فاز البرازيلي غابرييل دوس سانتوس دي أرواجو بلقبه الأولمبي الثالث في السباحة ضمن سباق 200 متر "S" في بارالمبياد باريس 2024.
ولد السباح البرازيلي صاحب 22 عاماً والمعروف بـ"غابرييلزينيو" بدون ذراعين وأرجل قصيرة، ولكنه يعوض ذلك بتقنية سباحة فريدة من نوعها قريبة من تقنية الدلفين، وسط ارتفاع شعبيته في عالم الألعاب البارالمبية.
تعود قصة غابرييل إلى بداية الألفية الثالثة، بعد مرور خمسة أشهر على حمل والدته في عام 2002، علمت أن طفلها المستقبلي سيولد بدون ذراعين وأرجل قصيرة، ويعاني من "فوكوميليا"، وهو تشوه يمنع النمو الكامل للأطراف.
وقالت إينيدا ماجدا دوس سانتوس لوكالة فرانس برس في يوليو: "كنت في حالة صدمة، لكنني قرأت أكبر قدر ممكن عن هذا الموضوع، حتى أتمكن من الاعتناء به" وعلى غرار السكان الآخرين استفاد والدا غابرييل من حوض السباحة بالنادي المحلي لمحاولة تعليمه السباحة.
هبة من الله
وقالت والدة غابرييل أيضاً "كان عمره أربع أو خمس سنوات وكان يعرف بالفعل كيفية السباحة، على الرغم من أنه لم يكن لديه ذراعين، أعتقد أنها هبة من الله".
خلال بارالمبياد باريس، خطف "غابرييلزينيو" الأنظار من خلال طريقة سباحته الفريدة من نوعها، حيث يتموج مثل الدلفين من أحد طرفي حوضه إلى الطرف الآخر، ويستمد القوة اللازمة من حزام البطن وظهره، والتنفس خلال كل ثلاث حركات، يملك السباح الذي يبلغ طوله 1.21 متراً خمسة ألقاب بارالمبية وستة ألقاب عالمية.
وبعد ظهوره في طوكيو، أصبح "غابرييلزينيو" نجماً في البلاد، لدرجة أن الرئيس لولا داسيلفا هنأه بحصوله على أول ميدالية ذهبية له في باريس.
أسلوب حياة
يحظى غابرييل بمتابعة من 250 ألف مشترك على حسابه على إنستغرام، حيث يستعمل قدميه خلال استعمال الهاتف، كما أنه يلعب ألعاب الفيديو بنفس الطريقة وهي إحدى هواياته خارج حمام السباحة. "كان هذا أول ما أعجبني: براعته خارج حوض السباحة. وقال مدربه فابيو بيريرا أنتونيس لوكالة فرانس برس "يتمتع بتناسق رائع وهو ذكي للغاية في التغلب على العقبات التي يواجهها كل يوم".
تمكن الجمهور الفرنسي من اكتشافه في الفيلم الوثائقي "À corps perdus"، الذي بثته قناة التلفزيون الفرنسي، وسيشارك غابرييل دوس سانتوس دي أراوجو في سباق 50 متر سباحة حرة يوم السبت، ولكن في فئة S3 (في مواجهة السباحين ذوي الإعاقة الأقل قليلاً).
سيحاول غابرييل الحصول على ميدالية أخيرة في باريس، وهذا بعد تسع سنوات من مسابقاته الأولى، حيث ثم قام مدرس التربية البدنية الخاص به بتسجيله في بطولة محلية، دون إخباره ومنذ تلك اللحظة بدأت مسيرته التاريخية من خلال الفوز بخمس ميداليات ذهبية.
