في المطارات، وعلى اللوحات الإعلانية في الطرق السريعة، تظهر صورة إيمان خليف بطلة الجزائر المتوجة بالميدالية الذهبية في منافسات الملاكمة وزن 66 كيلوغراماً بأولمبياد باريس 2024.
أصبحت خليف بطلة قومية بعدما انتزعت الذهب، وبعدما واجهت بجرأة حملة شرسة شككت في هويتها الجنسية منذ انطلاق دورة الألعاب الأولمبية.
باتت خليف أيضاً مصدر إلهام للعديد من الجزائريين الذين أقبلوا على هذه الرياضة، وخاصة في منافسات النساء.
تقول أمينة زوغار، طالبة بكلية الطب وتمارس الملاكمة منذ عام، إن خليف هي قدوتها.
وأضافت: "منذ أن بدأت الملاكمة، تغيرت شخصيتي: أصبحت أكثر ثقة وأقل توتراً". واصفة هذه الرياضة بأنها "علاج لمحاربة الخجل، وتعلم الدفاع عن نفسي، واكتساب الثقة بالنفس".
"خليف المقبلة"
في عين طاية، البلدة الساحلية شرق الجزائر العاصمة، تتدلى أكياس الملاكمة من سقف صالة الألعاب الرياضية المحلية، وتقوم فتيات صغيرات بالإحماء بالقرب من حلبة الملاكمة محاطات بأرفف من الأقنعة والقفازات وواقيات الفم. وهناك صورة كبيرة لإيمان خليف تزيّن المكان.
قالت مدربتهن مليكة عباسي إن 23 شابة وفتاة يتدربن في صالة الألعاب الرياضية. كل منهن تحلم بأن تصبح خليف المقبلة.
قالت عباسي إن النساء يقلدن احتفالات خليف بعد الفوز، ويقفزن حول حلبة الملاكمة ويحيين المشجعين. إنها تشعر بالقلق من أن الاهتمام بالملاكمة سوف ينمو بسرعة كبيرة بحيث لن تتمكن صالة الألعاب الرياضية الخاصة بها من التعامل معه.
وأضافت: "نتلقى مكالمات من أولياء أمور يريدون تسجيل بناتهم. أنا المدربة الوحيدة وصالة الألعاب الرياضية لدينا صغيرة."
ومع ذلك، قالت أمينة عباسي، وهي ملاكمة هاوية أخرى في نفس صالة الألعاب الرياضية لا تربطها علاقة بالمدربة، إنها تعتقد أن الدعم العميق لخليف سيتغلب على أي انتقادات.
وقالت: "أنا مقتنعة أنه حتى العائلات المحافظة ستسمح لبناتها بممارسة الملاكمة".
وقال نور الدين بوثلجة، وهو ملاكم هاو سابق وصحفي رياضي، إن خليف تجاوزت الملاكمة وأصبحت "ظاهرة اجتماعية" في جميع أنحاء الجزائر بفضل قصتها الشخصية والهجوم الذي تعرضت له.