يواجه رئيس برشلونة جوان لابورتا وضعاً حساساً، بعدما تبيّن أن شهادة الرئيس السابق ساندرو روسيل بشأن قضية الحكم السابق خوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا نسفت المعلومات التي أدلى بها لقاضية التحقيق أليخاندرا خيل.
ساندرو روسيل كان عضواً في مجلس إدارة برشلونة بين عامي 2003 و2005، خلال الحقبة الأولى للابورتا، قبل أن يختلفا ويخرج من النادي، ثم ترأسه لدى نهاية ولاية لابورتا، بين عامي 2010 و2014.
لابورتا مثل بوصفه شاهداً في 12 ديسمبر أمام قاضية التحقيق في قضية نيغريرا، الذي تلقى من برشلونة 8.4 مليون يورو بين 2001 و2018، حين كان نائباً لرئيس "اللجنة الفنية للحكام"، في مقابل ما اعتبرها النادي استشارات تحكيمية.
وقال لابورتا: "دفعنا مقابل تقارير، وليس بأي حال لمحاباة برشلونة. لا أعرف نيغريرا ولا أي شخص من معسكره. لم يسبق لي التواصل معهم. لم أرَ نيغريرا أو ابنه إطلاقاً".
"نيغريرا قدّم مشورة تحكيمية تاريخياً لبرشلونة"
روسيل مثل أمام قاضية التحقيق في سبتمبر الماضي، ونُشرت شهادته كاملة الاثنين، بواسطة رامون ألفاريز دي مون، وهو يوتيوبر مشجّع لريال مدريد.
روسيل الذي أدلى بشهادته كمشبوه في القضية، أقرّ بأنه التقى نيغريرا خلال الولاية الأولى لجوان لابورتا رئيساً لبرشلونة، وهذا ما يتناقض تماماً مع رواية الأخير، الذي نفى لقاءه النائب السابق لرئيس لجنة الحكام.
وقال في هذا الصدد: "أعرف السيد نيغريرا منذ عام 2003 عندما انضممنا إلى مجلس الإدارة الأول للسيد لابورتا. عرّفني أحدهم على السيد نيغريرا باعتباره الشخص الذي كان يُقدّم المشورة التحكيمية تاريخياً للنادي".
وأضاف: "بين عامي 2003 و2005، كنت أراه أحياناً في الملعب يُعدّ تقاريره ويُقدّم المشورة للنادي بشأن مسائل التحكيم"، علماً أن نيغريرا أبلغ القضاء أنه لم يُعدّ إطلاقاً تقارير تحكيمية لبرشلونة.
واستدرك: "أعتقد بأنه لم يحضر في أحيان كثيرة، إذ واضح أنه إذا كنتَ تقدّم نصائح تحكيمية، فمن الأفضل فعل ذلك عبر التلفزيون، حيث يمكنك مشاهدة الإعادات وتكون أكثر دقة في نصائحك وتقاريرك".
"ورثنا عقد استشارات التحكيم ونحو 100 عقد آخر"
روسيل حدّد الإطار الزمني لهذا التواصل، قائلاً: "منذ عام 2003 إلى 2005، كنت أراه في مرافق النادي... وعندما استقلت عام 2005 لم أره مجدداً حتى عام 2010. علمت من الصحافة أن خدماته ازدادت بعد رحيلي. لا بد أن ذلك كان بسبب صعود برشلونة ب (رديف النادي الكاتالوني) إلى دوري الدرجة الثانية، فزادت أعماله الاستشارية وتقاريره".
وتابع: "لم أرَه إطلاقاً بين عامي 2005 و2010. ثم رأيته في عام 2010، عندما فزنا بالانتخابات، لأننا ورثنا عقد استشارات التحكيم ونحو 100 عقد آخر، من الاستشارات الفنية إلى الأنظمة الغذائية للاعبين، الاستشارات الضريبية، واستشارات استكشاف المواهب... ورثنا عدداً ضخماً من العقود التي استمرت بوصفها مورّداً دائماً للنادي. (هؤلاء) مورّدون كنا نتعامل معهم في قطاعات مختلفة".
وأشار إلى أنه التقى نيغريرا أيضاً "في بعض المآدب (التي نظمها) الاتحاد الإسباني لكرة القدم، إذ كنا نتشارك طاولة واحدة، مع ابنه، (الذي) أعتقد بأنني تعرّفت عليه خلال ولايتي، وكان يمرّر تقارير فيديو عن جميع (اللاعبين) الناشئين في إسبانيا، في حال كان أيّ منهم يثير اهتمامنا".
"ريال مدريد يضمّ حكمين سابقين في طاقمه"
روسيل سُئل عن سبب استمرار المدفوعات لنيغريرا بعد ترؤسه النادي، فأجاب: "لا أعلم، وليست لديّ أي فكرة، إن سألوني عمّا إذا توجّب علينا الاستمرار في خدمة الاستشارات التحكيمية... لو سألوني، لأجبت بنعم، طبعاً، توجّب علينا الاستمرار، هذا أمر بديهي".
وزاد: "المهمة الأساسية لمجلس الإدارة تتمثل في تجهيز كل شيء، كي يكون طاقمنا الفني ولاعبونا من كل الأقسام على أتم الاستعداد عند الحاجة. أما استخدامهم لهذه الخدمات من عدمه، فهذا أمر آخر".
وأضاف روسيل: "يمكننا شراء خدمات الطعام لخمسين لاعباً، ولكن 20 منهم فقط يأكلون، تماماً كما هو الحال مع معدات الصالة الرياضية، تشتري 30، وربما لا تستخدم 10 منها أبداً".
وقال: "أي نادٍ في الدرجة الأولى لا يؤمّن هذه الخدمة، يرتكب خطأً ما". واستشهد بريال مدريد، لافتاً إلى أنه "يضمّ حكمين سابقين في طاقمه، قرأت ذلك في الصحف".
"هل فرض نيغريرا سطوته في أوروبا أيضاً؟"
روسيل نفى بشكل قاطع محاولة برشلونة رشوة الحكام، من خلال تقارير نيغريرا، وعرض أسباباً لدحض هذه الاتهامات، أولها "سخافة الاعتقاد بإمكانية شراء النفوذ في مقابل 250 يورو للشخص الواحد، إذ إنه أمر سخيف وإهانة لمهنة التحكيم".
وأشار إلى 400 ألف يورو سنوياً، تشمل ضريبة القيمة المضافة، كان يتقاضاه نيغريرا، معتبراً أن هذا المبلغ كان سيحصل عليه كل حكم.
وشدد على أن "نيغريرا لم يكن يتمتع بأي نفوذ في اللجنة الفنية للحكام"، مضيفاً: "تاريخياً، وعلى مدار 70 عاماً، كانت السلطة دائماً في يد الرئيس، وجميعهم أعلنوا انتماءهم لريال مدريد".
وتابع: "كان لدينا فريق يضمّ تشافي (هرنانديز)، (أندريس) إنييستا، (ليونيل) ميسي، (جيرارد) بيكيه وجوردي ألبا... جميعهم لاعبون تخرّجوا من لا ماسيّا. هذا الأمر مؤلم حقاً، كان لدينا فريق رائع، ولهذا السبب فزنا".
وأضاف: "فزنا في إسبانيا بفضل تأثير لاعبينا. أين السيد نيغريرا في كل هذا؟ نسخر من بيب غوارديولا وفريقه، هذا أمر مهين. فزنا بكل شيء في أوروبا أيضاً. هل فرض نيغريرا سطوته في أوروبا أيضاً؟".












