البطاقات الحمراء... إسبانيا "تحلّق" أوروبياً وتثير معضلة "معايير متباينة"

time reading iconدقائق القراءة - 2
لحظة طرد لاعب أتلتكيو مدريد أنخيل كوريا خلال مواجهة الديربي أمام ريال مدريد - afp
لحظة طرد لاعب أتلتكيو مدريد أنخيل كوريا خلال مواجهة الديربي أمام ريال مدريد - afp
دبي-الشرق

أثار طرد الأرجنتيني أنخيل كوريا، لاعب أتلتكيو مدريد، في مباراة الديربي أمام ريال مدريد، جدلاً واسعاً في إسبانيا، إذ شكا أتلتيكو من تحكيم "جائر".

وكان الدولي الأرجنتيني طُرد بعد اعتدائه بالمرفق على الدولي الألماني أنطونيو روديغر.

بعد 24 ساعة على طرد كوريا، شهد الدوري الإنجليزي حادثاً مشابهاً، إذ طُرد اللاعب المغربي في تشيلسي حكيم زياش خلال ديربي لندن أمام توتنهام، بعدما صفع البرازيلي إيمرسون رويال. لكن يد زياش كانت بين كتف لاعب توتنهام ووجهه، وراجعت تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) اللقطة، فقرر الحكم أنها تستحق فقط إنذاراً، وليس الطرد.

لقطتا كوريا وزياش لا تتشابهان، ولكن يمكن القياس عليهما. وهذه "المعايير المتباينة" في التعامل مع هذه الحالات، تبيّن بوضوح لماذا يُعتبر الدوري الإسباني الأعلى من حيث إشهار البطاقات الحمراء في البطولات الخمس الكبرى، كما أوردت صحيفة "ماركا".

التساؤل الأكبر حالياً يتمثل في احتمال أن يطبّق الدوري الإسباني معايير مختلفة، وأن يكون الحكام أقلّ تسامحاً، أم أن اللاعبين صاروا أكثر عدائية داخل المستطيل الأخضر.

94 بطاقة حمراء

حتى بعد نهاية كأس العالم 2022، لم تتغير المعطيات في الدوري الإسباني، إذ يبلغ معدل طرد اللاعبين 0.4 في المباراة الواحدة، وهو الأعلى منذ موسم 2008-2009، مع تبقي 150 مباراة في الموسم الحالي. واذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فليس مستبعداً تحطيم الرقم القياسي، المسجل في موسم 2009-2010 والذي شهد تلقي اللاعبين لـ149 بطاقة حمراء.

خلال الموسم الحالي رفع الحكام 94 بطاقة حمراء في الدوري الإسباني، وهذا الرقم الأعلى في البطولات الخمس الكبرى. لكن ذلك ليس مفاجئاً، بل مقارنة هذا الدوري مع البطولات الأخرى. ففي الدوري الفرنسي مثلاً، رُفعت 73 بطاقة حمراء حتى الآن.

الفارق يزداد اتساعاً مع البطولات الكبرى الأخرى، ففي الدوري الإيطالي طُرد 40 لاعباً، وهذا أقلّ من النصف مقارنة بإسبانيا. وفي الدوري الألماني أشهر الحكام 29 بطاقة حمراء. أما في الدوري الإنجليزي، الذي يعتبر الأقوى بدنياً، فقد اكتفى الحكام برفع 19 بطاقة حمراء.

يعني ذلك أن البطاقات الحمراء في إسبانيا تزيد عن تلك في البطولات الثلاث مجتمعة.

إذا كانت نسبة حصول اللاعبين على بطاقة حمراء في الدوري الإسباني ثابتة، قبل المونديال وبعده، فالأمر يختلف في البطولات الخمس الأخرى.

ففي الدوري الفرنسي تراجعت نسبة الطرد من 0.36 إلى 0.28، وفي الدوري الإيطالي من 0.19 إلى 0.17، وفي الدوري الألماني من 0.17 إلى 0.15، فيما بقي المعدل ذاته في الدوري الإنجليزي، وهو 0.08 في المباراة الواحدة.

طرد مباشر

في الدوري الإسباني يُقدم الحكام غالباً على طرد لاعبين بإشهار البطاقة الحمراء مباشرة، عكس الدوري الألماني مثلاً، حيث سُجلت 18 حالة طرد من 29 بعد تلقي إنذارين. وبشكل إجمالي، طُرد لاعبون مباشرة في إسبانيا، بنسبة أعلى من دوريات إيطاليا وألمانيا وإنجلترا مجتمعة.

تتربّع الأندية الإسبانية على قائمة الأكثر تلقياً للبطاقات الحمراء، إذ تندرج 6 منها في قائمة الـ10 الأوائل. وفي الصدارة يأتي ناديا إلتشي (11 بطاقة حمراء) وريال بيتيس (10 بطاقات حمراء)، ثم مونبلييه الفرنسي وإشبيلية (8 بطاقات حمراء)، وأتلتيكو مدريد وإسبانيول وخيتافي (7 بطاقات حمراء).

وثمة 10 أندية إسبانية ضمن قائمة الفرق الأوروبة العشرين، الأكثر تلقياً للبطاقات الحمراء.

وتساءلت "ماركا" عمّا يجب تغييره في إسبانيا، لتقليص عدد هذه البطاقات الحمراء، مشيرة إلى اختلاف المعايير مع بطولات أخرى، إضافة إلى المسابقات الأوروبية.

تصنيفات