المدرب الأجنبي للمنتخب "محرّمٌ" يثير جدلاً في البرازيل

time reading iconدقائق القراءة - 2
تشكيلة البرازيل قبل المباراة ضد صربيا خلال مونديال قطر - 24 نوفمبر 2022 - Yukihito Taguchi-USA TODAY Sports
تشكيلة البرازيل قبل المباراة ضد صربيا خلال مونديال قطر - 24 نوفمبر 2022 - Yukihito Taguchi-USA TODAY Sports
ساو باولو-أ ف ب

لم تحرز البرازيل لقب كأس العالم في كرة القدم منذ أكثر من عقدين، ما يدفعها إلى التفكير، رغم غياب إجماع محلي، بكسر أحد المحرّمات غير المكتوبة، ويتمثل في التعاقد مع مدرّب أجنبي.

بعد 6 سنوات في منصبه، ترك المدرب تيتي منتخب "سيليساو" الشهر الماضي، بعد خروجه من ربع نهائي مونديال 2022 أمام كرواتيا بركلات الترجيح.

ورغم علمه قبل أشهر من كأس العالم برحيل تيتي، إلا أن رئيس الاتحاد البرازيلي إدنالدو رودريغيش لم يعثر بعد على المدرب البديل، ما جعله يوسّع الآن دائرة خياراته. وقال في 17 يناير: "ليس لدينا رأي مسبق تجاه أي جنسية، نريد مدرباً محترماً يفرض مستوى لائقاً باللاعبين، نريد أن نقوم بما تحاول البرازيل دوماً فعله، أن نكون هجوميين كثيراً".

بصرف النظر عن إنجلترا التي تعاقدت مع السويدي سفن غوران إريكسن والإيطالي فابيو كابيللو في العقد الأول من الألفية الثالثة، لم يتعاقد أي من المنتخبات الكبرى مع مدرب أجنبي منذ عقود.

جفاف الألقاب الذي يطارد البرازيل منذ عام 2002، عندما قادها الثلاثي الهجومي الضارب رونالدو وريفالدو ورونالدينيو، قد يرغمها على البحث عن خيارات "بعيدة"، علماً أنها تحمل الرقم القياسي (5) بعدد الألقاب في كأس العالم.

وقال المدرب لويز فيليبي سكولاري، الذي قاد المنتخب الأصفر إلى لقبه الأخير في كوريا الجنوبية واليابان: "هناك مرشحون برازيليون، لكن أياً منهم لم ينل دعماً محلياً. لدينا نوعية جيدة، وكنا ننتج سابقاً مدربين أكثر، لكن الجيل الجديد لم يحرز ما يكفي من الألقاب".

الجمهور غير مقتنع بالأجنبي

اقترحت وسائل إعلام برازيلية عدداً من المرشحين المحتملين، بينهم الإسبانيان بيب غوارديولا ولويس إنريكي، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الفرنسي زين الدين زيدان، البرتغالي جوزيه مورينيو، أو حتى الأرجنتينيان مارسيلو غاياردو وماوريسيو بوتشيتينو.

واستبعد غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، وأنشيلوتي مدرب ريال مدريد الإسباني، نفسيهما من السباق، رغم قول الأول قبل سنوات إنه يرحّب بتدريب منتخب وطني بعد نهاية مشواره مع بطل إنجلترا.

بدوره، قال رئيس الاتحاد البرازيلي الذي يأمل بتعيين مدرب قبل مارس المقبل: "منذ نهاية العام الماضي، أعتقد بأنني سمعت 26 اسماً. سننتواصل مع بعضها".

ولكن ليس سهلاً التعاقد مع مدرب عالمي، في ظلّ القدرة الهائلة للأندية الأوروبية على دفع رواتب خيالية والمنافسة على دوري أبطال أوروبا والألقاب المحلية. كما ليس سهلاً اقناع الجمهور البرازيلي بالتعاقد مع "غرينغو" (أجنبي) على رأس المنتخب الوطني".

وأظهر استفتاء نُشرت نتائجه في ديسمبر الماضي، أن 48% من البرازيليين يرفضون هذه الفكرة، فيما يؤيّدها 41%، لكن معدل الرفض كان أقلّ من استفتاءات سابقة.

ويقول فيكتور فيغولس، وهو مؤرخ وناشر موقع "لودوبيديو": "في البرازيل هناك فكرة واحدة، لدينا أفضل كرة قدم في العالم، لذلك لسنا بحاجة لمدرب أجنبي يعلّمنا كيف نلعب، نحن القادرون على تطوير لاعبين عظماء ابتكر بعضهم المراوغات، وطريقة ممارسة الكرة الجميلة".

مرشّحون محليون

كان للبرازيل مدربون أجانب في السابق، لكن فتراتهم كانت عابرة، إذ تولّى الأوروغواياني رامون بلاتيرو المنصب عام 1925، وتسلّم البرتغالي جورج غوميش دي ليما المنصب عام 1944، بمشاركة البرازيلي فلافيو كوستا، ثم الأرجنتيني فيلبو نونييس لفترة وجيزة عام 1965.

لكن فكرة المدرّبين الأجانب استُبعدت، مع إثبات البرازيل نفسها كأحد أبرز القوى العالمية في كرة القدم. بل أن مدربين برازيليين عملوا في العالم أجمع، مثل سكولاري وفاندرلي لوكسمبورغو وكارلوس ألبرتو باريرا وريكاردو غوميش وزيكو وآخرين.

أضاف فيغولس: "رُسِمت صورة عبر التاريخ، أننا قادرون على إعداد مدربين رائعين، بما أننا قادرون على إعداد لاعبين رائعين، وهذا أمر خاطئ. إذا نظرنا إلى العشرة الأوائل في تصنيف فيفا، لا يحتلّ المدربون البرازيليون أي مركز".

ثمة بعض الأسماء المحلية التي تحظى بشعبية في وسائل الإعلام، مثل دوريفال جونيور الذي أحرز كأس ليبرتادوريس مع نادي فلامنغو عام 2022، أو فرناندو دينيز مدرب فلوميننسي، وريناتو بورتالوبي مدرب غريميو، ومانو مينيزيس مدرب إنترناسيونال والمنتخب سابقاً بين عامَي 2010 و2012.

لكن أياً منهم لا يملك سيرة تيتي قبل توليه تدريب البرازيل عام 2016، إذ أحرز مع كورينثيانز كأس ليبرتادوريس، ولقبين في الدوري المحلي وكأس العالم للأندية عام 2012.

وقال الكاتب باولو فينيسيوس كويليو في صحيفة "فولها دي ساو باولو": "يجب تحسين مستوى (المدربين) المقيمين هنا، بصرف النظر إذا وظّفنا برازيلياً أو أجنبياً. لن يأتي غوارديولا، لكن هذا لا يجنّب البرازيل من إنتاج غوارديولا الخاص بنا خلال سنوات، بعدما أنتجنا سابقاً زاغالو وتيلي سانتانا".

تصنيفات