قبل 9 أشهر من استضافة بطولة أوروبا يورو 2024، تواجه ألمانيا أزمة غير مسبوقة تعصف بمنتخب البلاد وتطرح تساؤلات حول السبل المتاحة لإنقاذ الفريق.
أجيال من متابعي الكرة في شتى أنحاء العالم ما زالوا يحملون ذكريات لمنتخب كان خصماً لا يستهان به لعقود طويلة.
صحيفة "ليكيب" الفرنسية رصدت من خلال تقرير مفصل عوامل عدة لعبت دوراً في تدهور أداء المانشافت خلال السنوات الماضية.
ما بين 1954، حين توجت ألمانيا بأول ألقابها في كأس العالم، و2018 لطالما بلغ المنتخب الدور ربع النهائي، لكن في كل من 2018 و2022 خرج الفريق من دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخه.
وفي عام 2023 فاز بمباراة واحدة من أصل 6، إلى أن أدت الخسارة أمام اليابان 4-1 إلى إقالة المدرب هانزي فليك، وكشفت عن عمق الأزمة في صفوف المنتخب.
وشهدت بداية القرن الـ21 خطة لتطوير الناشئين، ما أدى إلى تكوين جيل ضم توماس مولر ومانويل نوير ومسعود أوزيل.
وبعد الفوز بمونديال 2014 كان يتعين على ألمانيا التفكير في الأجيال المقبلة وهو ما لم يحدث. غورا سين مدرب فئات الشباب وفريق هيرتا برلين السابق قال: "كان ينبغي علينا تغيير الأمور والتفكير في النجاح التالي، لكننا اعتمدنا على أمجادنا".
بحسب الصحيفة الفرنسية، فإن أحد أهم الأسباب للإخفاق الألماني هو التراجع على المستوى الهجومي، وقال جوتي شاتزياليكسيو المدير الرياضي للمنتخبات الوطنية بالاتحاد الألماني: "طوال تاريخنا، كان لدينا دائماً مهاجمون على طراز عالمي لكن منذ (ميروسلاف) كلوزه (الذي اعتزل عام 2014)، لم يعد لدينا المزيد".
أندية البوندسليغا تفضل الناشئين الأجانب
شاتزياليكسيو أضاف أن سياسة الأندية الألمانية ساهمت في ضعف مستوى الناشئين لتفضيلهم ضم صغار اللاعبين من البلاد الأخرى، فعدد اللاعبين الفرنسيين في الدوري الألماني على سبيل المثال خلال الموسم الحالي بلغ 31 لاعباً.
وإذا كانت كرة القدم لا تزال الرياضة الأولى، فإن ممارستها بين الشباب قد تغيرت أيضاً، وقال ليو جوناثان تيسمان، لاعب سابق لفريق تحت 19 عاماً في هيرتا برلين: "نرى عدداً أقل من الأطفال يلعبون في الساحات العامة. كل شيء يحدث في الأندية، لذلك أصبح لاعبونا ميكانيكيين للغاية. أما إذا كنت تلعب بانتظام في الشارع، فإنك تتعلم أيضاً كيفية إحداث الفارق والإبداع".
ضعف العلاقة بين الجماهير والمنتخب
وفقاً لتقرير "ليكيب"، وبعيداً عن الوضع الرياضي، فإن المنتخب الألماني لم يعد يجعل بلاده، وخاصة الشباب، تحلم، حيث أصبح الأطفال الألمان يعلقون ملصقات ليونيل ميسي أو كيليان مبابي في غرفهم، وليس كاي هافرتز أو تيمو فيرنر. ويؤكد تيسمان: "لم يعد هناك أي أمثال ألمانية يحتذى بها في الملاعب".
ويبقى السؤال الذي تطرحه صحيفة "ليكيب" ما إذا كان منتخب ألمانيا سيتمكن من التعافي خلال 9 أشهر، وإذا ما كانت بطولة أوروبا ستحظى بنجاح جماهيري يضاهي كأس العالم 2006.
إقرأ أيضا: