انتشرت حالة من الغضب داخل أروقة نادي برشلونة على مدار الأيام الماضية، بعد الفشل في التعاقد مع أحد أحلام المدير الفني هانزي فليك الذي يُجهز مع الإدارة الرياضية منذ توليه المسؤولية لمرحلة ما بعد روبرت ليفاندوفسكي.
لم يتمكن برشلونة من التعاقد مع المهاجم السلوفيني بنيامين سيسكو الذي اختار الالتحاق بصفوف مانشستر يونايتد مقابل 85 مليون يورو، رغم غياب الشياطين الحمر عن جميع المنافسات القارية الموسم المقبل.
وبحسب ما أكدته صحيفة Sport.es الكتالونية، فقد أثار انضمام بنيامين سيسكو لصفوف اليونيتد استياءً شديداً لدى المديرين الرياضيين في برشلونة، حيث كان البالغ من العمر 22 عاماً، محل تقدير كبير لدى المدير الرياضي ديكو.
أضافت "لدى ديكو رؤية استراتيجية ثاقبة، حيث يُفكر في بديل مناسب للبولندي روبرت ليفاندوفسكي (الذي قدم أداءً استثنائيًا)، وهو ما يجب على النادي إتمامه في صيف 2026، بعد كأس العالم في أميريكا الشمالية".
ويدخل النجم البولندي صاحب الراتب الكبير، موسمه الرابع في برشلونة، ووفقاً لجميع المؤشرات، سيغادر في يونيو من العام المقبل، حيث سيتجاوز وقتها الـ 37 عاماً.
محاولة يائسة لإبقاءه في لايبزيغ أمام نهم الدوري الإنجليزي
برشلونة كان يُدرك تماماً أن احتمال بقاء سيسكو في لايبزيغ معدومة، وهي فرضية أكدها نهم الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يحتكر الصفقات الصيفية الكبرى، بما في ذلك تلك التي لم تأت بعد، مثل إمكانية رحيل رودريغو عن ريال مدريد إلى مانشستر سيتي أو أرسنال.
ونظراً لضائقته المالية، فقد فعل برشلونة بالفعل أكثر بكثير مما كان يتصوره في البداية، متوقعاً بديلاً رئيسياً آخر، وهو تير شتيغن، مستغلًا فرصة السوق التي سنحت مع جوان غارسيا.
لم يكن لدى برشلونة الأدوات اللازمة لإبعاد سيسكو عن مانشستر يونايتد وإجباره على الاستمرار في لايبزيغ لمدة عام، كما أن حالة عدم اليقين المحيطة بهذه المرحلة من إعادة بناء النادي، مع فريق خافيير تيباس في رابطة الدوري الإسباني، والذي لا يحصل على ما يكفي من التعديلات، جعلت من غير المجدي التعاقد مع لاعب يتمتع بحصة سوقية ضخمة ولا يمكن ضمان ارتدائه لقميص البلاوغرانا في عام 2026.
واستثمر يونايتد 85 مليون يورو في سيسكو، الذي استحوذ أيضًا على لاعب آخر من طراز 9.5، وهو ماتيوس كونيا بعد ضمه من ولفرهامبتون مقابل 74.2 مليون يورو.
وبخلاف ما أنفقه مانشستر يونايتد على اللاعبين، أنفق ليفربول 95 مليون يورو لآينتراخت فرانكفورت مقابل المهاجم الفرنسي هوغو إيكيتيكي، ودفع أرسنال مبلغ الـ 76 مليون يورو ما بين مبالغ ثابتة ومتغيرة مقابل فيكتور غيوكيريس من سبورتينغ لشبونة.
لاعب جوكر قد يخلف ليفاندوفسكي
منحت تلك الأرقام إدارة برشلونة دلائل واضحة على كيفية تطور سوق اللاعب رقم "9" خلال الميركاتو الصيفي الحالي، بالتالي إذا أراد ديكو ضم لاعب من الدرجة الأولى في هذا المركز، وفي حال دخول سيناريو الافتراض، لن يكون أمام برشلونة خيار سوى البحث عن جوهرة مخفية في سوق ثانوي بسعر أكثر ملاءمة لوضعه الاقتصادي المتدهور.
وعبّر المدير الرياضي للبرسا ديكو في مناسبات مختلفة عن تقديره للاعبين الذين يمكنهم لعب أدوار متعددة، بدلاً من التركيز على لاعب متخصص في كل مركز، لذا فإن إمكانية عدم البحث عن "9" خالص، واستبدال ليفاندوفسكي بلاعبين يمكنهم ملء فراغه في النهاية، أمر غير مستبعد.
ويمكن للمدير الفني هانزي فليك تحقيق تلك الرؤية من خلال التشكيلة الحالية بعد نجاحه في استعارة ماركوس راشفورد من مانشستر يونايتد، وتعاقده السابق مع داني أولمو، وإعادة إحياء مسيرة فيران توريس.
وهناك هامش من الوقت لمدة عام لمراقبة أداء كل من المهاجمين الثلاثة - وهو ما سيحدث بالفعل في البداية مع إصابة روبرت - وبهدوء ودون تسرع لاستخلاص الاستنتاجات اللازمة.
