلال ويحيى جبران.
واصل ياسين بونو تألقه وتصدّى لواحدة من أخطر كرات البرتغال، بعد تسديدة لفيليكس من خارج منطقة الجزاء (د.82).
وفي الوقت بدل الضائع، تلقى البديل وليد شديرا البطاقة الصفراء الثانية، ليخرج مطروداً بالبطاقة الحمراء في الدقيقة 93، تاركاً المنتخب المغربي بعشرة لاعبين قبل 5 دقائق من انتهاء الوقت بدل الضائع.
وصمد المنتخب المغربي في الدقائق المتبقية، ليفوز بهدف النصيري ويدخل تاريخ المونديال ببلوغه نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه.