أمرابط: هكذا استرجعت الكرة من مبابي... وإريك تن هاغ علّمني الكثير

time reading iconدقائق القراءة - 2
سفيان أمرابط لدى استرجاعه الكرة من كيليان مبابي خلال مباراة المغرب وفرنسا في نصف نهائي كأس العالم - 14 ديسمبر 2022  - Getty Images
سفيان أمرابط لدى استرجاعه الكرة من كيليان مبابي خلال مباراة المغرب وفرنسا في نصف نهائي كأس العالم - 14 ديسمبر 2022 - Getty Images
دبي-الشرق

روى لاعب الوسط المغربي سفيان أمرابط، تفاصيل مجهولة عن مشاركته في كأس العالم 2022، حين أدى دوراً محورياً في إحراز "أسود الأطلس" المركز الرابع.

أمرابط تحدث لموقع "ذي أتلتيك" عن استرجاعه الكرة من النجم الفرنسي كيليان مبابي خلال مباراة المغرب وفرنسا في نصف النهائي، وإصابته عشية مواجهة إسبانيا في ثمن النهائي، ومدى "تعلّمه" من المدرب الهولندي إريك تن هاغ.

أمرابط تطرّق إلى استرجاعه الكرة من مبابي في نصف النهائي، الذي ركض بسرعة 35.3 كيلومتر في الساعة، خلال مباراة بكأس العالم، قائلاً: "يمكنك أن ترى من الطريقة التي ركضت بها، ومن وجهي، أنني وضعت كل شيء في هذه الحركة. الكلّ يعرف مدى روعته وسرعته".

وأضاف: "كانت النتيجة 1-0 وكنت أعرف أن المباراة ستنتهي، إذا جعلوها 2-0. كنا قريبين جداً من النهائي. لذلك وضعت كل ما أملك في هذه الحركة. هذا الاسترجاع كان السبيل الوحيد لكبح (مبابي). كان مثالياً. ثم سمعت زئير الملعب. كان الناس يحتفلون وكأن ذلك كان هدفاً".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دخل غرفة تبديل الملابس لمنتخب المغرب بعد المباراة، لمواساة لاعبيه بعد خسارتهم، مشيداً بأمرابط بوصفه أفضل لاعب خط وسط في البطولة.

وقال أمرابط بخجل للصحافي: "أعتقد بأنك تعرف ما قاله. قدّم لي إشادة لطيفة. وهي إشادة كبيرة إذا قالها لك أحدهم بعد مباراة مشابهة. أُقدّر ذلك".

إريك تن هاغ

شقيق أمرابط، نورد الدين، يلعب الآن في أيك أثينا، لكن والدهما، محمد، الذي أقام في هولندا بعمر 15 عاماً، "لم يلعب كرة القدم"، وجدّه أيضاً.

أمرابط روى كيف كان يواجه، خلال اللعب في الشارع، أولاداً أكبر سناً وحجماً، حيث لم يكن هناك "حكم، ولا قواعد". لكن مركز الإعداد في نادي أوتريخت منحه فرصته الأولى، وشارك مع منتخب هولندا تحت 15 عاماً، لكنه لعب للمغرب في كأس العالم تحت 17 عاماً، ولم يبدّل موقفه، رغم تدخل شخصيات كروية هولندية، مثل ديك أدفوكات ورود غوليت.

التحوّل الكبير في مسيرته تمّ بعمر 18 عاماً، بعد تولّي إريك تن هاغ منصب مدرب أوتريخت. وقال اللاعب المغربي: "كان ذلك مهماً جداً بالنسبة إليّ. كانت سنتي الثانية في الفريق الأول. أعدّ (تن هاغ) خطة لي. سألني عن نقاط قوتي وما الذي أريد تحسينه. منذ اليوم الأول، كان مشغولاً بي. ليس أنا فقط، جميع اللاعبين".

وأشار إلى أن تن هاغ "قضى الكثير من الوقت في العمل الفردي (معه)، إذ أدرك أن الفريق سيكون أفضل إذا كان الفرد أفضل". وأضاف: "بعد كل مباراة، كان يطلعني على تسجيل مصوّر ويشرح لي كل شيء. كان عمري 18 أو 19 عاماً، لذلك كنت أفكر أحياناً: مرة أخرى؟ ولكن الآن، عندما أنظر إلى الوراء، أعلم أن ذلك كان مهماً جداً بالنسبة إلى مسيرتي. تعلمت منه الكثير".

أداء أمرابط أكسبه الانتقال إلى فيينورد روتردام، وفي عمر 21 عاماً، استُدعي إلى كأس العالم 2018 في روسيا، حيث لعب 14 دقيقة فقط، خلال مشاركته بديلاً في المباراة الأولى للمغرب، التي خسرها 0-1 أمام إيران.

الإصابة في الظهر ومباراة إسبانيا

يستذكر أمرابط مباراة ثمن النهائي ضد إسبانيا في المونديال، التي فاز بها المغرب بركلات الترجيح، قائلاً: "ما لا يدركه الناس هو أنني لم أكن أعرف حتى أنني أستطيع لعب تلك المباراة. تعرّضت لإصابة في الظهر، حصلتْ من العدم، في اليوم السابق للمباراة. لم أستطع التحرّك. عملتُ مع المعالج الفيزيائي حتى الثالثة صباحاً... جرّبنا كل شيء ولم أنم إطلاقاً، لأن ذلك كان مرهقاً جداً. كلّ ما كنت أفكر فيه هو: هل يمكنني اللعب؟".

وأضاف: "في صباح يوم المباراة، كنت لا أزال أشعر بألم. تحدثت إلى المدرب (وليد الركراكي) وقال لي: عليك أن تلعب، نحن بحاجة إليك، إنها كأس العالم، بلدك بحاجة إليك. عدم اللعب لم يكن خياراً بالنسبة إليّ. لكنني كنت خائفاً من أن أخذل أي شخص بأدائي".

وتابع: "لم أكن أعرف كيف سأفعل ذلك. لم أنم، شعرت بتعب وآلام في الظهر. قمت بالإحماء ولم أكن جيداً بعد. لذلك قلت للمدرب مرة أخرى: أريد أن ألعب، لكنك تعلم أنك قد تُضطر إلى إبدالي بعد 10 دقائق".

وزاد: "تلقيت حقنة وعندما سمعت صافرة الحكم، نسيت كل شيء. لعبت بجنون. كانت 120 دقيقة لأن المباراة امتدت إلى وقت إضافي. ركضت 15 كيلومتراً، أكثر من أي (فرد) في الملعب. لذلك لن أنسى تلك المباراة أبداً. كان والداي بين الجمهور. أخبرتني والدتي أن والدي لم ينم أيضاً، لأنه كان يصلّي كي ألعب".

"حلم" الفوز بالمونديال

أمرابط الذي ركض 81.4 كيلومتر خلال المونديال، أي أكثر من أي لاعب آخر، لا يزال يأسف لخسارة المغرب أمام فرنسا في نصف النهائي، قائلاً: "ليس سهلاً قول ذلك، لأن مباراة نصف النهائي للمغرب كانت مميزة جداً. سطّرنا التاريخ في قطر. كانت بطولة رائعة ومجنونة. الروح التي كانت لدينا في تلك البطولة، لم يحظَ بها أي فريق آخر. ولكن لديّ عقلية الفوز، وعندما تكون قريباً جداً، عندما تريد اللعب في نهائي...".

وأضاف: "سأشعر دوماً بكثير من الفخر، ولكن تخيّل كمْ سيكون رائعاً الجلوس هنا اليوم والمغرب بطل للعالم. كان هذا حلمي. ربما يمكننا فعل ذلك يوماً ما، ولكن تلك كانت فرصة كبرى".

وأقرّ أمرابط بأن المونديال "بدّل حياته، من حيث الاهتمام الذي أحصل عليه الآن". واستدرك: "لكنه لم يغيّرني كشخص. لطالما ربّتني والدتي وأبي على أن أبقى متواضعاً، وما زلت الشخص ذاته".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات