في عصرٍ يسيطر فيه التخصص الضيق على الرياضيين، يبرز اسم أيوب بوعدي، لاعب وسط ليل الفرنسي البالغ من العمر 18 عاماً، ليس فقط كمواهب كروية واعدة، بل أيضاً كشاب مثقف يعيد تعريف معنى التوازن بين الرياضة والعلم.
في حوار حصري مع صحيفة L’Équipe، تحدث بوعدي بإسهاب عن شغفه بالرياضيات، التي يتابع دراستها حالياً في إطار رخصة في الرياضيات عن بُعد، إلى جانب مشواره الكروي.
بالنسبة له، الرياضيات ليست مجرد دراسة جامدة، بل "جمال يستحق الاستكشاف"، تساعده على تحرير ذهنه من ضغط كرة القدم وتفتح له آفاقاً جديدة خارج الملعب.
يقول بوعدي: "الهدف ليس الربط بين الرياضيات وكرة القدم بشكل مباشر، لكن إعطاء نفسي مساحة لتصفية الذهن وإعادة شحن الأفكار بعيداً عن ضغوط التدريب والمباريات".
موهبة على العشب وعبقرية في الأرقام.. أيوب بوعدي يلفت الأنظار في كل الاتجاهات
هذا التوجه الناضج يأتي من رغبة حقيقية في المحافظة على توازن صحي بين الجوانب البدنية والعقلية في حياته، وهو ما لفت انتباه زملائه في الفريق الذين بدأوا يتفهمون أهمية اهتمامه بالدراسة.
لم تكن قصة بوعدي في الرياضيات مفاجأة؛ فهو تميَّز مبكراً في المدرسة، حيث حصل على شهادة البكالوريا بتفوق، وفاز في سن 15 عاماً في مسابقة وطنية في البلاغة، ما يعكس قدرة لغوية وفكرية عالية ليست شائعة في لاعبين في سنه.
على الصعيد الكروي، يعد بوعدي أحد العناصر الأساسية في وسط ميدان ليل، وقد جذب اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، إضافة إلى اهتمام منتخبي المغرب وفرنسا بشأن تمثيله مستقبلاً.
باختصار، أيوب بوعدي لا يمثل فقط موهبة كروية صاعدة، بل أيضاً نموذجاً لشاب يجمع بين الرياضة والعلم، ويؤكد أن العقل يمكن أن ينافس الجسم في صناعة شخصية رياضية متوازنة وملهمة.










